سوريا.. استحواذ حكومي على إنتاج المياه المعدنية ينذر بأزمة تصريف

camera iconالمياه المعدنية في صالات "السورية للتجارة" (سانا)

tag icon ع ع ع

أدى استحواذ حكومة النظام على سوق المياه المعدنية في سوريا إلى خلق سوق سوداء وأزمة في تصريفها، إذ تتكدس عبوات المياه في المستودعات شتاء وتندر في الصيف.

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية في تقرير اليوم، الأحد 16 من كانون الثاني، عن الشركة العامة لتعبئة مياه “نبع السن” بطرطوس، أن معظم الورديات قد توقفت عن العمل بسبب تراكم الإنتاج وامتلاء المستودعات بعبوات المياه نتيجة عدم استجرارها من قبل “المؤسسة السورية للتجارة” و”المؤسسة الاجتماعية العسكرية”.

وكان وزير الصناعة في حكومة النظام السوري، أصدر كتابًا طالب فيه المؤسسة العامة للصناعات الغذائية بتوجيه الشركة العامة للمياه بطرطوس بتسليم كامل إنتاجها من المياه لـ”السورية للتجارة” بنسبة 70% و30% إلى “المؤسسة الاجتماعية العسكرية”.

وألغى قرار الوزير حلقة الوكلاء الذين كانت نسبتهم تصل إلى 70% و20% لـ”السورية للتجارة” و10% لـ”المؤسسة الاجتماعية العسكرية”، بحسب التقرير.

وكانت حكومة النظام أصدرت قرارًا مؤقتًا بإيقاف البيع للوكلاء الذين كان لهم النسب الكبرى في حصة المياه المعدنية (70%)، في حين كانت “السورية للتجارة” تستجر الكميات، وتوزع نسبة قليلة في صالاتها والباقي كان يُباع للتجار الذين يشترون الجعب ويبيعونها، بثلاثة أو أربعة أضعاف سعرها الرسمي، بحسب “الوطن”.

وقالت الصحيفة، إن القرار لم يستطع ضبط الأسعار في الأسواق رغم أن الاستجرار انحصر بمؤسسات حكومات النظام والسوق السوداء للمياه مازالت مستمرة وسعر الجعبة بأي مكان ليس كما هو مسعر في المؤسسة.

وشهدت معظم المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام السوري أزمة في مياه الشرب الصيف الماضي، ومضاعفة أسعاره المياه إن وجدت.

وكان مدير “المؤسسة السورية للتجارة”، أحمد نجم، أعلن في آب 2021 إجراء اتفاق مع “المؤسسة العامة للصناعات الغذائية”، يتضمن شراء كامل إنتاج معامل المياه المعدنية في مناطق سيطرة النظام لمصلحة المؤسسة، “لمنع الموزعين من احتكار المياه وضبط أسعارها”.

لكن “المؤسسة العامة للصناعات الغذائية” تراجعت عن اتفاقها مع “السورية للتجارة” في الشهر نفسه، مبررة ذلك بأنها اتخذت قرارًا مؤقتًا أساسًا هدفه إجراء “فركة أذن” للوكلاء بهدف عدم لجوئهم للبيع بأسعار زائدة.

كما أوضحت أنها سمحت للوكلاء ببيع المياه المعدنية مجددًا نتيجة عجز المؤسسة عن إيصال المياه إلى جميع المستهلكين، وهو ما نفاه مدير “السورية للتجارة”، إذ قال حينها، إن المؤسسة استطاعت تأمين المياه في جميع صالاتها بالأرياف والمدن، وحتى في الأماكن التي لا توجد فيها صالات خاصة عبر سيارات جوالة أصبحت تبيع في الأحياء والقرى.

وأعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري عن إمكانية حصول المواطنين على مخصصاتهم من مادة المياه المعدنية مباشرة دون رسائل اعتبارًا من الجمعة 14 من كانون الثاني ضمن صالات “المؤسسة السورية للتجارة” عبر “البطاقة الذكية”.

وقال مدير عام “السورية للتجارة”، زياد هزاع، للوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إن الهدف من هذه الخطوة تأمين المادة للراغبين بشرائها مباشرة لكونها مادة أساسية لا يمكن انتظار الحصول عليها.

وأضاف أن هناك كميات كبيرة جدًا من الجعب لدى المؤسسة تغطي الطلب المباشر في صالاتها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة