“قوة الانضباط الذاتي”.. ضرورة لبناء حياة طبيعية

tag icon ع ع ع

في بعض الأوقات، تحقق فئة من الناس أكوامًا من الإنجازات يوميًا، ويظهرون بأوضح صورة يمكن أن يراها الإنسان، يصلون إلى نهاية يومهم وهم ممتلئون بنشوة تحقيق الأهداف التي يتكلمون عنها طوال وقتهم.

بهذه الحالة تتحقق السعادة لديهم، إلا أن هناك جزءًا آخر من الناس يغرقون في كل يوم بالحزن كونهم لا يعرفون آلية ضبط أولوياتهم ومهامهم اليومية، التي تطغى عليها عادات أخرى بعيدة عن مسار أهدافهم.

يصف كتاب “لا أعذار.. قوة الانضباط الذاتي” للكاتب الأمريكي بريان تريسي، العادات والصفات السيئة لدى الأفراد، بأنها تنمو وتتطور بسرعة كبيرة، دون بذل أي عناء من قبل الأشخاص، ومع ذلك يصعب أن يتعايش الفرد معها، إذ ستشكّل له معاناة نفسية حقيقية، بينما يصعب عليه تشكيل واكتساب العادات والصفات الجيدة.

وبدلًا من الانحراف عن مسار تلك الأهداف الواضحة في حياة الفرد، يجب عليه تركيز خطواته على خطوط ثابتة من البداية إلى النهاية، إذ إن الأهداف الواضحة، وفق رأي الكاتب، هي التي تحدد مسار حياة الإنسان، وتسهّل عليه طريق الوصول إلى النجاح الذي يطمح له.

وشخصية الفرد هي عبارة عن عادات مركّبة منذ الطفولة وحتى مرحلة البلوغ، ولذلك، فإن نمو عادة سلبية لا يأتي من فراغ، إنما هناك محفزات تبني رغبة قوية للانحراف عن العادات الجيدة، هذه الرغبات التي تكمن داخل كل فرد يجب، بحسب الكتاب، أن يتم ترويضها ومعرفة الوقت المناسب لإفرازها، بحيث لا تتعدى على الأولويات المهمة في حياة الفرد.

يعتبر الكاتب أن الانضباط الذاتي ليس مجرد تميز من أجل حياة دراسية أو مهنية ناجحة، وإنما هو ضرورة كي تكون حياة الشخص “طبيعية” في أدنى حد من متطلبات الحياة الناجحة.

وكثير من الناس يهدرون الوقت دون الشعور بتأنيب الضمير أو الخجل من ذلك، يخلقون الأعذار للتهرب من الدخول في دائرة العمل وإنجاز المهام الموكلة إليهم، يعود ذلك إلى خوفهم من هذه المهام، أو عدم اهتمامهم بها، أو انشغالهم عنها بعادات هامشية، فمن المهم على الأفراد أن يشعروا بتأنيب الضمير تجاه الوقت الذي يخسرونه، وهنا يكون المقصود هو تأنيب الضمير المحفّز لتعديل السلوك الشخصي، وليس تأنيب الضمير الذي يودي بالفرد إلى جلد الذات وتحقيرها دون أي نتيجة مفيدة.

كما أن تغيير عقلية الفرد تجاه كل أمر يعد ممتعًا وسهلًا، وتنمية القدرات المدفونة لدى الشخص من أجل تحمّل مسؤولية حياته يلعب دورًا أساسيًا في خلق قيمة الانضباط الذاتي لديه، لوجود علاقة مباشرة بين تحمل المسؤولية والانضباط الذاتي عمومًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة