أين صار عناصر “فاغنر” الروس الذين أحرقوا عسكريًا سوريًا منشقًا

camera iconمرتزقة روس من شركة "فاغنر" في أثناء تعذيب شخص في حقل "الشاعر" بريف حمص- تشرين الثاني 2019 (صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية)

tag icon ع ع ع

تتبعت مجلة “NEW LINES“، المهتمة بمتابعة شؤون الشرق الأوسط، المرتزقة المجندين في ميليشيا “فاغنر” الروسية، وركّزت على المرتزقة الذين أُرسلوا إلى سوريا لدعم النظام السوري.

وعرضت المجلة ضمن تقرير لها، في 19 من كانون الأول الحالي، شهادات لأسر المقاتلين الذين قُتلوا في سوريا، سواء بمواجهات عسكرية، أو من خلال قصف للتحالف الدولي شمال شرقي سوريا عام 2017، ومن بينهم المجموعة التي أحرقت مقاتلًا سوريًا منشقًا عن قوات النظام عام 2017.

وأشار التقرير، الذي ترجمته عنب بلدي، إلى أن العسكري السوري هو محمد طه إسماعيل العبد الله، والملقب باسم “حمادي بوتا”، وهو أحد الفارين من الجيش السوري (منشق).

وظهر المجند في تسجيل مصوّر عام 2017 يتعرض للضرب بمطرقة على يديه ورأسه، ثُم أُضرمت النار في جسده على يد خمسة أشخاص ينتمون إلى ميليشيا “فاغنر”.

فلاديسلاف أبوستول، أحد المجندين في “فاغنر”، ينحدر من مدينة كيشيناو عاصمة مولدوفا، وأجرى مع رفاقه عملية التعذيب بحق الشاب السوري، في منشأة للغاز بالقرب من مدينة حمص وسط سوريا.

وأشار التقرير إلى أن واقعة تعذيب الشاب السوري، كانت “الحادث المروّع” الذي استشهد به الاتحاد الأوروبي في إعلانه للعقوبات بحق ميليشيا “فاغنر”.

أين صار فلاديسلاف أبوستول

أشار تقرير المجلة إلى أن فلاديسلاف قُتل في نيسان عام 2018، متأثرًا بإصابته خلال غارة جوية أمريكية حينها، في أثناء محاولة مقاتلي الميليشيا الروسية قبل شهر من مقتله دعم قوات النظام السوري، والسيطرة على قرية خشام بريف دير الزور الشرقي.

ووقع الاشتباك قرب دير الزور، بحسب التقرير، عندما هاجم مقاتلو “فاغنر” وقوات النظام موقعًا تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وقصفوه بالدبابات والمدفعية.

بسبب وجود القوات الخاصة الأمريكية في الموقع، تدخّل سلاح الجو الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، “بقوة نيران ساحقة” من المدفعية الصاروخية والطائرات الحربية والمروحيات الهجومية والمقاتلات الضاربة، وحتى القاذفات الاستراتيجية من طراز “B-52” شاركت بعملية القصف.

في حين لم يتضح بالضبط عدد القتلى في صفوف القوات الروسية خلال القصف الأمريكي حينها، الأمر الذي يعود إلى تكتم الحكومة الروسية بشأن الجثث وإعادتها إلى روسيا.

وتحتوي مجموعة البيانات التي قالت المجلة إنها حصلت عليها، على أسماء 77 من مقاتلي “فاغنر” الآخرين الذين قُتلوا بالقرب من محافظة دير الزور خلال القصف الأمريكي في سوريا.

وأشارت إلى أن أربعة آخرين توفوا لاحقًا إثر إصاباتهم التي تعرضوا لها خلال المعركة، وأن الأغلبية العظمى منهم ينحدرون من روسيا أو أوكرانيا، بالإضافة إلى قتيل من كل من كازاخستان وأرمينيا ومولدوفيا.

وبحسب مصادر لم يسمِّها التقرير، لم يتم إعادة أو التعرف على جميع جثث القتلى في القصف الأمريكي بالقرب من بلدة خشام، إضافة إلى أن بعضًا من جثث القتلى الأجانب لم تغادر سوريا قط.

“فاغنر” الروسية في سوريا

تعود شركة “فاغنر” العسكرية لشخصية مقربة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو رجل الأعمال يفغيني بريغوزين، المعروف بـ”طباخ بوتين”، المتعاقد مع الحكومة السورية للسيطرة وحماية حقول النفط في سوريا، وأيضًا هو مدرج على لائحة العقوبات الأمريكية.

ونشرت صحيفة “ميدوزا” الروسية معلومات لأول مرة حول شركة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، التي تدعم النظام السوري ويقاتل مجنّدوها في سوريا، ضمن مقابلة هي الأولى من نوعها مع أحد مقاتلي “فاغنر”، المعروف باسم مارات جابيدولين، الذي تحدث فيها عن مقتطفات من كتاب عن مذكراته التي تدور في سوريا.

وقرر جابيدولين أن يبدأ بكتابة مذكراته بعد إصابة بليغة تلقاها في تدمر عام 2016، موثقًا اللحظات المهمة والمفصلية فيها، وحقيقة الشركات العسكرية الخاصة، وما يتعلق بها من خداع تام أساسه “الجيش والسياسيون الروس”، بحسب تعبيره.

وقال جابيدولين خلال مقابلته، المنشورة في 3 من كانون الأول عام 2020، إنه في أثناء قدومه مع زملائه في الكتيبة إلى سوريا، تفاجؤوا بعدم وجود أي أختام أو تأشيرة على جوازات سفرهم، ودخلوا البلاد بناء على ذلك دون وجود أي عوائق، في إشارة إلى أن الحكومة الروسية لم تكن تريد الاعتراف بوجود مقاتلين مرتزقة غادروا البلاد بشكل رسمي.

وأكد أنهم مرروا الأسلحة الموجودة داخل الحقائب في جهاز كاشف المعادن والأسلحة المخصص في المطار بروسيا وأمام موظف الجمارك، دون أي اعتراض.

ويذكر المقاتل في تفاصيل سرية أراد إيصالها وتوثيقها، كيف أن أربعة من جنود “فاغنر” قطعوا رأس جندي سوري تابع للنظام السوري بعد تعذيبه، لنيته الهروب.

وأضاف، “جرت هذه الممارسات لترهيب من يريدون الهروب من الجيش السوري”، وهو ما عارضه جابيدولين ووصفه بـ”الحماقة” في كتابه.

وعند إعلان النظام السوري السيطرة على مدينة تدمر، عام 2016، قال جابيدولين إنه لولا مقاتلو “فاغنر” لما كان باستطاعة “القطيع السوري” الدخول إلى المدينة، بحسب وصفه.

ووصف جابيدولين قوات النظام السوري بأنها “تشكيل عاجز”، موضحًا أن “القيادة الروسية في معظم الأحيان لم تكن قادرة على دفعهم للهجوم”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة