تأخير توريد بذار البطاطا يثير مخاوف مزارعي درعا

عمال يزرعون البطاطا في ريف درعا جنوبي سوريا- 20 من كانون الأول 2020 (عنب بلدي\ حليم محمد)

camera iconعمال يزرعون البطاطا في ريف درعا جنوبي سوريا- 20 من كانون الأول 2020 (عنب بلدي حليم محمد)

tag icon ع ع ع

أثار تأخير وصول بذار البطاطا المستوردة مخاوف لدى الفلاحين في محافظة درعا جنوبي سوريا، إذ يشترط العمل بزراعتها تحسّن الأحوال الجوية وعدم تعرض الأرض لهطول المطر لمدة عشرة أيام على الأقل، حتى تستطيع الآلات الزراعية حراثة الأرض في أثناء زرع البذار.

ويطمح الفلاحون بالزراعة في وقت مبكر، ليتمكنوا من زراعة موسم صيفي آخر بعد موسم البطاطا، لأن أرض البطاطا غنية بالأسمدة وخاصة العضوية منها.

الضربات الإسرائيلية سبب للتأخير

قصفت إسرائيل ميناء “اللاذقية”، في 28 من كانون الأول 2021، واستهدفت ساحة الحاويات فيه، لكن لم ترد أي معلومات رسمية إن كانت بذار البطاطا من ضمن الحاويات التي تضررت بسبب القصف.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا حينها، نقلًا عن عدد من مزارعي البطاطا، أن المهندسين الزراعيين الموردين للبذار، أبلغوهم بتأخير تسليم البذار حتى مطلع عام 2022.

وبحسب ما أوضحه المهندسون، فإن البذار موجودة في ميناء “اللاذقية”، إلا أن الأجهزة الأمنية منعت التجار المدنيين من دخول الميناء بعد استهدافه.

وبحسب ما أعلنته حكومة النظام السوري، فإن الأضرار المادية التي تسبب بها القصف الإسرائيلي على ساحة الحاويات في الميناء، احتاجت إلى “جهود جبارة لاحتوائها، الأمر الذي تطلّب جهودًا جبارة من العمال وفرق المؤازرة لنقل الحاويات السليمة وإبعادها عن دائرة النيران والخطر”.

تأخر البذار 40 يومًا عن موعد تسليمها

منذر (40 عامًا) من مزارعي ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن لتأخير وصول البذار أضرارًا تتمثل في تأخير نضوج الموسم، إذ يطمح المزارع بالزراعة مبكرًا ليستفيد من سعر المادة المرتفع، من جهة، ولرغبته باستثمار الأرض بعد جني البطاطا بموسم صيفي آخر، ولكن التأخير يحرمه من كل ذلك.

مزارع آخر قال لعنب بلدي، إن البطاطا من الزراعات الشتوية التي لا تحتاج إلى السقاية كما المحاصيل الصيفية، إذ تعتمد في سياقتها أولًا على مياه الأمطار الشتوية ولكن في حال تأخير زراعتها تصبح بحاجة إلى ثلاث مراحل من السقاية على الأقل، وهو أمر مكلف، ويحتاج إلى تأمين مصادر مياه إضافية، قد لا يحتاج إليها الفلاح لو وصلت البذار في وقتها المحدد.

معوقات منذ بداية الموسم

أبلغت الجمعيات الفلاحية في درعا المزارعين، في تشرين الأول 2021، عدم نيتها استجرار بذار البطاطا لهذا الموسم، وأن المورد الرئيس لها هم التجار، الأمر الذي اعتبره الفلاحون “ابتزازًا” لهم بسبب مخاوفهم من تحكّم التجار الموردين بالأسعار.

وبلغ سعر الطن المدعوم الموزع من الجمعيات عام 2021 حوالي مليون و200 ألف ليرة سورية، بينما باعه التجار في نفس الموسم بحوالي مليوني ليرة سورية.

بينما لم يحدد التجار سعر طن البذار بعد للعام الحالي، وسط توقعات مزارعين تواصلت معهم عنب بلدي، بأن يصل سعر الطن الواحد إلى حدود أربعة ملايين ليرة سورية.

وتتطلّب زراعة البطاطا خمسة أمتار من مخلّفات الأبقار، مع كيس بوزن 50 كيلوغرامًا من سماد الآزوت، و100 كيلوغرام من مادة “سوبر فوسفات”، لكل دونم، ويحتاج الدونم إلى 125 كيلوغرامًا من البذار.

وبلغ سعر متر مخلّفات الأبقار 40 ألف ليرة (11 دولارًا)، في حين وصل سعر كيس سماد الآزوت 50 كيلوغرامًا إلى 90 ألف ليرة (25 دولارًا)، وسعر كيس “السوبر فوسفات” (الترابة) 50 كيلوغرامًا إلى 120 ألف ليرة (33 دولارًا).

وفي 23 من أيلول 2021، قررت حكومة النظام السوري إيقاف تصدير البطاطا لمدة ستة أشهر، بدءًا من 1 من تشرين الأول 2021 وحتى 15 من آذار المقبل.

ويأتي قرار وقف التصدير هذا بعد الحديث خلال الأشهر الماضية عن احتمالية تضرّر محصول البطاطا في أكثر من محافظة، جراء العوامل المناخية وموجات الصقيع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة