أصحاب المعامل يهربون والمربّون يخسرون.. الحليب يكسد في درعا

أبقار أمام دبابة في سوريا - 2016 (AFP)

camera iconأبقار أمام دبابة في سوريا - 2016 (AFP)

tag icon ع ع ع

تراجعت أسعار الحليب في درعا رغم غلاء الأعلاف، وانخفضت كميات الحليب خلال فصل الشتاء، لأسباب تتعلق بإغلاق معامل للألبان، والأجبان، في ريف درعا الغربي.

كما دفع الواقع الأمني رؤوس الأموال للهرب، إذ تعرض أحد مالكي معامل الألبان والأجبان في ريف درعا الغربي لمحاولتي خطف، ما دفعه لإغلاق معمله، والتوجه إلى العاصمة دمشق.

وقال عدد من سكان قرية خربة قيس، لعنب بلدي، إن صاحب المعمل رضوان الغضبان تعرض لمحاولة خطف، بهدف الحصول على فدية مالية.

وسبق أن خطف مجهولون مدنيين من المنطقة وطلبوا فدية تقارب 150 مليون ليرة سورية (أي ما يقارب 44 ألف دولار أمريكي).

كما أجبرت الظروف الأمنية على إغلاق معمل آخر منذ ثلاثة أشهر.

ويجوب تجار الحليب كل صباح على المربين، ويشترون منهم الحليب مباشرة، ثم يوصلونها إلى المعامل.

تاجر حليب (40 عامًا)، قال لعنب بلدي، إن إغلاق المعامل يؤثر على تصريف المنتج، فالمعامل تصنع الألبان والأجبان والعيران، والتي تزود مدينة درعا والمحافظات المجاورة، وإغلاقها سبب كسادًا جعل التجار يبحثون عن منافذ جديدة لبيع المنتج.

وتابع التاجر أن أغلب التجار لديهم سيارات “قصة” (لا تحمل أوراق نظامية) لذلك لا تتجه نحو مراكز المدن.

كما أن وجود المعامل بالريف الغربي يوفر من تكلفة النقل، وخاصة بعد أن وصل سعر ليتر المازوت إلى 3200 ليرة سورية.

وانخفض سعر كيلو الحليب من 1350 ليرة سورية خلال شهر كانون الأول، إلى 1200 ليرة سورية خلال شهر كانون الثاني الحالي.

ويختلف سعر الحليب الذي يبيعه المربي عن سعره في السوق، والذي يشتريه المواطن مباشرة، إذ وصل سعر كيلو الحليب بالسوق إلى 1800 ليرة سورية (50 سنتًا)، وسعر كيلو اللبن الرائب 2500 ليرة سورية (70 سنتًا)، وسعر كيلو اللبن المصفى الناشف إلى ألف ليرة سورية (2.8 دولار).

المربون يتلقون الخسارة

“أبو أسامة” (55 عامًا)، وهو مربي أبقار من بلدة زيزون بريف درعا الغربي، قال إن إنتاج الحليب انخفض في شهر كانون الثاني بسبب برودة الجو خلال فصل الشتاء، وهو ما كان يرفع سعره خلال الأعوام السابقة.

بينما تتزايد كميات الحليب خلال أشهر الربيع، وسط تخوف من هبوط أكبر بالأسعار وكساد بعد وفرة الحليب خلال الأشهر المقبلة.

ولا تغطي عائدات البيع ثمن الأعلاف والتبن والأدوية، بحسب ما قاله “أبو أسامة”، لعنب بلدي، إذ بلغ سعر كيلو العلف 1600 ليرة سورية (450 سنتًا).

وينتج كل كيلو من العلف كليوغرامين من الحليب، بحسب مربين التقتهم عنب بلدي.

ولكن لا تقتصر التكاليف على العلف إنما تحتاج البقرة إلى شوال تبن كل أسبوع بما يقارب 35 ألف ليرة سورية (10 دولارات)، ويحتاج كل رأس بقر إلى دونم برسيم يكلف في الحد الأدنى 50 ألف ليرة سورية (14 دولارًا) طيلة فصل الشتاء.

كذلك شهدت تكاليف الطبابة البيطرية ارتفاعًا تمثل في ارتفاع أسعار الأدوية وخاصة المستوردة منها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة