“قوات الردع النووي” الروسية في حالة تأهب.. صدى الحرب النووية يعود

دورية للجنود الأوكرانيين في بلدة نوفولوهانسكي- 24 من شباط 2022 (AFP)

camera iconدورية للجنود الأوكرانيين في بلدة نوفولوهانسكي- 24 من شباط 2022 (AFP)

tag icon ع ع ع

أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجيش بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حال تأهب خاصة.

كان ذلك باجتماع لقادة الدفاع في “الكرملين”، الذي قال بوتين خلاله إن الغرب اتخذ إجراءات غير ودية تجاه موسكو، وشملت تلك الإجراءات ما وصفه بـ”العقوبات الاقتصادية غير القانونية” خلال “الغزو الروسي” لأوكرانيا، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الروسية (تاس).

وأمر وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان العامة للجيش بوضع “قوات الردع النووي” في “نظام خاص للخدمة القتالية”.

جاء قرار بوتين وسط مخاوف دولية من حدوث كارثة إنسانية جراء القتال القائم في أوكرانيا، المستمر لليوم الخامس على التوالي، خصوصًا أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حثّ الحكومة الألمانية المقبلة على دعم الردع النووي، الأمر الذي يعيد مخاوف المجتمع الدولي من لحظات كان العالم فيها على شفا حرب نووية حقيقية ضمن الحرب الباردة.

جذور المخاوف

على النقيض من الحرب التقليدية، تعد الحرب النووية صراعًا عسكريًا أو استراتيجية سياسية تُستخدم فيها الأسلحة النووية لإلحاق الضرر بالعدو.

والسلاح النووي ذو قوة خطيرة، من شأنه أن يغيّر كل الظروف المستقبلية لأي حرب تغييرًا تامًا، والتنافس في امتلاكه لا ينهي المخاوف من نشوب حرب كارثية تودي بحياة الملايين.

في عام 1949، أجرى الاتحاد السوفييتي أول تجربة للسلاح النووي، وبذلك أعطى الإشارة، حينها، لبدء سباق التسلح النووي، وأنهى من الناحية الواقعية دور لجنة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

أُسست لجنة الطاقة الذرية للأمم المتحدة عام 1946، قبلها بعام واحد أُسست الأمم المتحدة، ووقع رؤساء الدول على ميثاقها، وفي أثناء الأسابيع الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، أجرت أمريكا تجربة لأول قنبلة ذرية بالقرب من لوس ألاموس في نيو ميكسيكو في تموز 1945.

وفي صباح 6 من آب 1945، ألقت أمريكا قنبلة ذرية على هيروشيما في اليابان، وبعد ثلاثة أيام ألقت قنبلة أخرى على ناجازاكي أنهت الحرب العالمية الثانية.

“الذرّة من أجل السلم”

في عام 1952، أجرت بريطانيا أول تجربة للسلاح النووي، وبعدها بعام واحد، ألقى الرئيس الأمريكي الأسبق، دوايت أيزنهاور، خطابًا اقترح فيه استخدام “الذرّة من أجل السلم“، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعا إلى إنشاء “وكالة دولية للطاقة الذرية” عام 1957، لضمان المواد النووية “لاستنباط أساليب” تجعل البشرية في خدمة “المساعي السلمية للبشرية”.

حضر ممثلو 59 دولة المؤتمر العام الأول للوكالة في فيينا (النمسا)، للتصديق على النظام الأساسي للوكالة.

آمال خائبة

في ستينيات القرن الماضي بدأت تتزايد تجارب الأسلحة النووية لدى معظم بلدان العالم، ففي مطلع عام 1960، أجرت فرنسا أول تجربة للسلاح النووي، وبذلك صارت الدولة الرابعة التي تعلن أنها دولة حائزة للسلاح النووي.

وفي الوقت الذي كانت تجري فيه أكثر من تجربة نووية في الجو أسبوعيًا، أقرت الدول معاهدة “انتراكتيكا”، كأول منطقة خالية من الأسلحة النووية، وإن كانت منطقة غير آهلة بالسكان.

وفي عام 1961، ألقى الرئيس الأمريكي الأسبق، جون كيندي، كلمة حذر فيها من سباق التسلح النووي، قائلًا “إنه لينتابني إحساس شخصي بأنه بحلول عام 1970 ستكون لدينا عشر قوى نووية بدلًا من أربع، وبحلول عام 1975 سوف يصبحون 15 أو 20، ومن المحتمل أن يواجه رئيس أمريكا في السبعينيات عالمًا به 15 أو 20 أو 25 أمة يمكن أن تمتلك هذه الأسلحة، وإني لأعتبر ذلك أكبر خطر محتمل”.

كان ذلك الخطاب في أوج أزمة الصواريخ الكوبية، وهي مواجهة ما بين أمريكا والاتحاد السوفييتي المتحالف مع كوبا في 1962 ضمن أحداث الحرب الباردة. وتقارن أزمة الصواريخ الكوبية بحصار برلين كواحدة من أشد المواجهات خلال الحرب الباردة، وتعتبر هذه الأزمة أقرب أزمة كادت أن تؤدي لقيام الحرب النووية.

وبعد الأزمة الكوبية، قامت كل من أمريكا والاتحاد السوفييتي بتسريع الخطى لضبط التسلح النووي، وعُقدت المفاوضات فيما يخص معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية برعاية أمريكا.

الثمانينيات.. توترات “تشيرنوبل”

في 26 من نيسان 1986، وقع حادث نووي كارثي في موقع مفاعل “تشيرنوبل” بالاتحاد السوفييتي دمّر الوحدة الرابعة من المفاعل، وسبب خسائر في الأرواح وحدوث إصابات إلى جانب تسرب إشعاعي عبر الحدود، وتم أول كشف وتتبع دولي لهذا الحادث من قبل خبراء في السويد وفنلندا.

في عام 1989، سقط جدار برلين رمز الحرب الباردة، فاتحًا بذلك الأبواب أمام توحيد ألمانيا، منذرًا بانهيار الاتحاد السوفييتي الذي تفكك عام 1991، وما نتج عنه من انتهاء الحرب الباردة، وبهذا الحدث التاريخي، انخفض خطر قيام حرب نووية كبرى بين دولتين نوويتين عظيمتين بشكل كبير.

ربما تكون المخاوف من شبح الحرب النووية قد زادت في الستينيات من القرن الماضي لكنها في بداية القرن الـ21 انخفضت إلى حد ما، إلا أنه مع كل حرب بين دولتين، لا تزال المخاوف موجودة من تكرار ما حدث في اليابان عام 1945.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة