تقرير حقوقي: سوريا دولة منهارة ومجتمعها مفتت

camera iconآثار قصف مدفعي استهدف مدينة الباب- 5 من آب 2021 (عنب بلدي/ عاصم ملحم)

tag icon ع ع ع

أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” اليوم، الخميس 20 من كانون الثاني، تقريرها السنوي الـ11 على التوالي، والذي عرض بشكل مفصل وشامل ممارسات انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا خلال عام 2021.

وجاء في التقرير، الذي حمل عنوان “انهيار الدولة وتفتيت المجتمع”، مقتل 1271 مدنيًا بينهم 299 طفلًا، و104 ضحايا بسبب التعذيب، و2218 حالة اعتقال تعسفي، بالإضافة إلى حوالي 86 ألف نازح قسريًا.

ووفقًا للتقرير (120 صفحة) فإن هناك تراجعًا في حجم بعض الانتهاكات من حيث العدد، إلا أن الشعب السوري في جميع المناطق ما زال يتعرض لانتهاكات تعتبر في كثير منها الأسوأ في العالم، وفق توصيف التقرير، كما أن أثر الانتهاكات لا يقاس مجردًا في هذا العام بمعزل عن تراكم فظيع لعشر سنوات ماضية استمرت فيها عمليات ارتكاب الانتهاكات.

سوريا مسرح نزاعات دولية

وأضاف التقرير، أن سوريا صارت “مسرحًا لتبادل النزاعات الدولية، ولتجريب الأسلحة، ولتأسيس وتجنيد الميليشيات والمرتزقة، وتفككت رقعتها الجغرافية إلى خمسة مناطق لقوى مسيطرة، وهي عبارة عن دويلات متصارعة فيما بينها، دون احترام لقانون الحرب”، كما أنها، لا تحترم حقوق ساكنيها، ما دفع  13 مليون مواطن سوري إلى التهجير.

وتعمل روسيا في الفترة الأخيرة على تنشيط النقاش حول موضوع اللاجئين، في الوقت الذي ينقسم فيه الاتحاد الأوروبي حول هذا الملف، كما تحاول جس نبض المجتمع الدولي بشأن القضايا التي ترغب موسكو بتحقيقها.

في مقابل ذلك، لا تزال المناطق في سوريا تعيش حالة أمنية معقدة، حيث تواجه خطر العمليات العسكرية والاعتقالات التعسفية، مع غياب الاستقرار الأمني كأحد المرتكزات المهمة والممكِنة لكل من التعافي المبكر والعودة الآمنة للاجئين والنازحين.

ويرى تقرير “الشبكة السورية” أن المتسبب الأساسي في كل ما وصلت إليه سوريا من هذا الانهيار الشامل، هو النظام السوري، الذي رفض مطالب شعبية محقة في انتخابات ديمقراطية تنهي حكم عائلة الأسد الحاكمة، وتغول الأجهزة الأمنية، وقابل تلك المطالب الحقوقية بالقمع، مستندًا إلى ولاء الأجهزة الأمنية المطلق.

اقرأ أيضًا: ما أنواع المسؤولية الجنائية في القانون الدولي

مجازر مستمرة

ووثقت “الشبكة السورية” عام 2021 قتل قوات النظام السوري 261 مدنيًا، بينهم 68 طفلًا، و32 سيدة (أنثى بالغة)، كما ارتكبت خمس مجازر.

بلغت نسبة النساء والأطفال إلى المجموع الكلي للضحايا المدنيين 34%، وهذا بحسب التقرير، مؤشرًا صارخًا على تعمد قوات النظام استهداف المدنيين عبر عمليات القصف العشوائي، والإعدام.

قال مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، خلال التقرير، “لقد كان حديث بعض الدول عن تطبيع العلاقات مع النظام السوري من أشد الأمور استهجانًا في عام 2021، وكان الأسوأ من ذلك عدم اعتراض الدول الديمقراطية على هذا الطرح البشع، الذي لا يقيم أي اعتبار للملايين من الشعب السوري الذين هم ضحايا قتل، تعذيب، تشريد، من قبل النظام السوري، والذي لم يغير شيئًا من سلوكه المتوحش تجاه شعبه”.

وفي 18 من كانون الثاني الحالي، وجّهت مجموعة من المنظمات الحقوقية السورية رسالة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد مرور عام على توليه الرئاسة.

وانتقد نص الرسالة طريقة تعاطي إدارة بايدن مع ملف حقوق الإنسان في سوريا، فعندما انتُخب كانت لدى العديد من السوريين آمال عريضة في أن يأتي، كما وعد، بخطة شاملة لحشد المجتمع الدولي للتحرك بشأن سوريا، ومحاسبة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على جرائم الحرب التي ارتكبها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة