في الذكرى الثانية لاقتحام الصنمين.. هل غيّرت “تسويات” النظام الواقع الأمني؟

camera iconمجموعة من قوات النظام السوري عقب اقتحامها مدينة الصنمين شمال غربي درعا- آذار 2020 (سانا)

tag icon ع ع ع

في 1 من آذار 2020، استفاق سكان الصنمين على صوت مدفعية النظام تدكّ الحي الشمالي من المدينة للمرة الأولى بعد انتهاء العمليات العسكرية بالجنوب السوري في تموز 2018.

هاجمت قوات النظام مدعومة بالمدفعية والدبابات مقر القيادي السابق بفصائل المعارضة وليد الزهرة، واستمرت المواجهة ليومين كاملين حتى تدخل “اللواء الثامن”، المدعوم روسيًا، كقوات فصل وفضّ الاشتباك.

وأشرفت قوات “اللواء” حينها على “تسوية” شملت المئات من الراغبين بالبقاء في مدينة الصنمين، ورحّلت الرافضين لها إلى الشمال السوري، وادعى النظام حينها عودة الأمان إلى المدينة، ولكن الوقائع أثبتت عكس ذلك، إذ استمرت عمليات الاغتيال في المدينة حتى اليوم.

وفي أيار من عام 2020، وبعد مرور ثلاثة أشهر على اقتحام المدينة، اغتال مجهولون ثائر العباس، القيادي في “اللجان الشعبية” الرديفة لقوات النظام.

تبعه، في تشرين الأول من العام ذاته، مقتل رئيس مجلس مدينة الصنمين بريف درعا، عبد السلام الهيمد، كما أُصيب “أمين الفرقة الحزبية”، محمد دياب، بعد إطلاق النار عليهما من قبل مجهولين.

ولم يكتفِ النظام بـ”تسوية 2020″، إذ أجرت قوات النظام، في 7 من تشرين الأول عام 2021، “تسويات” شاملة لمدينة الصنمين، تسلّمت خلالها العشرات من قطع الأسلحة الفردية، ولكنها كما سابقاتها، لم تُحقق ما طمح إليه النظام من إيقاف عمليات استهداف قواته في المنطقة، إذ اغتيل محمد ذياب، قائد مجموعة بقوات النظام السوري، في 15 من تشرين الأول 2021.

وفي 12 من تشرين الثاني 2021، قُتل أربعة أشخاص بهجومين منفصلين في المدينة، إذ ألقى مجهولون القنابل على منزل عضو “اللجان الشعبية” التابعة لـ”الأمن العسكري”، باسيل الفلاح، ما أسفر عن مقتله برفقة طفلته، بالتزامن مع استهداف مسؤول حزب “البعث” في البلدة، محمد أبو حوية.

وقبل أيام من عمليات الاستهداف الأخيرة، استهدف مجهولون القياديَّين السابقَين في فصائل المعارضة، محمد اللباد الملقب بـ”غليص”، وزياد الزرقان، قرب مدينة الصنمين، ما أسفر عن مقتلهما.

مساعد منشق عن قوات النظام قال لعنب بلدي، إن النظام توهم فرض سيطرته عبر “التسويات” في المدينة، إلا أنه غير قادر ببساطة على فرض سيطرته بالقوة، خصوصًا أن وتيرة عمليات الاغتيال بعد “التسوية” الأخيرة لا تزال بارتفاع في عموم محافظة درعا.

كما تزامن ارتفاع وتيرة عمليات الاستهداف في الصنمين، مع تصاعد عمليات الخطف والسطو وتهريب المخدرات في المدينة، وسط غياب سلطة فعلية للنظام في الجنوب، تزامنت مع غياب سلطة فصائل المعارضة التي سلّمت أسلحتها للنظام عام 2018.

اقتحام ما بعد “التسوية”

اقتحمت قوات النظام السوري في آذار من عام 2020 مدينة الصنمين، للمرة الأولى منذ اتفاق “التسوية” في درعا عقب سيطرتها على محافظات الجنوب السوري عام 2018.

وقال مراسل عنب بلدي في درعا حينها، إن دبابات للنظام، إضافة إلى عشرات العناصر، حاصروا المدينة، وقطعوا الطرق الرئيسة فيها، وسط استهداف بالمدفعية الثقيلة للأحياء السكنية فيها.

واستهدفت قوات النظام حينها الحي الشمالي في المدينة، حيث تتركز مجموعات من مقاتلي فصائل المعارضة الذين رفضوا الخروج من درعا عقب “التسوية”، وظلوا فيها بناء على اتفاق تموز 2018، الذي رعته روسيا في الجنوب.

وبعد دخول قوات النظام إلى الحي، اندلعت اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل مدني وإصابة زوجته، وفق المراسل.

وكانت قوات النظام سيطرت على محافظتي درعا والقنيطرة في تموز 2018، وفرضت “تسوية” تسلّمت بموجبها السلاح الثقيل والمتوسط من سلاح فصائل المعارضة، في حين ركّزت “التسوية” الأخيرة على السلاح الخفيف.

شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة