رحلة "اللاذقية- دمشق" الأكثر طلبًا

التنقل بين المحافظات السورية برًا.. عبء مادي ثقيل

ازدحام مروري في شارع المعرض بدمشق - 28 كانون الثاني 2022 ( حسان حسان / عنب بلدي )

camera iconازدحام مروري في شارع المعرض بدمشق- 28 من كانون الثاني 2022 (حسان حسان- عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يعيش مستخدمو وسائل النقل العام في دمشق معاناة تستوجب التركيز على هذه المشكلة ومعالجتها، إذ يعاني معظم أهالي المحافظات الذين يسكنون العاصمة من التنقل والترحال إلى محافظاتهم ومدنهم وقراهم.

وعند وجود عطلة تمتد لوقت طويل، مثل الأعياد أو أي مناسبة أخرى، يعود معظم العمّال والموظفين المقيمين في العاصمة وضواحيها إلى محافظاتهم ليقضوها مع عائلاتهم، هذه الفئة سكنت العاصمة أو ما حولها نسبة لعملها الذي يتطلب دوامًا كاملًا يوميًا، فاضطرت إلى الإقامة بالقرب من مكان عملها، سواء بشراء منزل أو استئجار سكن بحسب ظروفها المعيشية.

تعتبر التنقلات في الوسط الحضري أبرز النشاطات اليومية للسكان، خدمة اجتماعية بالدرجة الأولى، وعاملًا من عوامل تحسين مستوى معيشة الأفراد، إلا أن هذه الخدمة تواجه عدة إشكاليات، أبرزها ارتفاع تكلفتها.

ارتفاع سعر التذكرة

في مكان تجمّع حافلات النقل العام بين المحافظات (كراجات البولمان) بين حي القابون وحرستا شرقي مدينة دمشق، تتنوع وتتعدد شركات النقل، فمنها ما يختص بنقل الرّكاب إلى محافظة حلب شمالي سوريا، أو إلى محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، أو إلى محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

قال “أبو شادي” (43 عامًا)، وهو موظف بشركة نقل يعمل في “كراجات البولمان”، إن ركاب محافظة الحسكة نادرون، إذ لا يحجز للذهاب إلى مدينة عمودا بمحافظة الحسكة إلا عدد من الرّكاب لا يتجاوز الخمسة أشخاص يوميًا، وفي بعض الأحيان تبقى أسبوعًا كاملًا أو أكثر لتتجمع رحلة واحدة فقط إلى الحسكة.

ويُعد رسم السفر إلى محافظة الحسكة باهظ الثمن، بحسب ما قاله موظف شركة النقل لعنب بلدي، إذ يصل سعر التذكرة إلى 25 ألف ليرة (تسعة دولارات).

أما مدة الرحلة فتصل إلى حوالي 17 إلى 18 ساعة، وقال الموظف إن حافلة النقل تمر بعدة مناطق تخضع لسيطرة فصائل مسلحة تتبع لجهات مختلفة.

وكما قال الموظف، فإن معظم المتنقلين بين الحسكة ودمشق يفضّلون الذهاب والعودة جوًا، عن طريق شركتي “أجنحة الشام” أو “الشركة السورية للطيران”، فتكلفة النقل الجوي بين المحافظتين هي 30 ألفًا بمدة أقل من ساعة.

أما بالنسبة إلى محافظة حلب، فتعتبر بالإضافة إلى محافظة اللاذقية، الأوفر حظًا من بين عدد الركاب، فتسير رحلات يومية لكلتا المحافظتين.

وبحسب ما قاله ناصر (32 عامًا)، وهو أحد موظفي شركة نقل إلى مدينة حلب، فإن أعداد مسافري محافظة حلب كبير، من موظفين وعمّال وغيرهم من الذين يقصدون العاصمة لعمل معيّن أو مراجعة وزارة ما، وكذلك من يريد العودة إلى بيته من سكان محافظة حلب الذين يسكنون العاصمة.

وتكلفة النقل من دمشق إلى حلب هي تسعة آلاف ليرة (دولاران)، وهي مرتفعة حسب تقدير الموظف، الذي أرجع سبب هذا الارتفاع لغلاء مادة المازوت، وصعوبة الحصول عليه، إذ تعمل كل حافلات النقل العام عن طريق المازوت، وتستهلك كمية كبيرة في كل رحلة.

أما عن الوقت الذي تستهلكه الرحلة فيصل إلى عشر ساعات، وذلك بسبب الوقوف المتكرر للحافلة على عدة حواجز أمنية وعسكرية، مثل حاجز “القطيفة” وحواجز حمص وحماة وريف حلب.

اللاذقية- دمشق

تعتبر اللاذقية أكثر المحافظات ركابًا وأكثرها رحلًا، بحسب تقديرات الموظف، بسبب السياحة صيفًا، والعدد الكبير للموظفين في العاصمة دمشق من سكان الساحل السوري.

وتبلغ سعر بطاقة الشخص الواحد إلى اللاذقية 8500 ليرة (حوالي دولارين)، وتصل مدة الرحلة حتى سبع ساعات.

وقال أحد موظفي شركة “القدموس” للنقل، إن رحلات اللاذقية- دمشق أكثر من دمشق- اللاذقية، فكل يوم تصل رحلتان أو ثلاث رحلات من اللاذقية إلى “كراجات البولمان” في منطقة القابون.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته عنب بلدي بين المسافرين إلى اللاذقية، فإن رفع السعر في الفترة الماضية جعلهم يقللون من زياراتهم، فأحيانًا، صار بعض منهم يذهب إلى بلدته كل شهر فقط، وفي بعض الأوقات مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، بعد أن كان يذهب كل أسبوع ضمن فترات سابقة.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في مدينة دمشق حسان حسان




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة