تترافق هذا العام مع عودة جزّارها رفعت الأسد.. الذكرى الـ40 لمجزرة حماة

camera iconضحايا قتلوا على يد قوات يقودها رفعت الأسد في مجزرة حماة عام 1982 (alkhaleejonline)

tag icon ع ع ع

تفاعل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع الذكرى الـ40 لمجزرة حماة عام 1982، التي ارتكبها “الجيش السوري” في عهد حافظ الأسد، بقيادة شقيقه رفعت الأسد، ووزير دفاعه حينها، مصطفى طلاس.

وتحمل ذكرى المجزرة التي استمرت 27 يومًا طابعًا مختلفًا، باعتبارها تأتي بعد أشهر قليلة من عودة رفعت الأسد إلى سوريا، وهو المسؤول الرئيس عن المجزرة.

في 8 من تشرين الأول 2021، سمح رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لعمه بالعودة إلى البلاد، بحسب ما نقلته جريدة “الوطن” المقربة من النظام، بعد نفيه لنحو 37 عامًا.

رفعت الأسد برفقة حفيدته بعد عودته إلى سوريا- 10 من تشرين الأول 2021

ومع بداية الحراك الشعبي المناهض للنظام عام 2011، أحيا السوريون ذكرى المجزرة للمرة الأولى، بعد أن كانت تمر دون تفاعل شعبي.

ما الحكاية؟

تذرعت سلطات النظام آنذاك لاجتياح المدينة عسكريًا، وتدمير نحو ثلث أحيائها بشكل كامل، وارتكاب المجزرة، بأن حماة تشكّل المعقل الرئيس لجماعة “الإخوان المسلمون” في سوريا، وفق اتهامات النظام.

في 2 من شباط عام 1982، وبعد حملات المداهمة والاعتقالات ليلًا من قبل عناصر الأمن، بدأت قوات الجيش بحملة قصف استهدفت الأحياء السكنية ضمن المدينة، وطالت 30 مسجدًا فيها.

وشارك في القصف التمهيدي “اللواء 47 دبابات”، و”اللواء 21/ميكا” التابع لـ”الفرقة الثالثة”، و”سرايا الدفاع”، إلى جانب سلاح المدفعية في المطار العسكري وجبل زين العابدين.

وفي 4 من شباط، ارتكبت قوات النظام المجزرة الجماعية الأولى في المدينة، في حي جنوب الملعب قرب مدخل حماة الجنوبي، رغم سيطرة النظام على هذا الحي بالأصل.

ووفقًا لشهود عيان، قتلت القوات المقتحمة، بقيادة رفعت الأسد، نحو ألف و500 شخص من سكان هذا الحي، قضت فيه عوائل بأكملها بالإعدام الميداني.

وفي 26 من شباط، اقتحمت قوات النظام منازل المدينة، واقتادت نحو ألف و500 شخص إلى أطراف المدينة الجنوبية، وأعدمتهم ميدانيًا، بأمر مباشر من قائد “سرايا الدفاع” حينها، رفعت الأسد.

وأُجبر الأهالي، عقب تتالي المجازر، على الخروج بمسيرة تأييد لحافظ الأسد، في شارع “8 آذار” وسط المدينة المنكوبة، وهتفوا فيها “بالروح بالدم نفديك يا حافظ”.

وتتضارب الأرقام حول أعداد الضحايا، فـ”اللجنة السورية لحقوق الإنسان” أكدت أن عدد القتلى يتراوح بين 30 و40 ألف شخص.

لكن صحيفة “إندبندنت” البريطانية تحدثت عن نحو 20 ألف قتيل، بينما أكد الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن العدد يفوق عشرة آلاف، عدا عن نحو 15 ألف مفقود، لا أحد يعلم مصيرهم.

حماة خلال الثورة

انخرطت مدينة حماة بالحراك السلمي الشعبي منذ مطلع الثورة السورية، عبر مظاهرات حاشدة، نادت بإسقاط النظام، واستذكرت جراحها التي لم تندمل.

واستقطبت سلمية تلك المظاهرات وأعداد المشاركين بها اهتمامًا إعلاميًا واسعًا دفع كلًا من السفير الأمريكي السابق، روبرت فورد، والسفير الفرنسي السابق، اريك شوفالييه، لمعاينتها على أرض الواقع، خلال زيارتهما للمدينة في تموز 2011.

وبعد إحكام قوات النظام سيطرتها على المدينة، انكفأت المظاهرات وتراجعت حدتها إلى أن توقفت بشكل شبه كلي، بالترافق مع عملية عسكرية وحواجز كثيرة طوّقت المدينة من جميع مداخلها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة