فرنسا تتشاءم من سير العملية الدستورية في سوريا وتعتبرها “مزحة”

camera iconالسفير الفرنسي، نيكولاس دي ريفيير، في جلسة مجلس الأمن تموز 2021 (UN)

tag icon ع ع ع

عبر المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، عن تشاؤمه من سير العملية الدستورية في سوريا، خلال حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”.

وقال دو ريفير، خلال الحوار الذي نشرته الصحيفة اليوم الأحد 20 من شباط، إن العملية السياسية والدستورية أصبحت بمثابة “مزحة” على الرغم من عقلانية مقاربة المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسون، سعيًا إلى تطبيق القرار 2254.

ووصف المندوب الأممي النظام السوري بـ “المتعنت”.

وأضاف أنه إذا كان “الأسد وعرابوه الروس والإيرانيون يؤمنون بنسبة 100% من النصر العسكري فهم مخطئون”.

وشدد على أهمية تطبيق الحل السياسي في سوريا، والذي يمكن أن يقود إلى “الخطوة التالية” أي إعادة إعمار سوريا.

وأجاب المندوب عما إذا كان ما يجري بين روسيا وأوكرانيا هو بسبب ضعف الغرب في تعامله في سوريا، بأن هناك درجة جيدة من الوحدة في هذا الأمر، ولكن سوريا حالة مختلفة. كان هناك هذا الخيار المخيب للآمال للغاية عام 2013 بعدم الرد بعد الهجوم الكيماوي على ضواحي دمشق، أعتقد أنه لا ينبغي أن يحدث مرة أخرى.

كما نفى دو ريفيير احتمالية ازدياد الوضع سوءًا بعد زيارة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، لسوريا وإجراء مناورات عسكرية ضخمة في البحر المتوسط، وإرسال طائرات استراتيجية إلى سوريا.

مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسن يلتقي بأعضاء اللجنة الوسطى الثالثة قبل افتتاح اللجنة الدستورية السورية في جنيف. 17 من تشرين الأول 2021 (فيولين مارتن)

ويرى ريفيير أنه لا يوجد تقدم كبير في سوريا سواء على المسار السياسي أو المسار الكيماوي أو حتى على صعيد وصول المساعدات الإنسانية.

وأكد ضرورة مواصلة الدفع بروسيا لتضغط على النظام السوري للتعاون إذ يستحيل الاستمرار في تقديم الإغاثة الإنسانية إلى الأبد.

ولا يوجد لدى أي من الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، اعتقاد بأن الاتفاق النووي مع إيران، يصلح المشكلات الأخرى مع إيران، كـ “الاستقرار الإقليمي، ودعم الإرهاب، والبرنامج الباليستي”.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أصدر مرسومًا رئاسيًا يقضي بتعيين مستشارة الشؤون الخارجية الفرنسية، بريجيت كورمي، سفيرة من أجل سوريا.

ولم يرد في نص المرسوم، الذي نشر في الجريدة الرسمية الفرنسية، في 2 من كانون الأول، تفاصيل إضافية حول انتقال السفيرة إلى سوريا أو عدمه.

وقطعت فرنسا علاقتها مع سوريا في عام 2012، وأغلقت سفارتها في دمشق حينها، وذلك في عهد الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، احتجاجًا على سياسة رئيس النظام السوري، بشار الأسد تجاه الاحتجاجات الشعبية.

وفي آب 2018، أعلنت فرنسا تعيين السفير الحالي في إيران، فرانسوا سينيمو، ممثلًا شخصيًا لرئيس الجمهورية لدى سوريا.

في 29 من كانون الثاني الماضي، قال المبعوث الأممي إلى سوريا، في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط“، إنه حصل على دعم من مجلس الأمن للتقدم في مقاربة “خطوة بخطوة” بين الأطراف المعنية، لتحديد خطوات تدريجية ومتبادلة وواقعية محددة بدقة، وقابلة للتحقق، لتطبّق بالتوازي بين الأطراف المعنية وصولًا إلى القرار الدولي “2254”.

ويصوّر بيدرسون المقاربة التي يتحدث عنها، والتي تتجلى بوجود تقارب أمريكي- روسي بالملف السوري، وهو حجر الأساس في مقاربته، بأنها لا تزال في مرحلة العصف الفكري، وأن هنالك جولات إضافية من المشاورات، ولكن خطوات التقارب بين الدولتين لم تبدأ الآن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة