تتسبب بمرض الأطفال وغيابهم.. مدارس “هياكل” دون تدفئة في درعا

camera iconمدرسة في بلدة المزيريب بريف درعا (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

لم ترسل هيام (28 عامًا) من سكان ريف درعا ابنتها إلى المدرسة في الأيام الباردة، خوفًا على صحتها لأسباب تتعلق بانعدام التدفئة، وعدم ترميم النوافذ التي يتسرب منها الهواء البارد ومياه الأمطار، وهي حال معظم مدارس محافظة درعا، حسب شهود تحدثوا لعنب بلدي.

هيام أكدت لعنب بلدي أن ابنتها تعاني المرض جراء تعرضها للبرد، قائلة، “يؤلمني غياب ابنتي، لكن البرد وانعدام التدفئة يدفعني إلى ذلك”.

ولا تخلو أي شعبة صفية في مدارس درعا من كسرٍ في النافذة، كما لم تُقدم مديرية تربية درعا على ترميم النوافذ، بينما أجرت منظمات دولية ترميمات طفيفة وغير كافية في بعض المدارس، وسط عجز من قبل مديرية التربية التابعة للنظام السوري.

معلمة في درعا (تحفظت عن ذكر اسمها لأسباب أمنية)، أشارت في حديث لعنب بلدي إلى أنه رغم توزيع مخصصات المازوت على المدارس، فإن الكميات الموزعة لا تكفي لشهر في حال أُشعلت جميع مدافئ المدرسة.

وقالت، “وضع المدارس مزرٍ للغاية، وخاصة مع قدوم فصل الشتاء، فالنوافذ مكسّرة، ومعظم المدافئ أصبحت تالفة، والمازوت لا يكفي للتشغيل بشكل مستمر في أثناء حصص التدريس”.

وأضافت المعلمة أن البرد يؤثر على قدرة الطلاب على الاستيعاب، إذ يشتكون باستمرار من عدم قدرتهم على الكتابة بسبب تسلل البرد إلى أصابعهم، بحسب وصف المعلمة لأوضاع التلاميذ.

هياكل أبنية بلا مقومات

أحمد (30 عامًا) وهو من سكان حوض اليرموك، يصف وضع المدارس في المنطقة لعنب بلدي قائلًا، “المدارس عبارة عن هياكل أبنية خارجية، ولكنها من الداخل بحاجة إلى صيانة وتدفئة”.

وأضاف، “نحن نتكلم عن فئة يقل عمرها عن عشر سنوات، كيف لها أن تتحمل برد الشتاء، فخيار تغييب الأطفال أمر في غاية الخطورة مستقبلًا، وفي حال عجز الدولة عن تقديم الخدمات، يقع على عاتق الأهالي ترميم وتأمين تدفئة للمدارس”.

بدوره، صرّح عضو لجنة إغاثية في درعا البلد لعنب بلدي، أن نصف الشُّعب الصفية في المنطقة بحاجة إلى مدافئ جديدة، وأن تسع مدارس من أصل 24 مدرسة في أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم تعمل فقط بالوقت الحالي.

ونتيجة النقص الحاد في عدد المدارس، يضطر الطلاب في بعض الأحياء إلى السير ما يقارب أربعة كيلومترات، وتزداد صعوبة هذه المسافات في أيام الشتاء، ما يدفع الأهالي لتعطيل أبنائهم، وفق عضو اللجنة.

وقالت المعلمة في المرحلة الابتدائية التي تواصلت معها عنب بلدي، إن مديرية التربية تنصلت من مسؤوليتها بعدما أبلغت مديري بعض المدارس أن لا إمكانية لديها في ترميم المدارس، وطالبت المعلمين حث السكان على جمع تبرعات وصيانة المدارس على نفقتهم الخاصة.

كما أكد عضو اللجنة الإغاثية في درعا، أن مدرستين في درعا البلد تم ترميمهما على نفقة السكان بعد جمع تبرعات، إضافة إلى ترميم منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسف) ثلاث مدارس بخطة عمل استمرت ثلاث سنوات.

وسبق أن صرّح رئيس دائرة الأبنية المدرسية بمديرية تربية درعا، راضي الوني، لوكالة “سانا” أن المنظمات الدولية العاملة في درعا رممت مدارس في درعا البلد وطريق السد ونوى، وأن “يونيسف” رممت ثلاث مدارس في حي درعا البلد وطريق السد.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن ناشطين شكّلوا في بلدة تل شهاب لجنة محلية، قيّمت الأضرار في المدارس لجمع تبرعات وصيانتها.

وقال “أبو محمد”، وهو أحد وجهاء البلدة، لعنب بلدي، إن “الطلاب بالمدارس أبناؤنا وواجب علينا تأمين جو مناسب لهم”.

وتتمثل مهمة اللجنة بصيانة النوافذ، ودورات المياه، وشراء مازوت إن أمكن ذلك، فمديرية التربية عاجزة عن تقديم أي خدمات بالوقت الحالي، حسب “أبو محمد”.


شارك في إعداد المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة