عمرها مئات السنين.. احتطاب ممنهج لأشجار محمية “جباتا” بالقنيطرة

camera iconأشجار سنديان قرب برج الزراعة في غابة جباتا الخشب (عنب بلدي/محمد فهد)

tag icon ع ع ع

القنيطرة – محمد فهد

محمية جباتا الخشب وطرنجة، محمية طبيعية حرجية، وواحدة من أهم معالم السياحة في محافظة القنيطرة التي تتميز بمناخ معتدل صيفًا، ما جعلها وجهة للسياح القادمين من مختلف المحافظات السورية.

تقع المحمية على السفح الجنوبي لمرتفعات جبل الشيخ من الجهة الشمالية من محافظة القنيطرة، وتبلغ مساحتها 133 هكتارًا، ويبلغ ارتفاعها نحو 1100 متر عن سطح البحر.

تحتوي الغابة على أنواع مختلفة من الأشجار، كالسنديان، والبلوط، والملول، والزعرور، والخوخ البري، والقندول، كما تحوي على عدد كبير من الطيور والحيوانات.

استطاع الأهالي بجهود فردية حمايتها طوال حربهم ضد النظام السوري حتى منتصف عام 2018، وبعد سيطرة النظام السوري على المنطقة وتفعيل مخفر الحراج الذي يتبع لمديرية الزراعة في القنيطرة، بدأت الأحوال تتجه نحو الأسوأ.

وتزايد قطع الأشجار تدريجيًا ليصل إلى حوالي 50 شجرة يوميًا، وخصوصًا في شتاء العام الحالي، مع قلة وقود التدفئة وانقطاع الكهرباء إذ صار قص الأشجار عشوائيًا دون رحمة.

أشجار سنديان قرب برج الزراعة في غابة جباتا الخشب (عنب بلدي/محمد فهد)

 

قص بغرض الاتجار

أفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة، بأن النظام السوري و”حزب الله” يشجعان على قطع أشجار الغابات والتخلص منها، إذ تم فتح الحواجز أمام تجار الحطب الذين يقصون أطنانًا من الحطب، ويخرجونها إلى القرى والبلدات المجاورة، كبلدة حضر، أو إلى محافظة درعا، لبيعها في الأسواق بسعر 500 ألف ليرة للطن الواحد.

كما يشتري التجار أيضًا الحطب من بعض الأشخاص في البلدة، بمبلغ 350 ألف ليرة للطن، ويبيعونه في الأسواق بـ500 ألف للطن الواحد.

والأمر الآخر أن أهالي بلدة حضر، الذين تقع قريتهم من الجهة الشمالية للغابة، والقريبة لأراضيهم الزراعية، يقطعون الأشجار التي يبلغ عمرها مئات السنين من أجل توسعة أراضيهم الزراعية، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي في المنطقة، دون محاسبتهم من قبل الجهات الحكومية المختصة.

أشجار تم قطعها من نوع السنديان والملول (عنب بلدي/محمد فهد)

 

“أبو حسين”، رجل ستيني يقع منزله على طرف الغابة من الجنوب قال، “تعني لي هذه الغابة الكثير، فكلما ضاقت الدنيا بوجهي خرجت أشمّ رائحة الأشجار، وأسمع صوت الطيور، واليوم عندما أشاهد هذا المنظر من قص الأشجار وقطعها من الكعب قلبي يحترق”.

وروى “أبو حسين” لعنب بلدي، كيف صمدت هذه الأشجار في وجه عدة حروب من الفرنسيين إلى يومنا هذا، “أما اليوم، فمن أجل بضع ليرات واتفاقيات ممنهجة، تسقط هذه الأشجار واحدة تلو الأخرى”، حسب تعبيره.

بدوره، قال أحد موظفي مخفر الحراج بالمنطقة، التابع لمديرية زراعة القنيطرة لعنب بلدي، إنه في كل يوم منذ بدء فصل الشتاء، يسجل قطع أكثر من 50 شجرة، بأعمار وأطوال مختلفة، ويقدّر وزن الشجرة الواحدة من ثلاثة إلى خمسة أطنان حطب أخضر، ما يجعل الأمر يزداد سوءًا.

وعند سؤاله حول تحركات المخفر بحق من يخالف، قال الموظف الذي تحفظت عنب بلدي عن ذكر اسمه لضمان سلامته، إن المخفر يعمل على كتابة الضبوط وإرسالها إلى مديرية زراعة القنيطرة، إضافة إلى تصوير قطع الأشجار وإرسالها، “لكن دون جدوى، إذ لا يوجد من يحاسب ويضبط المنطقة”، حسب تعبيره.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة