روسيا وأوكرانيا تبديان استعدادًا لضمان أمن المواقع النووية

عامل في المفاعل الرابع من محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا عام 2021 (EPA)

camera iconعامل في المفاعل الرابع من محطة "تشيرنوبل" النووية في أوكرانيا عام 2021 (EPA)

tag icon ع ع ع

أعلن المدير العام لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، رافاييل غروسي، أن موسكو وكييف مستعدتان للتعاون مع الوكالة لضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية التي تواجه مخاطر متزايدة منذ بدء “الغزو” الروسي لأوكرانيا قبل أسبوعين.

وقال غروسي للصحفيين في فيينا لدى عودته من مدينة أنطاليا التركية حيث عقد محادثات منفصلة مع وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأوكراني، دميترو كوليبا، إن “هدفي الأول كان إقامة حوار مباشر على مستوى عالٍ جدًا”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” اليوم، الجمعة 11 من آذار.

وأتى هذا الإعلان في وقت أعلنت فيه أوكرانيا أنها “فقدت كل اتصال” بمحطة “تشرنوبل” للطاقة النووية.

ووفق غروسي، فإن الطرفين مستعدان للعمل والنقاش مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن الاجتماعات التي عقدها في أنطاليا كانت “مثمرة ولكن غير سهلة”.

وكان غروسي عرض في البدء التوجه إلى “تشيرنوبل”، حيث وقع في 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية، لبحث سبل ضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية، لكن عرضه قوبل بالرفض.

وحذر من أن الوضع الميداني “مروع”، في إشارة إلى الحوادث التي تتزايد يومًا بعد يوم في المواقع النووية الأوكرانية، مشددًا على الحاجة للتوصل إلى اتفاق على إطار عمل مشترك لتعزيز أمن المنشآت النووية في أوكرانيا، البلد الذي يمتلك 15 مفاعلًا نوويًا والعديد من مستودعات النفايات الذرية.

ومنذ اليوم الأول لـ”غزوها” أوكرانيا، في 24 من شباط الماضي، سيطرت القوات الروسية على محطة “تشرنوبل” لكنّ التيار الكهربائي انقطع عن المحطة في 8 من آذار الحالي.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنها على دراية بمعلومات مفادها أن التيار الكهربائي عاد إلى المحطة وتحاول الحصول على تأكيد.

وأضافت أن التيار الكهربائي عاد بفضل مولدات الطوارئ التي تم تشغيلها، مطمئنة أنه حتى وإن ظلت الكهرباء مقطوعة عنها فلن يكون لهذا الأمر “تأثيرًا كبيرًا” على أمن المنشأة النووية، وفق “فرانس برس”.

واعتبر غروسي في تصريحات، الخميس 10 من آذار، أنه “يدق ناقوس الخطر إزاء ظروف العمل الآخذة بالتدهور” في “تشرنوبل”، وهي المحطة التي تضم مفاعلات متوقفة عن الخدمة ومنشآت للنفايات المشعة، ولا يزال أكثر من 200 فني وحارس يعملون في هذه المنشأة التي تتطلب إدارة متواصلة لمنع وقوع كارثة نووية أخرى.

وكانت الوكالة طلبت من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين العالقين في المحطة منذ أسبوعين بالعمل بالتناوب ولساعات محددة يوميًا وبالخلود للراحة، معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع.

وسبق أن اعتبر غروسي، في 6 من آذار الحالي، أن التقارير التي تفيد بأن أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا وأوروبا تخضع لسيطرة القوات الروسية تشكّل “مصدر قلق بالغ”، في إشارة إلى محطة “زابوريجيا” للطاقة النووية التي سيطرت عليها القوات الروسية في 4 من آذار الحالي.

“زابوريجيا” هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، ودخلت مفاعلاتها الخدمة بين عامي 1984 و1995، وهي ذات تصميم حديث مقارنة بـ”تشرنوبل” التي بُنيت في 1970، وكانت أول محطة للطاقة النووية في أوكرانيا.

وقبل “الغزو” الروسي، كانت المفاعلات الأوكرانية الـ15 تؤمّن نصف الطاقة الكهربائية في البلاد، ولا يزال مفاعل واحد فقط من المفاعلات الستة من محطة “زابوريجيا” يولّد الطاقة للشبكة، بحسب المتحدث باسم المحطة.

وعلى النقيض من الحرب التقليدية، تعد الحرب النووية صراعًا عسكريًا أو استراتيجية سياسية تُستخدم فيها الأسلحة النووية لإلحاق الضرر بالعدو.

والسلاح النووي ذو قوة خطيرة، من شأنه أن يغيّر كل الظروف المستقبلية لأي حرب تغييرًا تامًا، والتنافس في امتلاكه لا ينهي المخاوف من نشوب حرب كارثية تودي بحياة الملايين.

ومنذ بدء “الغزو” الروسي، لا ينفكّ المدير العام لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” يحذّر من مخاطر الحرب الدائرة في أوكرانيا، وهذه أول حرب يشهدها بلد في العالم لديه مثل هذا البرنامج النووي الكبير.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الانفجار النووي وآثاره على الأرض؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة