إصرار على المحاسبة يقابله تشويش.. أين وصلت قضية “أبو عمشة”؟

camera iconقائد "فرقة السلطان سليمان شاه" المعزول محمد الجاسم،"أبو عمشة"- (فرقة السلطان سليمان شاه- تويتر)

tag icon ع ع ع

لا تزال قضية التحقيق بانتهاكات “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) بقيادة محمد الجاسم (أبو عمشة)، تثير جدلًا واسعًا بين السوريين والفصائل المعارضة عن مدى تحقيق العدالة، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.

ويتزامن عمل لجنة التحقيق الثلاثية التي شُكّلت للتحقيق في الانتهاكات، مع ترويج “العمشات” لتحركات عسكرية ورفع جاهزية.

وسط عمل لجنة التحقيق، وتحرّك وترويج “العمشات”، أكّدت الفصائل دعمها لقرارات لجنة التحقيق، والالتزام بتنفيذها، ومحاسبة كل من يهدد أمن واستقرار المنطقة.

صلاحيات مطلقة واستدعاءات

لا تزال اللجنة الثلاثية “الحيادية” المشكّلة للنظر في القضايا المتعلقة بمنطقة شيخ الحديد، الواقعة تحت سيطرة “العمشات”، تتابع الاستماع إلى جميع الأطراف، ولم تصدر قرارها حتى كتابة هذا التقرير.

الناطق الرسمي باسم “اللجنة المشتركة لرد الحقوق في مدينة عفرين وريفها” (لجنة رد المظالم والحقوق)، وسام القسوم، أوضح في حديث إلى عنب بلدي، أن اللجنة الثلاثية لا تزال تستجوب عددًا من المطلوبين، وتستمع إلى الشهادات، وتم استدعاء عدة شخصيات عسكرية.

وأضاف القسوم أن اللجنة الثلاثية مطلقة الصلاحية، ولها الحق في أن تستجوب من تشاء، وهي في حالة انعقاد حاليًا، وتتابع عملها، وفي حال عدم التجاوب معها، فإنها ستتخذ الإجراء الذي تراه مناسبًا.

وتضمّ اللجنة كلًا من الشيخ عبد العليم عبد الله، والشيخ أحمد علوان، والشيخ موفق العمر، وهم أعضاء في “المجلس الإسلامي السوري”، وأكد القسوم أن “لجنة رد المظالم والحقوق” تتابع عمل اللجنة الثلاثية، وعلى تواصل مستمر معها، وتدعم قراراتها.

لجنة لإنهاء ظاهرة “أبو عمشة”

تعددت اللجان التي تعمل تحت مظلة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والموكل إليها محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بشكل عام، وملاحقة المطلوبين، والعمل على معالجة شكاوى المواطنين.

وسط كثرة لجان المحاسبة، أُنشئت لجنة جديدة للتحقيق في هذه القضية، وأخذ الإفادات وكلام الشهود، لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

وأكد الباحث السوري المتخصص في الحركات الدينية الدكتور عبد الرحمن الحاج، أن تشكيل اللجنة الثلاثية، وسط وجود العديد من لجان المحاسبة، مؤشر على رغبة الفصائل بإنهاء ظاهرة “أبو عمشة”، التي صارت رمزًا للفوضى وأمراء الحرب في مناطق سيطرة المعارضة.

التشويش على عمل اللجنة

تخلّل عمل لجنة التحقيق تحركات عسكرية ومسيرات مؤيدة ذات طابع عسكري لـ”أبو عمشة”، الأمر الذي أثار استياء السوريين، إذ اعتبر بعضهم هذه العمليات نوعًا من ممارسة الضغط على مجريات التحقيق.

وتداولت العديد من مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي أخبارًا عن تحركات ورفع جاهزية واستنفار عسكري من قبل “العمشات”، وحشد قوات وتوعّد بقتال بعض الفصائل.

أعادت هذه التحركات أو الشائعات التي رُوّج لها الحديث بين السوريين والفصائل المعارضة عن مدى تحقيق العدالة، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، بغض النظر عن المكانة العسكرية لأي فصيل، كما دعت بعض الأطراف والفصائل إلى التهدئة، وانتظار نتائج لجنة التحقيق.

واعتبر الدكتور الحاج أن التحركات التي تروّج لها فرقة “العمشات”، هي خطوة تهرب للأمام من استحقاقات اللجنة، وخلق وضع يعطّل عمل اللجنة.

وكانت مدينة عفرين، في ريف حلب الشمالي، شهدت مسيرة تأييد لـ“أبو عمشة”، في كانون الأول 2021، وتضمّنت المسيرة رتلًا ضم عشرات السيارات، تخللها تشغيل أغاني مديح للقيادي، ما أثار استياء العديد من المدنيين والناشطين، إذ اعتبروها ضغطًا على لجنة التحقيق، ومسار العدالة، ومناصرة في قضية الانتهاكات الموجهة ضد “أبو عمشة” وعناصر من فرقته.

وانتقد ناشطون ومواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ظهور سيارات ذات طابع عسكري، ضمن الرتل المؤيد لـ”أبو عمشة”، إذ اعتبروها ورقة لإرباك وتشتيت عمل اللجنة.

محاسبة “أبو عمشة” علامة فارقة

دعمت الفصائل والقوات العسكرية عمل لجنة التحقيق في الانتهاكات، وتعهدت بالالتزام بتنفيذ كل ما يتمخض عن اللجنة من قرارات.

قال الدكتور الحاج، إن توحّد الفصائل خلف اللجنة، يعني أنها رغبة فصائل وليست رغبة جهات أخرى على الأرجح، ورغبة الفصائل مدعومة بمطالبات شعبية قوية للتخلص من هذه الظاهرة، والفساد الذي تنشره.

وكانت “غرفة القيادة الموحدة” (عزم)، المكوّنة من عدة فصائل، والمنضوية تحت راية “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، أعلنت التزامها بتنفيذ القرارات التي تقرها لجنة التحقيق في انتهاكات “العمشات”.

وأكدت “عزم” التزامها بتنفيذ قرارات لجنة التحقيق الثلاثية، ومحاسبة كل من يهدد أمن واستقرار المنطقة.

وبغض النظر عن دوافع الفصائل، فإن تحقيق “العدالة” بخصوص “أبو عمشة” وفرقته، سيشكّل علامة فارقة في الاستقرار واستتباب الأمن، وسيشكّل سابقة قد تغيّر وضع الشمال عمومًا في تشكيل مرجعية قضائية موحدة وملزمة للجميع، بحسب الباحث الحاج.

ووُجهت العديد من الاتهامات إلى “أبو عمشة” وعناصر من فرقته في منطقة شيخ الحديد بعفرين، تتعلق بجمع إتاوات وزيت الزيتون من المزارعين باسم “أبو عمشة”، ومقاسمة الناس محاصيلهم، والاستيلاء على الأراضي، وانتهاكات متعددة للحقوق من قضايا اغتصاب واتهامات باطلة لأشخاص، لدفع مبالغ مقابل الحصول على البراءة.
ورصدت عنب بلدي في الأشهر الماضية عدة تسجيلات مصوّرة لأشخاص تحدثوا من خلالها عن حوادث متفرقة من الانتهاكات بحقهم، تتعلق بالإتاوات، وعمليات الابتزاز والخطف، وبيع السلاح، والاتّجار بالمخدرات، والاستيلاء على الأراضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة