الفروج و”الشاورما” خارج القدرة الشرائية لسكان درعا

camera iconقن دجاج في ريف درعا (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

لم يكن يوسف المحمد (35 عامًا) يتوقع أن ثمن وجبة “الشاورما” لعائلته يساوي 25 ألف ليرة سورية (حوالي سبعة دولارات)، أي ما يعادل أربعة أيام عمل مياومة لدى المشاريع الزراعية بأجرة لا تتعدى سبعة آلاف ليرة (دولاران) لليوم الواحد.

وشهدت أسعار الفروج الحي في درعا ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إذ وصل سعر الكيلو الواحد إلى 8200 ليرة سورية (ثلاثة دولارات) لأسباب تتعلق بضعف الإقبال على التربية خلال فصل الشتاء.

الأغذية الجاهزة صعبة المنال

لم يشترِ يوسف المحمد “الشاورما” منذ عامين، إذ يرغب حاليًا بشراء الفروج المذبوح، وطهوه في المنزل، حسبما قال لعنب بلدي.

“لم أكن أتوقع هذا الارتفاع في أسعار وجبة الشاورما، ولكن نزلت عند رغبة عائلتي في إدخالهم للمطعم، وفوجئت بهذا السعر المرتفع”، وفق ما قاله يوسف.

يصل سعر الفروج المشوي في درعا إلى 25 ألف ليرة، وهو ما يفوق قدرة العائلات الشرائية، إذ اعتبرت حنين (24 عامًا)، وهي معلمة وكيلة بريف درعا، أن هذا الغلاء يحرمها من شراء الفروج المشوي، وأن نصف راتبها الشهري لا يكفي لشراء وجبة واحدة لعائلتها المكونة من خمسة أفراد.

“تحتاج أسرتي إلى فروجين مشويين بسعر 50 ألف ليرة (14 دولارًا)، وهذا الأمر يفوق قدرة الأسرة المادية”، بحسب حنين.

اتجهت عائلة المعلمة الثلاثينية لشراء الفروج الحي بالقطعة، في حين صار الفروج المشوي من المنسيات في منزلها فضلًا عن تناوله في المطاعم، حسبما قالت لعنب بلدي.

ووفق حديث سابق لرئيس لجنة “مربّي دواجن درعا” إلى صحيفة “الوطن” المحلية، عزفت نسبة كبيرة من مربّي الدواجن (حوالي 75% منهم) عن العمل، بسبب ارتفاع تكاليف المواد الأولية وتكاليف الإنتاج، وخساراتهم المتكررة في هذا القطاع.

وتحتل سوريا المرتبة 101 على مؤشر الأمن الغذائي التابع لمجلة “إيكونوميست” البريطانية، الصادر في 25 من شباط 2021.

الغاز عامل رئيس في ارتفاع الأسعار

مرتديًا “مريوله” الأبيض، وهو يقطّع “الشاورما”، قال أحد العاملين في محل “شاورما” بمدينة طفس شمالي درعا لعنب بلدي، إن التكلفة الرئيسة في صناعة “الشاورما” والفروج تعود دائمًا إلى الغاز المنزلي، إذ وصل سعر الأسطوانة الواحدة للغاز إلى 80 ألف ليرة (22 دولارًا)، وهي غير متوفرة بالسوق المحلية.

وأضاف العامل الثلاثيني، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن المحل الذي يعمل فيه يحتاج إلى أربع أسطوانات غاز بشكل يومي.

ولم يقتصر الارتفاع على الغاز في درعا، إذ ارتفع سعر الخبز ليبلغ سعر الكيس الواحد 1500 ليرة (50 سنتًا)، وكذلك سعر المواد التي ترافق الفروج و”الشاورما” مثل مادة “المايونيز” والمخلل والبطاطا، فليتر زيت القلي الواحد بلغ سعره 7500 ليرة (حوالي دولارين)، وكيلو الثوم الواحد بلغ سعره أربعة آلاف ليرة (دولار ونصف الدولار).

وتشهد محافظة درعا أزمة في توزيع الغاز المنزلي، إذ صار انقطاعه يمتد لثلاثة أشهر، علمًا أن نظام “البطاقة الذكية” المطبق في درعا منذ عام 2019، يفترض تسليم المواطن أسطوانة غاز كل 23 يومًا، ويؤثر تباعد مدة تسلّم الغاز على أسعاره في السوق المحلية، حيث تؤدي ندرة وجوده إلى رفع سعره.

ويعتمد أصحاب المطاعم على شراء أسطوانات الغاز من “البسطات”، التي تؤّمن من خلال بيع بعض الأسر لمستحقاتها.

وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير من 19 صفحة قدمه لمجلس الأمن الدولي، يتناول بالأرقام واقع الوضع الإنساني في سوريا، فإن 90% من السوريين تحت خط الفقر، ويعاني 60% منهم انعدام الأمن الغذائي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة