تقلّبات الليرة التركية تزيد معاناة سائقي سيارات الأجرة في إدلب

camera iconتجمّع لسيارات الأجرة بالقرب من دوار الساعة في مدينة إدلب- 26 كانون الأول 2021 (عنب بلدي/ أنس خولي)

tag icon ع ع ع

أدى ارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض قيمة العملة التركية أمام الدولار إلى ازدياد معاناة سائقي سيارات الأجرة في إدلب.

يقود نضال محمد سيارة الأجرة منذ أكثر من 25 عامًا، إلا أنه لم يرَ “أسوأ” من ظروف العمل التي يمر بها الآن، بسبب الظروف المعيشية التي تعاني منها مناطق الشمال السوري بشكل عام، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأضاف أن السائقين ليسوا خائفين من ارتفاع أسعار المحروقات فحسب، بل إنهم دائمًا يقعون في مشكلات مع الزبائن حول أجرة التوصيل التي لا تتناسب مع أسعار المحروقات اليوم.

السائق اليوم يعمل لعدة أيام، بحسب نضال، لكن ما يجمعه خلالها يذهب كامًلا ثمنًا للمحروقات بعد ارتفاع سعرها.

حافلات النقل العام أثّرت على عمل سيارات الأجرة

أثّرت حافلات النقل العام في إدلب سلبًا على عمل سيارات الأجرة، وخسر السائقون عددًا كبيرًا من الزبائن الذين كانوا يعتمدون عليهم، نظرًا إلى ارتفاع أسعار تعرفة الركوب تزامنًا مع ارتفاع أسعار المحروقات.

وانخفضت عائدات العمل بالنسبة إلى مالكي السيارات بنحو كبير عما كانت عليه خلال العام الماضي، بسبب دخول حافلات النقل العام الخدمة، والتي أدت إلى انخفاض الطلب على سيارات الأجرة، بحسب سائقين قابلتهم عنب بلدي.

إبراهيم الحلبي، وهو سائق سيارة أجرة (تاكسي) في محافظة إدلب، قال لعنب بلدي، إن أكثر من نصف الزبائن وخصوصًا الطلاب والموظفين منهم، صاروا يعتمدون اليوم على حافلات النقل الداخلي، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير بعدد الزبائن، وبالتالي انخفاض في مردود العمل.

كما أدى قرب مواقف سيارات الأجرة من محطات الحافلات إلى انخفاض عمل السائقين وتأثره سلبًا، إذ صار السائقون يبحثون عن أماكن جديدة للوقوف فيها، لكن الخيارات ليست بالكثيرة، بسبب كثرة العاملين في المجال، وانخفاض الطلب عليه مع المتغيرات المستمرة في الأسعار.

كما أن ازدياد العاملين على سيارات الأجرة بشكل كبير في مدينة إدلب، وعدم جدوى الوقوف في بعض المحطات القريبة من محطات المواصلات العامة، خلّف ازدحامًا في بعض المواقف، وخصوصًا أمام المستشفيات والمراكز الطبية.

في حين قال سامي مصطفى وهو سائق سيارة أجرة، إن السائقين كانوا يعتمدون على الانتظار في مداخل المدينة وأمام الأسواق والجامعات والمستشفيات للعمل، أما اليوم فاضطر عدد كبير من السائقين إلى الانتقال والوقوف أمام المستشفيات، الأمر الذي خلّف ازدحامًا للسيارات.

بُعد آخر للمعاناة

محمد القطيع (54 عامًا) قال لعنب بلدي، إن مدخرات سائقي سيارات الأجرة التي يوفرونها من عملهم تُصرف على عمليات الصيانة الضرورية للسيارات، وانخفاض قيمة العملة التركية أمام الدولار زاد من إرهاق عمليات الصيانة التي تُدفع بالدولار.

واعتبر أن ارتفاع أسعار المحروقات في الأشهر الماضية أضاف بُعدًا آخر لمعاناة العمال بشكل عام، وسائقي سيارات الأجرة بشكل خاص، إذ بدأت شركة “وتد” المحتكرة للمحروقات في إدلب ببيع المحروقات بالدولار الأمريكي بدلًا من الليرة التركية التي يتم التعامل بها شمال غربي سوريا.

وكانت شركات المحروقات العاملة في إدلب، حددت أسعار المحروقات بالدولار الأمريكي، بعد الانخفاضات التي شهدتها الليرة التركية خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي عادت للتحسن لاحقًا، ما جعل من أسعار المحروقات غير مستقرة.

وبلغ سعر ليتر البنزين “مستورد أول” 860 سنتًا، وسعر ليتر المازوت “مستورد أول” 812 سنتًا، وليتر المازوت “مكرر أول” 504 سنتات، وليتر المازوت من النوع “المحسّن” 641 سنتًا.

وحُدد سعر أسطوانة الغاز المنزلي للمستهلك بـ12 دولارًا أمريكيًا، بحسب نشرة أسعار شركة “وتد” للمحروقات، في 12 من كانون الأول الحالي.

وكانت الشركة حددت آخر سعر للمحروقات بالليرة التركية في 2 من كانون الأول الحالي.

وخفضت أسعار المحروقات حينها ليصبح سعر ليتر البنزين “مستورد أول” 11.84 ليرة، وسعر ليتر المازوت “مستورد أول” 11.21 ليرة، وليتر المازوت “مكرر أول” 7.07 ليرة، وليتر المازوت من النوع “المحسّن” 8.85 ليرة، وأسطوانة الغاز 165.5 ليرة تركية.

وشهدت أسعار المحروقات تقلبات في تشرين الثاني الماضي، إذ رفعت “وتد” الأسعار وخفضتها مرات عديدة بسبب انخفاض الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي.

وتتحكم شركات خاصة بسوق المحروقات في إدلب، هي “وتد” للبترول، و”كاف التجارية” للمحروقات، و”الشهباء” للبترول، وتسيطر “وتد” على معظم الحصة السوقية للمحروقات في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي.

ما وضع الليرة التركية؟

تشهد أسعار صرف الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية استقرارًا نسبيًا حاليًا، بعد أن سجلت الليرة أدنى مستوى لها قبل أسبوعين، إذ بلغت 18.36 مقابل الدولار الأمريكي.

وتزامن عدم استقرار الليرة التركية مع إجراءات عديدة اتخذتها السلطات التركية، منها تخفيض البنك المركزي التركي سعر الفائدة عدة مرات.

لكن إعلان الرئيس التركي عن أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة، أعاد الليرة إلى التحسن ليستقر سعر الصرف عند 11 ليرة تقريبًا مقابل الدولار.

ووعد أردوغان بتوفير تركيا بديلًا ماليًا جديدًا للمواطنين الراغبين بتبديد مخاوفهم الناجمة عن ارتفاع أسعار الصرف، موضحًا عدم وجود الحاجة إلى تحويل المدخرات من الليرة التركية إلى العملات الأجنبية خوفًا من ارتفاع أسعار الصرف.

وسجلت الليرة التركية اليوم 13.29 مقابل الدولار الأمريكي، ولا تزال تنخفض بنسبة أكثر من 40%.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة