لماذا تتزامن تفجيرات دمشق مع مفاوضات اللجنة الدستورية

camera iconآثار انفجار عبوتين ناسفتين في دمشق (سانا- 2021)

tag icon ع ع ع

أثار إعلان الإعلام الرسمي التابع للنظام السوري، عن تعرض باص “مبيت” عسكري تابع للجيش في العاصمة دمشق لاستهداف بعبوة ناسفة، في 15 من شباط الحالي، بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، تساؤلات حول توقيت الاستهداف، ومصلحة النظام من ذلك، في ظل غياب جهة محددة ومعروفة تتبناه.

كما شهدت العاصمة دمشق أيضًا، في 20 من تشرين الأول 2021، استهداف باص “مبيت” تابع لـ”الإسكان العسكري”، جراء انفجار عبوتين ناسفتين في أثناء مرور الحافلة قرب جسر “الرئيس” في دمشق، وذلك تزامنًا مع انتهاء الجولة السادسة من اللجنة الدستورية السورية بجنيف، التي تضم ثلاثة وفود عن النظام والمعارضة السورية ومنظمات المجتمع المدني.

وحينها تبنّت مجموعة تطلق على نفسها اسم “سرايا قاسيون”، استهداف باص “المبيت”، ليعلن النظام لاحقًا أنه ألقى القبض على أفرادها في نهاية كانون الأول 2021.

رسائل “غير محكية”

يرى الكاتب والباحث السياسي زكريا ملاحفجي، أن هدف النظام من حدوث التفجيرات في وقت تجري فيه المفاوضات بهدف تغيير النظام، هو إرسال رسالة “ليست محكية” مفادها “أنه مستهدف بالإرهاب”.

ويلجأ النظام في كل مرة لأسلوب مختلف للهروب من أي نقاش حول وضع دستور جديد للبلاد مهما كان حجمه أو بغض النظر عن الجهة التي يجري الحوار معها، بحسب الباحث.

وأوضح ملاحفجي أن مناطق سيطرة النظام الحالية هي مربعات أمنية ضخمة، ومايحدث فيها من زعزعة أمنية لا يتعدى أن يكون إما نزاعات داخلية بين الأطراف العسكرية الموجودة، وإما رسالة يراد إيصالها لطرف ما، أو تصفية لطرف ما، بحسب رأيه.

“النظام المتهم الأول”

اعتبرت دراسة صادرة عن مركز “جسور للدراسات“، في 20 من تشرين الأول 2021، عقب استهداف باص “مبيت” تابع لـ”الإسكان العسكري”، قرب جسر “الرئيس” في دمشق، أن النظام السوري قد يكون المتهم الأول في القيام بهذا التفجير.

وأوضحت الدراسة أن هدف النظام من القيام بذلك قد يكون التخلص من شخص أو مجموعة بدوافع تنافس على مصالح أمنية أو اقتصادية، مستندة في تحليلها هذا إلى سوابق للنظام بقيامه بعشرات التفجيرات بهذا الشكل، أو لهدف قد يكون أبعد من ذلك، يرتبط بخلط الأوراق والاستثمار في حالة الفوضى استباقًا لأي تفاهمات (أمريكية- روسية- إسرائيلية متوقعة) لا تصبّ في مصالح النظام وإيران.

وعقب التفجير، اعتبرت روسيا أن الهجوم الذي استهدف حافلة “مبيت” في دمشق، في اليوم الثالث من مباحثات اللجنة، مرتبط بوقف عجلة سير العملية السياسية بين الأطراف في جنيف.

وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، “كانت هناك مخاوف معيّنة، على الأرجح إثر بالهجوم الإرهابي الذي وقع في دمشق”، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم“، مضيفًا أن “الأطراف (وفدا النظام والمعارضة) عادت خلال الجلسة إلى لغة الاتهامات المتبادلة”.

وتساعد حصول مثل هذه التفجيرات في تعزيز الرواية التي يدّعيها النظام، بأنه “يخوض معركة ضد الإرهاب”، كما أنها توجه رسالة إلى حلفائه بأنه قادر على خلط كل الأوراق والترتيبات التي يقومون بها إن لم تؤخذ مصالحه بعين الاعتبار، وفقًا لدراسة مركز “جسور”.

كما ينطبق الدافع الأخير، بحسب الدراسة، على إيران بأن تكون وراء هذا التفجير، إذ إنها لا تؤيد دفع روسيا لإنهاء مظاهر “الفوضى الميليشياوية الإيرانية” بدعوى فرض الاستقرار من أجل الانتقال إلى مرحلة الترتيبات السياسية ثم إعادة الإعمار.

واعتبرت الدراسة أنه يوجد العديد من الفاعلين، إلى جانب النظام وإيران، ممن يمكن أن يقفوا خلف مثل هذا التفجير، أبرزهم خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي عاد للظهور مؤخرًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة