الأهالي يشتكون الاستهانة بظروفهم الصعبة

الغلاء بإدلب.. التجار الصغار يحمّلونه لسوق “الهال” والكبار يشتكون الأتراك

camera iconأحد أسواق مدينة إدلب- تموز 2020 (عنب بلدي/يوسف غريبي)

tag icon ع ع ع

شهدت مناطق شمال غربي سوريا ارتفاعًا كبير بالأسعار خلال الأسابيع الماضية، جرّاء انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، ورغم أن الليرة سجلت تحسنًا ملحوظًا قبل أيام، ما زال الأهالي يشتكون بشكل متواصلٍ من غلاء الأسعار.

وخلال استطلاع رأي أجرته عنب بلدي في مناطق شمال غربي سوريا، اتهم قسم من الأهالي تجار المنطقة بالاستهتار والاستهانة بعدم تقدير حاجة الناس، في ظل قلة فرص العمل وانخفاض الرواتب مقارنة بتكاليف الحياة اليومية.

وفي حديث لعنب بلدي، قال أحمد الطالب، نازح من ريف حلب، إنه صار مضطرًا إلى شراء كميات أقل من جميع مستلزمات الحياة اليومية بما يتناسب مع دخله الذي لم يعد كافيًا لتأمين ضرورات الحياة.

وطالب أحمد المسؤولين بفرض رقابة شديدة على التجار لضبط الأسعار في المنطقة، وعدم السماح لهم باستغلال حاجة الناس.

كما اشتكت عائشة (تحفظت على ذكر اسمها الكامل لأسباب اجتماعية)، مهجرة من ريف حلب، وتعمل بالمياومة، من أن الأجر الذي تحصل عليه مقابل عملها الطويل المجهد لم تعد له قيمة بعد ارتفاع الأسعار الذي شهدته المنطقة، مؤكدة أن “التجار لم يرحموا الناس” رغم معرفتهم بالظروف السيئة التي يعيشونها.

أسعار الليرة التركية

وأكّد الأهالي الذين تحدثت إليهم عنب بلدي، أن محال الصرافة تعتمد سعر الصرف الجديد بعد ارتفاع قيمة الليرة، بينما ما زال أصحاب المحال التجارية يعتمدون أدنى سعر لليرة التركية.

من جهته، برر أحد أصحاب “البقاليات” في إدلب، شحود الحمود، في حديث لعنب بلدي، ارتفاع الأسعار بأن التجار يستوردون معظم بضاعتهم من تركيا، وأن أسعار الشراء ارتفعت على التجار قبل أن ترتفع على الأهالي.

ورصدت عنب بلدي حالة إلقاء اللوم المتبادل بين التجار، إذ اعتبر التجار الصغار الذين تحدثت إليهم عنب بلدي، أن تجار سوق “الهال” هم المسؤولون عن ارتفاع الأسعار، بينما حمّل التجار الكبار مسؤولية غلاء الأسعار للتجار الأتراك الذين يبيعونهم البضائع بسعر الصرف القديم.

وشهدت الليرة تحسنًا بنسبة 60% خلال الأيام الماضية، إذ بلغ سعر صرف الليرة اليوم، الأربعاء 29 من كانون الأول، 12 ليرة للدولار الواحد، بعدما تجاوز سعر الصرف حاجز 18 ليرة للدولار الواحد قبل نحو أسبوع، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.

وجاء تحسن الليرة بعد خطاب ألقاه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 20 من كانون الأول الحالي، أعلن خلاله عن أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة.

تزامن ذلك مع تحذيرات من بوادر انهيار اقتصادي في شمال غربي سوريا جرّاء ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، وزيادة ملحوظة في معدلات التضخم، وعجز الأهالي عن تأمين مستلزماتهم اليومية، وفق تقرير صادر عن فريق “منسقو استجابة سوريا“.

كما يشهد الشمال السوري ظروفًا مأساوية جرّاء هطول الأمطار والعواصف المستمرة التي تسبب بحركة نزوح داخلي، إذ وثق تقرير صادر عن الفريق نزوح أكثر من 472 عائلة ضمن المخيمات، إثر تضرر خيامهم بشكل مباشر أو دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيم، مع توقعات زيادة الأضرار بشكل أكبر، في حال استمرار الهطولات المطرية أو تجددها في المنطقة.

ووفق تقرير لمنظمة “أطباء بلا حدود” نُشر في 30 من تشرين الثاني الماضي، تزداد أوضاع المهجرين سوءًا في فصل الشتاء، بسبب عدم وجود مأوى مناسب أو صرف صحي يقيهم الهطولات المطرية، إضافة إلى محدودية المواد الغذائية الأساسية والمياه النظيفة والرعاية الصحية.

وفي 10 من كانون الأول الحالي، أصدر مركز “السياسات وبحوث العمليات” بحثًا بعنوان “ثلاث علامات على المجاعة الوشيكة في سوريا في غياب تحرك فوري” أكّد أن الحاجة الإنسانية في سوريا أكبر من أي وقت مضى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة