الخوف من ضياع الهوية العربية.. “أكاديمية أمل”

tag icon ع ع ع

“الخوف من أن يصل ابني لعمر الـ30 وهو لا يجيد تحدث اللغة العربية، كان كفيلًا لأتأكد أن عليَّ أن أفعل شيئًا لأجل ابني وكل الأطفال في المهجر”، بهذه الكلمات بدأ سامر زرقان قصة مشروعه “أكاديمية أمل”.

وقال سامر (36 عامًا) في حديث إلى عنب بلدي، “التقيت بشاب لبناني في الثلاثينيات من عمره يقيم في ألمانيا منذ مدة طويلة، والصدمة كانت أنه يتحدث العربية بصعوبة، وهذا ما جعلني أشعر بالمسؤولية تجاه ابني وآلاف الأطفال هنا”.

بدأ سامر مشروعه من خلال دروس ودورات مبسطة تُقدّم للطلاب في الجامع التركي بمدينته، ولكن عدم وجود منهاج ثابت لتعليم الأطفال، والظروف التي فرضها فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، أجبرته على التوقف، والبحث عن حل بديل.

ورغم كثرة مبادرات تعليم اللغة العربية، خصوصًا بعد لجوء آلاف السوريين إلى خارج البلاد، اعتبر سامر من خلال تجربته الشخصية بتسجيل ابنه ضمن بعض المبادرات، أن معظمها تركز على الناحية المادية فقط، دون الالتفات إلى أهمية المعلومة المقدمة بالنسبة إلى طالب عاش بعيدًا عن ثقافته العربية، بحسب قوله.

وفي مطلع عام 2021، قرر سامر أن يطلق مشروعه الخاص لتعليم اللغة العربية، من خلال جمع 16 معلمة من المختصات باللغة العربية والتربية ورياض الأطفال، لاختيار منهاج يناسب الأطفال المستهدفين، وبعد ثمانية أشهر، اختاروا منهاجًا موجودًا مسبقًا، وصادرًا عن دار “المناهل” ودار “اليقين”.

وقال سامر، إنه كان مصممًا على ترك أكبر أثر ممكن في الأطفال، والحصول على أفضل نتيجة من المشروع، واستطاع بالتعاون مع المعلمات إعداد كراسة لكل صف دراسي، تشتمل على الأنشطة والتدريبات التي تعزز مكانة اللغة العربية عند الأطفال، بحسب تعبيره.

واستطاع سامر من خلال مشروعه أن يحقق الهدف الأول منه، إذ تمكّن من خلق رابط قوي بين أطفاله واللغة العربية، بحسب تعبيره.

كما روى سامر أنه خلال رحلة ابنه جود مع اللغة العربية صار شغوفًا بقراءة الكتب العربية، ونقل هذا الشغف إلى أخيه الأصغر حتى صارت قراءة قصة باللغة العربية شرطًا للطفلين قبل النوم.

ويرفض سامر وزوجته الحديث باللغة الألمانية داخل البيت، ويسعيان دائمًا لتصحيح أخطاء أطفالهم وتلقينهم الكلمات العربية في حال أخطؤوا بنطقها لتعزيز ارتباط الأطفال في اللغة، وفق قوله.

يضم مشروع “أكاديمية أمل” المسجل بشكل رسمي في ألمانيا، قسمًا لتعليم اللغة العربية للأطفال، وقسمًا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وقسمًا للتربية الإسلامية، إلى جانب قسم الترفيه الذي يتضمن مسرح دمى ورياضة.

وقال سامر، إن المشروع لاقى إقبالًا كبيرًا من قبل الأهالي الذين كانوا يواجهون صعوبة بتعليم أطفالهم اللغة العربية، مؤكدًا أن مشروعه محاولة لإنقاذ الأطفال في المهجر من ضياع هويتهم، التي تعتبر جزءًا من مستقبلهم ومستقبل البلاد العربية.

وتُعدّ اللغة العربية إحدى اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، إذ يتكلمها نحو 400 مليون نسمة حول العالم، بحسب منظمة “يونسكو”.

ونشرت عنب بلدي في وقت سابق تقريرًا، جمع أبرز المواقع والمنصات التي تعلم اللغة العربية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة