طمعًا بوظيفة وراتب مرتفع..

200 منظمة تجتذب المتطوعين من شباب الرقة

camera iconجانب من حركة السكان في الرقة، شارع القوتلي- 5 من نيسان 2021 (عنب بلدي/حسام العمر)

tag icon ع ع ع

الرقة – حسام العمر

منذ نحو شهرين تقريبًا، يتجه محمد البدري (28 عامًا)، من سكان حي الفرات بمدينة الرقة، نحو مركز إحدى المنظمات المحلية التي بدأ الدوام فيها كمتطوع دون مقابل مادي، والهدف حصوله على عقد عمل بعد فترة من الزمن.

ويقتصر عمل محمد على حملات التوعية بالنظافة الشخصية، وضرورة الحفاظ على تناول المكملات الغذائية للأطفال المصابين بسوء التغذية، والتي تستهدف مخيمات النازحين في الرقة، ويعمل بها حتى اليوم كمتطوع.

ويضطر محمد، حاله كحال شريحة كبيرة من شباب الرقة اليوم، إلى التطوع في المنظمات المدنية العاملة في المدينة وريفها، دون مقابل مادي، على أمل أن يتغير واقع عمله من تطوعي إلى مأجور، بعد اكتسابه خبرة في المجال.

إلا أن أكبر المشكلات التي تواجه المتطوعين، هي تكفلهم بمصاريف التنقل بين العمل ومنازلهم، أو حتى وجبات الطعام في بعض الأحيان، دون تقديم أي إعانة مادية لهم من المنظمات التي يتطوعون فيها.

وبحسب معلومات حصلت عليها عن بلدي من مصدر مقرب من “مجلس الرقة المدني”، فالأرقام الرسمية تتحدث عن 200 منظمة مسجلة رسميًا في “مكتب شؤون المنظمات”، تركّز معظمها في العمل على جلسات التوعية المجتمعية للتخلص من الآثار السلبية للحرب، بما فيها المخدرات والتفكك المجتمعي وانتشار خطاب الكراهية.

ولم تُجرِ “الإدارة الذاتية” التي تدير المنطقة، منذ سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عليها قبل أعوام، أي إحصاء لمعرفة نسبة البطالة وعدد العاطلين عن العمل، رغم تسجيل الآلاف منهم في مكاتب التشغيل التابعة لـ”الإدارة” للحصول على فرصة عمل.

وبحسب عاملين في المنظمات المحلية ممن قابلتهم عنب بلدي، فإن المتطوعين في المنظمات بالرقة ينقسمون إلى شريحتين، واحدة تحمل اسم “متطوع مياومة” ويحصل المتطوعون فيها على أجر يومي بمعدل 15 إلى 25 دولارًا أمريكيًا، لكن دون الحصول على وظيفة دائمة.

أما الشريحة الثانية فتحمل اسم متطوع، لكن لا يحصل المتطوعون فيها على أي بدل مادي، وتشارك هذه الشريحة بالمبادرات والمشاريع التي تقيمها المنظمات المحلية، على أمل التوظيف مستقبلًا.

أولويات في التوظيف

يعمل لؤي (33 عامًا) في منظمة محلية بالرقة كمتطوع، إذ اعتبر أن آلية التطوع هي آلية عمل متّبعة في أغلب المنظمات المحلية، وللأشخاص المتطوعين أولوية في التوظيف، حال قررت تلك المنظمات توظيف كوادر جديدة للعمل لديها.

وأشار إلى أن الشباب يرون في التطوع “خطوة أولى نحو الحصول على وظيفة في المنظمات المحلية”، طمعًا بالراتب المرتفع الذي تقدمه المنظمات بالمقارنة مع الوظائف الأخرى أو وظائف مؤسسات “الإدارة الذاتية”.

وقال أحد أعضاء “مكتب التشغيل” في “مجلس الرقة المدني” لعنب بلدي، إن تطوع الشبان له أثر إيجابي، حتى دون مقابل مادي.

وأشار عضو المكتب، تحفظ على ذكر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث للإعلام، إلى أن التطوع يبعد الشباب عن “شبح البطالة”، أو العزوف عن البحث عن فرصة عمل، ويقدم خبرات إضافية يستفيد منها الشبان حال حصولهم على وظيفة أو عمل دائم.

ويتقاضى العاملون في المنظمات المحلية بالرقة رواتب تتراوح بين 500 و1200 دولار أمريكي، حسب الاختصاص والشهادة وطبيعة العمل.

اقرأ أيضًا: ابتزاز مادي ومعنوي لموظفي المنظمات الإغاثية والمدنية في الرقة

ويزيد عدد سكان مدينة الرقة وريفها على 800 ألف نسمة، يعاني معظمهم ظروفًا اقتصادية سيئة، سببها ظروف الحرب التي مرت بها المدينة، وموجات النزوح نحوها من المناطق السورية الأخرى، والانهيار الاقتصادي الذي تعيشه أغلبية المدن السورية.

وتوجد في مدينة الرقة ثلاث شرائح من الموظفين، الأولى الموظفون في مؤسسات النظام السوري الذين يمتنعون عن العمل لدى “الإدارة الذاتية” والمؤسسات التابعة لها، وهم مجبرون على السفر إلى مناطق سيطرة النظام.

والشريحة الثانية، موظفو المنظمات المدنية التي تواجه اتهامات بابتزاز موظفيها ماديًا، ويتراوح راتب العاملين فيها بين 500 و1200 دولار أمريكي، حسب الاختصاص والشهادة وطبيعة العمل.

والشريحة الثالثة، موظفو “الإدارة الذاتية” والمؤسسات التابعة لها، وتتراوح رواتبهم بين 260 ألف ليرة سورية (79 دولارًا) و400 ألف ليرة (121 دولارًا)، لكنهم يشكون باستمرار من عدم وجود أو تطبيق قانون عمل يحميهم ويحفظ حقوقهم.

وبحسب تقرير مبادرة “REACH” الإنسانية، فإن 77% من سكان شمال شرقي سوريا يعتمدون على الأجر اليومي لتحصيل المواد الغذائية، ويحتاج العامل إلى 84 يومًا لكسب التكلفة الشهرية لتأمين المواد الغذائية الأساسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة