ما أثر غياب زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” على عمل خلاياه؟

camera iconمقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" يركبون الخيول في عرض عسكري بشوارع الرقة شمالي سوريا- 30 من حزيران 2014 (REUTERS/Stringer)

tag icon ع ع ع

أثارت عملية الإنزال الجوي التي نفذتها مروحيات تابعة للقوات الأمريكية في بلدة أطمة شمالي إدلب، فجر الخميس 3 من شباط الحالي، التساؤلات حول مدى أو تأثير مقتل زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، عبد الله قرداش، الملقب بـ”أبو ابراهيم الهاشمي القرشي” على عمل خلايا التنظيم.

ونفّذ الجيش الأمريكي عملية الإنزال على منزل في قرية أطمة الحدودية، تبعها اشتباك استمر لنحو ساعتين بين القوات المهاجمة والمجموعة التي كانت في المنزل، لتسفر العملية عن مقتل زعيم تنظيم “الدولة”، عبد الله قرداش، ومقتل 13 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء.

غياب يضعف الأداء مؤقتًا

الباحث السوري المتخصص في الحركات الدينية الدكتور عبد الرحمن الحاج، يرى أن مقتل زعيم التنظيم سيؤثر في أدائه مؤقتًا فهو يضعف الدعاية الإعلامية للتنظيم التي يستفيد منها في الحشد والتعبئة في الشبكات “الجهادية”.

ورجح الدكتور الحاج أن التنظيم سيتمكن من تجاوز ذلك، فقد مر بظروف أصعب بعد سحق قرية الباغوز في 2019، والتي كانت عنوان نهاية السيطرة الجغرافية للتنظيم، بحسب الباحث.

وكانت قوات “سوريا الديمقراطية” (قسد) أعلنت، في 23 من آذار 2019، عن سيطرتها على الباغوز، بعد ستة أشهر من إعلانها عن إطلاق معركة ضد التنظيم مدعومة بالتحالف الدولي للسيطرة على آخر معاقله.

وتعرضت البلدة لقصف مكثف من طائرات التحالف على مدار ستة أشهر قبل السيطرة عليها، في أثناء إطلاق “قسد” معركتها الأخيرة ضد التنظيم، وحوصر فيها وفي بعض القرى المحيطة بها الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وأدى القصف حينها إلى مقتل مدنيين ومقاتلين وعائلات مقاتلي التنظيم، إضافة إلى جرح آخرين، وخروج محاصرين سالمين، ولا يوجد أي إحصائية دقيقة عن أعداد الضحايا الذين قُتلوا في البلدة على مدى الأشهر الستة.

العمليات مستمرة في غياب قرداش

رغم مقتل زعيم التنظيم، استمر التنظيم في عملياته، فهجمات التنظيم لم تتوقف في مناطق من شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها جهات عديدة منها قوات النظام السوري بدعم روسي وإيراني، إضافة إلى “قسد” المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا.

وكان التنظيم أصدر عبر مجلة “النبأ” التابعة له، ما أسماه “حصاد الشام”، وأحصى فيه عدد عملياته العسكرية في سوريا، وقال إنها أسفرت عن أكثر من 100 قتيل شمال شرقي سوريا.

وجاء في “إنفوغراف” العدد “325” لمجلة “النبأ”، الذي أحصى العمليات بين 20 من كانون الثاني الماضي و9 من شباط الحالي، 42 عملية شنّتها خلايا التنظيم، توزعت في محافظة الحسكة والرقة ودير الزور بمناطق نفوذ “قسد”.

وقال التنظيم، إن حصيلة عملياته في سوريا، التي شملت هجمات مقاتليه على سجن “غويران” في الحسكة، بلغت 115 قتيلًا وجريحًا، بعمليات تنوعت بين 37 عملية استهداف واشتباك، إضافة إلى كمينين وعمليتي اغتيال، وعملية استهداف بعبوة ناسفة.

وجاء في “إنفوغراف” العدد “326”، والذي أحصى العمليات بين 10  و16 من شباط الحالي، أربع عمليات شنّتها خلايا التنظيم، توزعت في محافظتي الرقة ودير الزور بمناطق نفوذ “قسد”.

وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 11 شخصًا، كما نشر التنظيم، في 10 من شباط الحالي عبر “تلجرام”، تسجيلًا مصوّرًا لأسلحة وذخائر اغتنمها مقاتلوه إثر هجوم شنوه على نقطة عسكرية تابعة لـ”قسد” شرقي محافظة دير الزور.

خلافة التنظيم.. رمزية أم حاجة؟

العمليات التي يُعلن عنها التنظيم ويتبناها، بعد مقتل زعيمه “القرشي”، أثارت جدلًا وتساؤلات عديدة حول وجودها رغم مقتل قرداش وغيابه، ومدى أهمية وجود قائد للتنظيم، وسط غياب المناطق الجغرافية التي يسيطر عليها التنظيم سابقًا واقتصاره على عمليات في جيوب البادية.

آثار استهداف منزل زعيم تنظيم "الدولة"، عبد الله قرداش الملقب بـ"أبو ابراهيم الهاشمي القرشي"- 3 من شباط 2022(gazette)

الدكتور الحاج رأى أن وجود قائد للتنظيم يمثل حاجة رمزية وعملياتية، والتنظيم يتبع لا مركزية في عملياته، لكن العمليات الكبرى يفترض أنها تحتاج لقرار من رأس التنظيم لأنها تؤثر في وضع التنظيم ومستقبله.

وجود قائد جديد للتنظيم هي حاجة للتنظيم، بحسب الباحث الحاج، وعدم الإعلان عن اسمه لن يمنع من التعرف عليه ولا من معرفة مكانه بالنسبة لجبهة النصرة التي لديها قدرة وصول للشبكات الجهادية ولا للاستخبارات الغربية والإقليمية فالتنظيم مخترق من قبل معظمها، بحسب الحاج.

وأثارت عملية الإنزال الجوي التي استهدفت قائد التنظيم، ردود فعل لدول ومنظمات عديدة، منها دعم جميع جهود محاربة “الإرهاب” ، ومنه اعتبر العملية تمثل خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ومنهم ندد بالعملية لأنها سببت العنف بإلحاق أضرار جسيمة بالمناطق المأهولة بالمدنيين”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة