السكّر نادر في إدلب.. الأسعار ترتفع و”الإنقاذ” تتعهد بتدخل قريب

camera iconأسواق مدينة إدلب- 10 من نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تشهد مدينة إدلب شمال غربي سوريا نقصًا في الأسواق لمادة السكّر، إذ يجد السكان صعوبة بالغة في الحصول عليها، فضلًا عن ارتفاع ثمنها.

اعتاد السكان في مدينة إدلب ارتفاع أسعار مادة المازوت، وعدم ثبات أسعار مادة الخبز بسبب انخفاض صرف الليرة التركية، وذلك بشكل شبه يومي.

وفي الفترة الأخيرة، ازدادت أسعار المواد الغذائية الأساسية، خصوصًا مادة السكّر التي تدخل ضمن دائرة الاحتياجات الرئيسة للناس، إذ ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من مادة السكّر إلى 12 ليرة تركية بعد أن كان ثماني ليرات.

ارتفاع في الأسعار يقلق السكان

يعاني ماجد المحمد (50 عامًا)، المقيم في مخيمات حربنوش شمالي إدلب، من ارتفاع سعر مادة السكّر، إذ قال لعنب بلدي، إن “المواد الغذائية بالعموم تضاعفت أسعارها، نتيجة هبوط قيمة الليرة خلال الفترة الماضية. في كل يوم نرى أن لافتات السعر قد تغيرت، من دون معرفة الأسباب أو وجود جهة تراقب الأسعار”.

تتألف عائلة ماجد المحمد، الذي يعمل في مجال البناء، من عشرة أفراد، يحتاجون بشكل يومي إلى أكثر من كيلوغرام من مادة السكر.

طريقة تأمين مصروف العائلة أصبح عاملًا محيرًا لدى ماجد، “هذه المصاريف اليومية لا يمكن الاستغناء عنها، ولم يعد هناك فرص عمل تغطي هذه المصاريف، فهناك انخفاض بعمليات البناء بالمنطقة، الأمر الذي يؤثر على رزقي اليومي” الذي لا يزيد على 25 ليرة تركية في اليوم الواحد.

واعتمدت حكومتا “الإنقاذ” و”السورية المؤقتة” العاملتان في الشمال السوري الليرة التركية كعملة للتداول في حزيران 2020، كونها أكثر استقرارًا من الليرة السورية، إلى جانب تداول الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية الخارجية.

وجاء استبدال العملة التركية بالسورية في الشمال السوري بعد وصول سعر الصرف إلى حدود 3500 ليرة سورية للدولار الواحد في حزيران 2020، وسط مطالبات من سوريين بأن يكون الاستبدال حلًا مؤقتًا لحين الوصول إلى حل سياسي.

اقرأ أيضًا: الشمال السوري محكوم بالليرة التركية رغم المخاطر الاقتصادية

قطع المساعدات الإنسانية

شحنات المعونة الغذائية انخفضت بين سكان مخيمات شمالي إدلب في الفترة التي ارتفعت فيها أسعار المواد الغذائية، ومنها مادة السكّر، تزامن ذلك مع تراجع تمويل المساعدات الإنسانية، وفق بحث صادر عن مركز “السياسات وبحوث العمليات”.

كان عامر الأحمد (45 عامًا) يعتمد على السلة الغذائية المقدمة من المنظمات الإغاثية في تأمين مواده الغذائية لعائلته المكونة من سبعة أفراد، انقطعت هذه المساعدات خلال كانون الأول 2021.

انقطاع المساعدات الغذائية “عبء كبير على عائلتي، والجوع قد بدأ يقلق أطفالي الذين يستمر سوء تغذيتهم بجميع أشكاله”، وفق ما قاله عامر لعنب بلدي، خصوصًا أن مردود عمله المادي في ورشة الحدادة لا يتجاوز 30 ليرة تركية.

ألغى عامر الأحمد استخدام جرة الغاز المنزلية عند ارتفاع أسعارها، أما الآن وبعد ارتفاع سعر السكّر فبدأ بتقليل مصروف عائلته من السكّر وبقية المواد الغذائية.

ما الأسباب وأين الحلول؟

عبد الرحمن زكور (54 عامًا)، هو أحد تجار المواد الغذائية في بلدة كللي شمالي إدلب، قال لعنب بلدي، إنه منذ 15 يومًا ارتفع سعر الطن الواحد لمادة السكّر إلى 750 دولارًا، بينما كان في السابق 565 دولارًا.

وأوضح أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى العديد من الأسباب، منها نقص المعروض في السوق المحلية.

كما أن “التعريفة الجمركية لا تتناسب مع رأس مال التجار، إذ ارتفعت الرسوم الجمركية بحيث لا يستطيع التاجر تخفيض الأسعار وإلا سيؤدي ذلك إلى خسارة تجارته”، بحسب تعبير التاجر عبد الرحمن زكور.

وتحدثت عنب بلدي إلى مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد بحكومة “الإنقاذ”، حمدو الجاسم، لمعرفة أسباب ارتفاع مادة السكّر في المدينة، إذ أرجع الجاسم ذلك إلى “قلة وجوده (السكر) في تركيا، ما أدى إلى ارتفاع سعره”.

وأكد الجاسم أنه في أقرب وقت ممكن “ستدخل كميات تسدّ حاجة السوق، وبالتالي تخفض الأسعار”.

وتدخل الواردات من محروقات ومواد غذائية وغيرها من مستلزمات معيشية إلى محافظة إدلب عن طريق معبر “باب الهوى” الحدودي الذي يعتبر الشريان الرئيس للمحافظة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة