مع عجزها عن شراء البيض.. عائلات تعود لتربية الدجاج “البيّاض” بدرعا

camera iconقن دجاج في ريف درعا (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

بعد مرور ما يقارب الـ20 عامًا على تركها تربية الدجاج، عادت “أم محمود” من سكان بلدة المزيريب في ريف درعا لتربيته من جديد، لتأمين كفاية عائلتها من البيض بعد غلاء أسعاره.

المرأة الخمسينية قالت لعنب بلدي، إنها لم تكن تتوقع أن تعود لتربية الدجاج، “لكن أسعار البيض دفعتنا لذلك لتأمين البيض البلدي على المائدة”.

وأدى ارتفاع أسعار البيض في درعا إلى لجوء سكان في ريف درعا لتربية الدجاج “البيّاض” لتأمين المادة، بعد عجز العائلات عن شرائها، وذلك لأسباب تتعلق بقدوم بفصل الشتاء وتأثيره على الإنتاج، وغلاء لوازم التربية من أعلاف وأدوية.

ووصل سعر طبق البيض إلى 12 ألف ليرة سورية (3.4 دولار)، في حين وصل سعر البيضة الواحدة إلى 450 ليرة سورية (128 سنتًا).

ولم يكن خيار التربية بالقرار السهل على “أم محمود”، إذ دفعتها هذه التجربة لبناء قن جديد، وشراء فراخ ثمن كل واحد 15 ألف ليرة سورية (4.28 دولار).

خالد (30 عامًا) من سكان عموريا بريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن البيض أصبح خارج القدرة الشرائية، ولم يعد من الموجودات على المائدة كما كان سابقًا، رغم فائدته للأطفال.

“كنتُ أشتري البيض بالطبق، وأصبحتُ أشتريه بالبيضة، حتى البيضة أصبحت خارج القدرة المالية، إذ تحتاج أسرتي إلى أربع بيضات على الوجبة، أي ما يعادل 1800 ليرة سورية”، بحسب ما أضافه لعنب بلدي.

يعمل خالد بأعمال المياومة الزراعية بأجرة لا تزيد على 6000 ليرة سورية، أي أقل من دولارين باليوم الواحد.

وحول شراء الدجاج، قال إن خيار التربية مكلف بالنسبة إليه لغلاء أسعار الطيور، وحاجتها إلى العلف، “ومع ذلك بدأتُ بتربية ثلاثة طيور، وسأعمل على زيادتها مستقبلًا”، وفق خالد.

وأضاف أن أغلبية سكان الريف عادوا لتربية الدجاج بعد غلاء أسعار البيض، رغم تكلفته المالية، وكانوا سابقًا يلجؤون لشراء البيض عندما كانت أسعاره مقبولة عوضًا عن مشقة التربية.

وقال خالد، إن من أسباب ارتفاع أسعار طيور الدجاج “البيّاض”، الإقبال على التربية من جديد، ما زاد من الطلب عليها، وكذلك بعد غلاء الفروج لجأ بعض السكان لذبحه كونه أقل تكلفة، ووصل سعر كيلو لحم الدجاج الحي إلى 8000 ليرة سورية (2.28 دولار).

عوامل أسهمت في الارتفاع

تتوقع “أم محمود” استمرار زيادة أسعار البيض خلال فصل الشتاء، لأسباب تعود لانخفاض إنتاج البيض جراء برودة الطقس في فصل الشتاء، وكذلك تكاليف التدفئة التي تضاف إلى العملية الإنتاجية.

رئيس لجنة “مربّي دواجن درعا”، معتز عيسى، أرجع في تصريحات لتلفزيون “الخبر” المحلي، في تشرين الأول الماضي، أسباب ارتفاع أسعار البيض، إلى عزوف نسبة كبيرة من مربّي الدواجن (حوالي 75% منهم) عن العمل من جهة، وإلى تكاليف المواد الأولية (كالصوص) المستوردة “المرتفعة جدًا”، وعدم دعمها، ما يجعل المربين يلجؤون إلى شرائها من السوق السوداء من جهة أخرى.

وقال سراج خضر، مدير عام مؤسسة الدواجن التابعة لوزارة الزراعة، إن الفرخ يكلّف المُربي 20 ألف سورية (5.79 دولار) حتى ينتج البيض، مشيرًا إلى تراجع كبير في عمل القطاع الخاص بهذا المجال، نتيجة زيادة التكلفة ووصولها إلى أسعار هائلة، سببها ارتفاع التكلفة من مواد علفية وأدوية بيطرية، والتي هي مستوردة بمعظمها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة