قطع عشوائي للكهرباء ينال من الأجهزة المنزلية في سوريا.. ما الحلول

عمال شركة الكهرباء في ريف حلب الشمالي أثناء صيانة التيار الكهربائي (شركة الطاقة والكهرباء في جرابلس/ فيس بوك)

camera iconعمال شركة الكهرباء بريف حلب الشمالي في أثناء صيانة التيار الكهربائي (شركة الطاقة والكهرباء في جرابلس- فيس بوك)

tag icon ع ع ع

انقطاع التيار الكهرباء لساعات طويلة وتغير نمط القطع وتكراره العشوائي في بعض المدن والبلدات السورية، يلحق خسائر مادية جسيمة لدى بعض الأهالي، خصوصًا تعطّل أجهزتهم الكهربائية، في ظل ظروف معيشية واقتصادية متردية، دون أي تعويض حكومي للأفراد المتضررين من تلف أجهزتهم.

وتوجد عدة عوامل تسببت بإحداث العديد من المشكلات في أزمة الكهرباء في سوريا، حتى تفاقمت في الفترة الأخير للانقطاع الكهربائي العشوائي غير المنتظم ضمن ساعة الوصل الواحدة.

ونظرًا لفشل الدولة في تلبية الحاجة إلى التيار الكهربائي، سَعت المجتمعات المحلية في عدة مدن سورية إلى إيجاد البدائل لمعالجة تضرر الأجهزة الكهربائية داخل المنازل، وذلك للمحافظة على الأجهزة، بحسب ما قاله سليم مرشد (43 عامًا)، وهو مالك أحد المحال المخصصة لبيع قطع صيانة الأدوات الكهربائية في مدينة السويداء جنوبي سوريا.

اقرأ أيضًا: انقطاع عشوائي للكهرباء يتلف الأجهزة الكهربائية في السويداء

ضرورة وجود منظم كهربائي

وأوضح صاحب المحل لعنب بلدي، أنه يجب فصل كل الأجهزة الكهربائية التى كانت تعمل قبل انقطاع الكهرباء، فاندفاع التيار عند عودته قد يدمر الأجهزة لأنه يكون بكمية أكبر من تلك التى صُممت الأجهزة لتتحملها.

وفي حال عدم وجود منظم كهربائي داخل المنزل أو البناء السكني، فمن الأفضل وجود قواطع مناسبة، ويضرب صاحب المحل مثالًا لتوضيح حديثه، “الثلاجة تزود بطاقة بمقدار خمسة أمبيرات، وبالتالي لا يجب استخدام قاطع كهربائي قدرته أكثر من عشرة أمبير”.

وأوضح أنه من الضروري أن تكون قواطع الكهرباء جميعها تحت الـ20 أمبير، وإذا تم تركيب قاطع تفاضلي رئيسي، فهذا أفضل، ويعود ذلك لحساسيته الأفضل من حساسية القواطع العادية المغناطيسية، أو تركيب منظم كهربائي ينظم شدة التيار والجهد كي لا تتفاجئ الأجهزة الكهربائية عند قطع الكهرباء بشكل عشوائي.

وفي حال عدم إمكانية شراء منظم كهربائي، يجب فصل الأجهزة الكهربائية عندما يقطع التيار الكهربائي، ومعاودة تشغيلها بعد وصل الكهرباء، ولكن هذه الطريقة ليست مضمونة النتيجة، وفق ما ذكره صاحب المحل.

لانقطاع الكهرباء العشوائي أثرًا كبيرًا على أجهزة التبريد، التي يعتمد عليها بعض السكان من أجل تبريد الأدوية واللقاحات، خصوصًا مرضى السكري، والتي تُستخدم يوميًا بانتظام، ويعتبر تزويد الأجهزة بالكهرباء أمرًا ضروريًا لتخزين الأدوية.

اقرأ أيضًا: كهرباء دمشق.. ثلاثة أيام لـ”وجبة غسيل” وانخفاض حصة الفرد 85%

حلول بديلة

ومن ضمن الحلول البديلة التي أوجدها الأفراد في ظل انقطاع الكهرباء العشوائي، هو ازدهار الأسواق السوداء للوقود ومستلزمات توليد الكهرباء، وفي العديد من المدن المتضررة من النزاع المسلح، صارت المولدات والبطاريات التجارية والخاصة المصدر الأساس للكهرباء للسكان، وفق دراسة بحثية أعدها الباحثان سنان حتاحت وكرم شعار.

كما جرى تحويل الأجهزة الكهربائية الصغيرة في العديد من المنازل لتعمل ببطاريات بجهد 12 فولطًا، وبغية الحصول على التيار الكهربائي، يدفع السكان اشتراكًا مباشرًا لأصحاب المولّدات الكهربائية، يعتمد رسمه على الاستهلاك بالأمبيرات.

ويباع الأمبير الواحد مقابل دولارين في المتوسط، لكنه عرضه للزيادة وفقًا لأسعار الوقود في السوق، علمًا أن العائلة الواحدة تحتاج إلى ما لا يقل عن ثلاثة إلى أربعة أمبيرات لتغطية احتياجاتها الأساسية من الكهرباء.

وبلغت هذه التكلفة 10% من متوسط دخل عائلات الطبقة المتوسطة في عام 2018، ومن المرجح أن الزيادات الأخيرة في أسعار المشتقات النفطية جعلت الكهرباء أكثر كلفة.

وتوصف جودة الكهرباء في مناطق سيطرة النظام السوري بأنها “أكثر من سيئة”، فمن المعتاد أن تكون ساعات وصل الكهرباء هي ساعة واحدة مقابل ست ساعات قطع، إلا أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وغير المنتظم صار يتكرر خلال ساعة القطع الواحدة بمعدل خمس أو سبع مرات تقريبًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة