ماذا لو خرج سان جيرمان مبكرًا؟

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

48 ساعة وتعود عجلة الشامبيونزليغ إلى الدوران في إقصائيات الدور ثمن النهائي من المسابقة، يومان على المواجهة الأبرز في هذا الدور، وبحسب تصنيف النقاد والمتابعين لكرة القدم، فقد تحمل هذه المواجهة ذهابًا وإيابًا الكثير من السلبيات والإيجابيات لطرفيها، باريس سان جيرمان وريال مدريد. سلبيات وإيجابيات النتيجة والتأهل والخروج، وتأثير كل هذه الأمور دفعة واحدة على فريق أكثر من خصمه، وهنا أسأل فعلًا:

ماذا لو انتهى مشوار مبابي وميسي ونيمار مبكرًا؟

قد يكون خروج ريال مدريد من المسابقة مربكًا أكثر، وخالطًا لأوراق الفريق الملكي مجددًا على صعيد التعاقدات والإدارة الفنية والرؤية المستقبلية للفريق الأول.

ولكن الحال واحدة منذ أربع سنوات حتى اليوم للأمانة في الفريق الأبيض، وتحديدًا منذ رحيل الدون كريستيانو رونالدو عن الفريق، إذ نشاهد الميرنغي يلملم أوراقًا كادت أن تضيع أو تعاني من عواصف شديدة، كما حصل في نادي برشلونة، اقتصاديًا وماليًا وعلى مستوى النجوم وعلى مستوى الانتدابات.

الفريق حقّق لقب الليغا مرة واحدة والسوبر الإسباني مرتين في أربعة مواسم، وهذا كافٍ لطموحات الجماهير التي بدأت ترتاح لمشهد الريال بعد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، ومع قدوم المدرب أنشيلوتي… فلذلك يبدو خروج الريال من المسابقة أقل ضررًا في المشهد العام، لأنه يعود وبقوة من البوابة المحلية بعد سنوات التعثر.

أما في حديقة الأمراء التي كانت أقل المتضررين بين الأندية المنافسة والكبرى في أوروبا خلال العامين الماضيين، فالإصابات الاقتصادية التي كادت أن تطيح بخزائن أعرق الأندية، ما اضطرها إلى بيع اللاعبين المهمين والنجوم والقبول بانتدابات لا ترقى لتطلعات الجماهير والأندية نفسها من بوابة مجالس الإدارات، كانت بعيدة عن باريس سان جيرمان، لا بل كان النادي “المكدس” للنجوم بما يشبه غلاكتيكوز ريال مدريد قبل 20 عامًا، فلم يبقَ لأحد موطئ قدم في غرفة الملابس، إلا إذا أرادت إدارة السيد ناصر الخليفي استعراض القوة والإعلانات بجلب نجوم أكثر ليجلسوا على دكة البدلاء والاستفادة الاستثمارية منهم فقط.

وهنا نسأل: ماذا لو غاب سان جيرمان مجددًا، بعد وصوله في عام 2021 إلى مربع الكبار في دوري الأبطال، والعام الذي سبقه إلى المباراة النهائية التي خسرها بهدف وحيد أمام البافاري الألماني، وبعد سيطرته لسنوات طويلة على الألقاب المحلية في فرنسا، إلا من تجرّؤ نادي ليل الموسم الماضي وانتزاعه اللقب، كيف ستكون النظرة إلى نادي باريس سان جيرمان لو خرج ميسي ومبابي ونيمار ودوناروما وراموس ودي ماريا وماكينيوس وحكيمي، أمام ريال مدريد في ثمن النهائي؟

أنا هنا لا أناقش الأمور فنيًا، فمن الطبيعي أن تغلب رؤية وخبرة أنشيلوتي اجتهاد وتطور بوكتينيو في بطولة تعتمد في إقصائياتها أغلب الأحيان على التفاصيل البسيطة، ولكن لأعد صياغة السؤال بطريقة أوضح: هل ينذر خروج سان جيرمان مبكرًا بفشل النظرية التي اعتمدها السيد خليفي في الفريق، وعمل عليها بجد، وبذل لأجلها الأموال بسخاء.

وفي حال عبور سان جيرمان هل ستثبت صحة النظرية؟ أم علينا أن نسأل في كل دور: ماذا لو؟ حتى يرفع الباريسيون اللقب الأغلى؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة