“الدريكيش” تنشر عدوى التهاب الكبد.. “مياه طرطوس”: نعقّم المياه

عين كورين في قرية بيت شوهر في صافيتا (سوريا السياحية)

camera iconعين كورين في قرية بيت شوهر في صافيتا (سوريا السياحية)

tag icon ع ع ع

أرجعت مديرية الموارد المائية انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي بشكل كبير في منطقة الدريكيش شرقي مدينة طرطوس إلى شرب المياه الملوثة، إذ أظهرت نتائج تحليل العينات، التي أُخذت، في 1 من آذار الحالي، من ينابيع المياه في الدريكيش وريفها، وجود عصيات برازية في عدد منها.

وقال مصدر في المديرية لصحيفة “الوطن” المحلية، الخميس 3 من آذار، إن معظم الينابيع الخاصة في جبل النبي متى، التي تُعبأ “البيدونات” منها والتي تُنقل بشاحنات صغيرة وتُباع في المدن والقرى للمواطنين بشكل يومي، ملوثة بالعصيات البرازية وغير صالحة للشرب إلا بعد تعقيمها بالكلور أو بعد غليها.

وأضاف أن بعض الينابيع التي تروي الكثير من القرى عبر شبكات تعود لمؤسسة المياه تبيّن وجود عصيات فيها قبل التعقيم بالكلور وعدم وجودها بعد التعقيم، ما يُؤكد ضرورة عدم الضخ من هذه المشاريع (الدلبة والهني) في الشبكات قبل تعقيم مياه ينابيعها، وهذا الأمر ينطبق على النبعين في مدينة الدريكيش.

من جانبه، أوضح مدير التجارة الداخلية بطرطوس، سالم ناصر، أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط وتنظيم عملية توزيع المياه بـ”البيدونات” من قبل السيارات الخاصة بالتعاون مع مديرية الصحة ومنع التعبئة من أي مصدر مائي ملوث قبل تعقيمه أصولًا.

وتوقع أن تُقدم نتائج التحاليل للمديرية صباح الأحد المقبل، وأن تتم المباشرة باتخاذ الإجراءات فورًا، مشيرًا إلى أن نحو 500 أسرة تعمل بتعبئة المياه بـ”البيدونات” وبيعها في معظم مدن وقرى المحافظة.

وأوضح المدير العام لمؤسسة مياه طرطوس، عيسى حمدان، أن جميع المياه المستجرة من الينابيع التي يتم استثمارها من قبل مؤسسة المياه بطرطوس تُعقّم من قبل منظومة الضخ قبل ضخها في الشبكة التي تغذي المواطنين في المدينة والقرى.

وقال إن المياه خالية 100% من أي ملوثات، أي أن نسبة التلوث فيها 0%، مؤكدًا أنها تُراقب بشكل يومي.

وكان تقرير لموقع “تلفزيون الخبر” المحلي سلّط الضوء على انتشار واسع لالتهاب الكبد (A) في منطقة الدريكيش، وإصابة العديد من سكانها به بسبب تلوث بعض مياه “البيدونات” التي يتم شراؤها عبر السيارات المارة في تلك المنطقة.

ويواجه ملايين السوريين في مختلف أنحاء البلاد أزمة خطيرة ناجمة عن عدم توفر كميات كافية من المياه الصالحة للشرب.

وبحسب تقرير صادر عن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، في تشرين الأول 2021، يمثل الوصول إلى مياه الشرب الآمنة تحديًا يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا، التي أصبحت الآن تعاني من مياه شرب أقل بنسبة تصل إلى 40% عما كانت عليه قبل عشر سنوات.

وأفاد التقرير أن مسببات أزمة المياه عديدة ومعقدة، إلا أن الأمر الوحيد الواضح هو أنها من النتائج المباشرة وغير المباشرة للصراع المستمر.

كما تضررت أنظمة المياه بسبب أعمال العنف، وعدم إجراء الصيانة المناسبة، إضافة إلى فقد المرافق ما بين 30 و40% من الموظفين الفنيين والمهندسين اللازمين للحفاظ على عمل الأنظمة، إلى جانب مغادرة الكثير من الخبراء سوريا، بينما تقاعد آخرون دون أن يكونوا قادرين على تدريب ونقل المعرفة إلى جيل الشباب الجديد.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أوضحت في أيار 2021، أنّ نحو 12.2 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى الوصول إلى المياه والصرف الصحي، بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية خلال السنوات العشر الماضية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة