الحسكة.. الأمطار والثلوج تنعش آمال مربي المواشي في تعويض خسارتهم

camera iconالماشية في سوق للأغنام في مدينة المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا- 4 من شباط 2021 (صفحة "أخبار الرقة الآن" عبر "فيس بوك")

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الحسكة

يبدي التجار ومربو المواشي تفاؤلهم، بعد الأمطار والثلوج التي تساقطت في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي، وهو ما يبشّر بتوفر المراعي خلال الأشهر المقبلة، ما أثّر بشكل إيجابي في تنشيط عمليات البيع والشراء في سوق المواشي.

الجفاف ونقص الأعلاف يضعان التجار والمربين أمام خيارات صعبة، إذ يرتفع سعر الأعلاف وتنخفض أسعار المواشي، وفي المواسم المطيرة تكون المراعي مفتوحة لقطعان المواشي، ما ينعش السوق ويخفف من الضغط على المربين.

وتعتبر المراعي الطبيعية واحدة من الثروات المهمة لدعم المستوى المعيشي للعائلات في الحسكة، وركيزة أساسية لتطوير تجارة المواشي بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى صناعة المنتجات الحيوانية، كونها تعتبر ثروة متجددة إذا كان استثمارها مبنيًا على أسس سليمة.

ومعظم المراعي الطبيعية في الحسكة خصوصًا، وفي المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا عمومًا، تعاني من الجفاف الذي امتد على مساحات واسعة، محولًا الأراضي الزراعية إلى جرداء، نتيجة احتباس الأمطار خلال الموسم الماضي.

التريّث في البيع

قال محمد عبد العزيز (55 عامًا)، أحد سماسرة سوق “الحدادية” للأغنام داخل مدينة الحسكة، إن أسعار السوق زادت حوالي 20% منذ بداية فصل الشتاء، مضيفًا أن سعر الأغنام تراوح بين 150 ألفًا و300 ألف ليرة سورية (بين 40 و80 دولارًا) بالنسبة إلى الرأس الواحد، ويختلف سعر الأغنام بحسب العمر والوزن، وفيما إذا كانت تباع مع صغارها من الخراف.

أما سعر الكباش فوصل إلى 500 ألف ليرة (140 دولارًا) للرأس الواحد، والأبقار تراوح سعرها بين مليون ومليوني ليرة (بين 280 و460 دولارًا)، تبعًا لعمرها ووزنها وكمية الحليب الذي تنتجه، بحسب ما قاله السمسار لعنب بلدي.

أما المربي خالد محمد (47 عامًا)، أحد أبناء القحطانية بريف الحسكة الشمالي، فقال لعنب بلدي إن ارتفاع الأسعار أمر “مبشّر لكنه غير كافٍ لتعويض الخسائر التي لحقت بالمربين خلال المواسم الماضية”، آملًا أن يستمر تساقط الأمطار والثلوج، لأن “الكثير من أصحاب المواشي خسروا الملايين، واضطروا لبيع أغنامهم نتيجة قلة وغلاء الأعلاف والمراعي”.

يرى مربٍّ آخر من أبناء القحطانية، جمعة حسين (40 عامًا)، أن تعويض الخسائر يحتاج إلى وقت أطول، واستمرار في الهطولات المطرية خلال الأيام المقبلة، كي يتمكّن المربون من تعويض خسارتهم.

يعمل جمعة حسين تاجرًا للمواشي ويمتلك قطيعًا من الخراف، وعلى الرغم من تحسن الأسعار، يفضّل التريث في بيع ما يملك من الماشية، والانتظار أكثر للحصول على أعلى الأسعار، حسبما قال لعنب بلدي.

الأسعار في الوقت الحالي تعادل تقريبًا نصف ما كانت عليه في موسم 2021 خلال نفس الفترة، حيث كانت الأعلاف أرخص من الوقت الحالي بكثير، ما زاد في أسعار الماشية حينها.

الأعلاف لا تزال مرتفعة

تشهد سوق الأعلاف بمدينة القامشلي استمرارًا في ارتفاع أسعار مستلزمات تربية المواشي.

وبحسب رصد لعنب بلدي، يبلغ سعر طن الشعير مليونًا و500 ألف ليرة (430 دولارًا)، وطن النخالة مليونًا و100 ألف ليرة (حوالي 300 دولار)، وطن الذرة مليونًا و150 ألف ليرة (حوالي 325 دولارًا)، في حين يسجّل سعر طن التبن 950 ألف ليرة (280 دولارًا)، وطن الخبز اليابس مليونًا و150 ألف ليرة.

وتوقع تجّار وأصحاب محال في سوق الأعلاف، انخفاض الأسعار تدريجيًا مع الهطولات المطرية، وأرجعوا سبب استمرار أسعارها المرتفعة إلى “عدم ظهور المراعي المجانية، الأمر الذي يتطلب بعض الوقت”.

وبحسب “المركز السوري للطقس والمناخ“، فقد سجلت الهطولات المطرية الأسبوع الماضي، 21 مليمترًا بمدينة هيمو، و20 مليمترًا في مدينة القامشلي، و15 مليمترًا في مدينة الدرباسية، و14 مليمترًا في عامودا، و13 مليمترًا في القحطانية، بينما وصلت إلى 12 مليمترًا في كل من المالكية، والزهيرية، وتل براك، وتل بيدر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة