تقرير أممي: أكاذيب تطلقها شركات حليب الأطفال حول الرضاعة الطبيعية

camera iconالرضاعة الطبيعية (تعبيرية)

tag icon ع ع ع

أصدرت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تقريرًا يكشف عن تعرّض أكثر من نصف الآباء والأمهات والحوامل لحملات ترويجية من شركات الحليب الصناعي، التي تسوّق لمنتجاتها بشكل استغلالي، وتبث الأكاذيب فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية.

ويعرض التقرير تفاصيل الممارسات الاستغلالية التي تستخدمها مصانع حليب الأطفال، التي تبلغ قيمتها 55 مليار دولار أمريكي، ما يضر بتغذية الأطفال وينتهك الالتزامات الدولية، بحسب ما نشره موقع منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 22 من شباط.

أكثر من نصف الآباء والنساء الحوامل (51%) الذين شملهم الاستطلاع في ثمانية بلدان (ثمانية آلاف و500 من الآباء والنساء الحوامل، و300 من العاملين الصحيين في بنغلاديش والصين والمكسيك والمغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة وفيتنام)، أفادوا بأنهم استُهدفوا بالتسويق من شركات الحليب الصناعي، والكثير منها ينتهك المعايير الدولية لممارسات تغذية الرضّع.

رسائل مضللة

أشار التقرير إلى أنه غالبًا ما تكون الرسائل التي يتلقاها الآباء والعاملون الصحيون، مضللة وغير مثبتة علميًا، وتنتهك المدوّنة الدولية لقواعد تسويق بدائل حليب الأم.

مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، قال إن هذا التقرير يكشف بوضوح، أن تسويق الحليب الصناعي لا يزال منتشرًا بشكل غير مقبول ومضلل، وبشراسة.

وأضاف غيبرييسوس أنه “يجب اعتماد اللوائح المتعلقة بالتسويق الاستغلالي، وتنفيذها على وجه السرعة لحماية صحة الأطفال.”

من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، كاثرين راسيل، إن “الرسائل الكاذبة والمضللة حول الرضاعة الصناعية، تشكّل حاجزًا كبيرًا أمام الرضاعة الطبيعية، التي نعلم أنها الأفضل للأطفال والأمهات”.

وأكدت راسيل ضرورة وجود سياسات وتشريعات واستثمارات قوية في مجال الرضاعة الطبيعية، لضمان حماية النساء من ممارسات التسويق غير الأخلاقية، وأن يتوفر لديهن الوصول إلى المعلومات والدعم الذي يحتجنه لتربية أسرهن.

تضليل بغرض الترويج

بحسب التقرير، يعزز التدفق المستمر للرسائل الترويجية المضللة الأكاذيب حول الرضاعة الطبيعية وحليب الأم، كما يقوّض من ثقة المرأة في قدرتها على الرضاعة الطبيعية بنجاح.

وتتضمن هذه الأكاذيب:

– ضرورة وجود الحليب الصناعي في الأيام الأولى بعد الولادة.

– عدم كفاية حليب الأم لتغذية الرضيع.

– مكونات معيّنة من حليب الأطفال تعمل على تحسين نمو الطفل ومناعته.

– الحليب الصناعي يبقي الأطفال ممتلئين لفترة أطول.

– جودة حليب الأم تتدهور مع مرور الوقت.

الرضاعة الطبيعية هي اللقاح الأول

تؤكد منظمتا الصحة العالمية و”يونيسف” في التقرير، أن الرضاعة الطبيعية تقدم خط دفاع قوي ضد جميع أشكال سوء تغذية الأطفال، بما في ذلك الهزال والسمنة.

كما تعمل كأول لقاح للأطفال، إذ تحميهم من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، فضلًا عن كونها تقلل من خطر إصابة النساء بالسكري والسمنة، وبعض أشكال السرطان في المستقبل.

مع ذلك، فإن 44% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، يحصلون على الرضاعة الطبيعية الحصرية على مستوى العالم، بحسب التقرير.

وزادت معدلات الرضاعة الطبيعية العالمية بشكل طفيف للغاية في العقدين الماضيين، بينما زادت مبيعات الحليب الصناعي بأكثر من الضعف في نفس الوقت تقريبًا.

وأبدت النساء في جميع الدول التي شملها الاستطلاع، رغبة شديدة في الرضاعة الطبيعية حصريًا، وتراوحت النسبة بين 49% من النساء في المغرب و98% في بنغلاديش.

التقرير أشار إلى أن شركات تغذية الأطفال اتصلت بأعداد كبيرة من العاملين الصحيين في جميع تلك البلدان، للتأثير على توصياتهم للأمهات الجدد، من خلال الهدايا الترويجية، والعيّنات المجانية، والاجتماعات المدفوعة الأجر والفعاليات والمؤتمرات، وحتى عمولات من المبيعات، ما يؤثر بشكل مباشر على خيارات التغذية لدى الوالدين.

ودعت منظمتا الصحة العالمية و”يونيسف” الحكومات والعاملين الصحيين ومصانع أغذية الأطفال، إلى إنهاء تسويق الحليب الصناعي الاستغلالي، والتنفيذ الكامل والالتزام بمتطلبات الأنظمة، بطرائق منها ما يأتي:

– سنّ ورصد وإنفاذ قوانين، لمنع الترويج لمستحضرات الحليب الصناعي، تماشيًا مع المدوّنة الدولية، بما يشمل حظر الادعاءات التي تطلقها دوائر صناعة مستحضرات الحليب الصناعي بشأن التغذية والصحة.

– الاستثمار في سياسات وبرامج تدعم ممارسة الرضاعة الطبيعية، بما يشمل منح إجازة كافية ومدفوعة الأجر للوالدين، وفقًا للمعايير الدولية، وضمان دعم رفيع الجودة للرضاعة الطبيعية.

– مطالبة دوائر الصناعة بالامتثال الكامل علنًا للمدوّنة والقرارات اللاحقة لجمعية الصحة العالمية على الصعيد العالمي.

– منع العاملين الصحّيين من قبول رعاية الشركات المسوّقة لأطعمة الرضّع وصغار الأطفال للمنح الدراسية، أو الجوائز والمنح، أو الاجتماعات، أو الفعاليات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة