“ديمقراطية سوريا واستقلال لبنان”.. حتمية يجب تحقيقها

tag icon ع ع ع

رصد الصحفي اللبناني سمير قصير في كتابه “ديمقراطية سوريا واستقلال لبنان” العلاقات السورية- اللبنانية، قبل وبعد دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976، بغطاء من الجامعة العربية، الذي انتهى عام 2005.

استمر وجود القوات السورية في لبنان 29 عامًا، تحكّم خلالها النظام السوري بمفاصل الحياة السياسية والاقتصادية، حتى كانت المقولات الشعبية تعتبر لبنان المحافظة الـ15.

قضية سيادة لبنان شغلت المثقفين السوريين منذ أيام التدخل الأولى، حين وقّع 50 مثقفًا في دمشق وثيقة تندد بالتدخل العسكري السوري في لبنان، كان من بينهم وقتها المخرج السوري عمر أميرالاي، الذي قدّم الكتاب بقلمه.

يشرح الكتاب (221 صفحة) وجهة نظر الصحفي قصير بحل مشكلة هيمنة حزب “البعث” على الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، بخلق ديمقراطية تُسقط الاستبداد التي تعيشه دمشق منذ ستينيات القرن الماضي، وكانت محاولة نشوء هذه الديمقراطية من خلال “ربيع دمشق”.

يرى قصير أن “ربيع دمشق” كان محكومًا بالالتباس، لأن العقلية الأمنية للنظام السوري لم تتغير بشكل صريح مع تسلّم بشار الأسد السلطة، وإقراره بوجود “الرأي الآخر” في خطاب تنصيبه رئيسًا عام 2000، لم تستتبعه أي ترجمة سياسية، وبالتالي لم يكن هذا النشاط المنتقد للسلطة آخذًا بالاتساع المريح.

الترابط التاريخي لسوريا مع لبنان ألزم ارتباط مصير البلدين السياسي ببعضهما أيضًا، لكن قصير يرى أن سوريا تستحق التغيير لذاتها ولبنان يستحق ذلك لذاته.

تعود المقالات المتفرقة التي جمعها الكتاب في معظمها إلى مرحلة ما بين 2000 و2004، وقد رُتبت في أبواب خمسة.

حمل الباب الأول اسم “أوان الربيع”، عُرضت فيه مقالات المرحلة الانتقالية بين آخر عهد حافظ الأسد، وغلق باب التغيير بعد حوالي عام على توريث بشار الأسد السلطة، وما تلا ذلك من محاكمات استثنائية بحق معارضين سوريين.

الباب الثاني حمل اسم “ما صنعه الله..”، في إشارة إلى جملة منسوبة إلى حافظ الأسد تقول “إن ما صنعه الله بين سوريا ولبنان لا يفكّه إنسان”، وهو يجمع أربع مقالات، منها ثلاث صدرت في العدد السنوي من جريدة “النهار” اللبنانية، وهي تعالج السياسة السورية في لبنان بنظرة شاملة وتاريخية.

الباب الثالث حمل اسم “تلازم ما لا يلزم”، يتناول ما يمكن اعتباره يوميات العلاقات المميزة بين سوريا ولبنان، وفي الباب الرابع “سؤال جديد ولا جديد”، تناقش المقالات فيه سؤالًا بدا مجنونًا حين طرحه، وهو “ماذا لو انسحبت سوريا؟”. أمّا الباب الخامس “مغامرة الديمقراطية”، فيغطي ما شهدته من استنهاض للمعارضة السورية نفسها خلال “ربيع دمشق”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة