تسجيل مسرب لرستم غزالة يقر باعتقال النظام أطفال درعا

رستم غزالة (تعديل عنب بلدي)

camera iconرستم غزالة (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

نشر الصحفي السوري نضال معلوف تسجيلًا مصورًا سُرّب من التلفزيون السوري، عُرض للمرة الأولى، يظهر فيه رئيس شعبة “الأمن السياسي” في درعا، رستم غزالة، وهو يعترف بسلمية المظاهرات ووجود أطفال معتقلين لدى أجهزة الأمن في النظام السوري.

وقال غزالة في التسجيل الذي نشره معلوف اليوم، الثلاثاء 15 من آذار، إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، سيعيّن موفدين ممثلين له شخصيًا للقيام بواجب العزاء للشباب الذين “استشهدوا” (قُتلوا خلال المظاهرات من قبل أجهزة الأمن)، وهما وزير الإدارة المحلية، ونائب وزير الخارجية حينها، فيصل المقداد، وأمر بـ”إطلاق سراح السجناء الأطفال الموقوفين في دمشق، والأطفال الموقوفين في درعا”.

وأضاف أنه يعتقد أنهم أطلقوا سراحهم.

واعتبر غزالة أن الأسد يعتبر الشباب الذين قُتلوا وكأنهم “أولاده”، ويعتبر المحافظة من أكثر “المحافظات المعروفة بالموالاة له”.

وقال معلوف، إن ما قيل في التسجيل المصوّر يؤكد وجود الأطفال واعتراف النظام ورئيسه بتوقيف أطفال درعا، وهي بداية الشرارة التي أطلقت كل الاحتجاجات التي تبعتها.

وفي اليوم الذي تلاه، تقدم فيصل المقداد للقيام بواجب التعزية لأهالي الشبان الذين قُتلوا في مواجهات مع رجال الأمن.

وأضاف معلوف أن النظام لم ينتظر حتى “يبرد دم الشهداء الذين قُتلوا على يد النظام”، إلا وبدأت المسيرات المؤيدة له تعم مناطق من درعا على مرأى ومسمع من أهالي القتلى.

من هو رستم غزالة؟

اللواء رستم غزالة شغل عدة مناصب أمنية وعسكرية في دمشق وحلب ولبنان، وعُيّن رئيس “الاستخبارات العسكرية” في لبنان خلفًا لغازي كنعان، ليبرز اسمه كأحد أبرز جنرالات الحرب في لبنان، ويشار إليه بالمسؤولية عن مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، في 2005.

ثم عُيّن رئيسًا لفرع “الأمن العسكري” في ريف دمشق، وفي 2012 عُيّن رئيسًا لـ”الأمن السياسي” بعد اغتيال “خلية الأزمة” في دمشق.

وقاد العمليات العسكرية في مدينة الشيخ مسكين شمالي درعا ضد أبناء قريته قرفا (كانت تسمى قلعة أبو عبدو) وأبناء حوران، ومنع تمدد قوات المعارضة، ونُقل عنه قوله إن “القرداحة (مسقط رأس الأسد) تسقط ولا تسقط قرفا”.

كما فجر قصره في قرفا مدّعيًا أنه وجه بذلك رسالة أن “المعركة للدفاع عن قرفا وليست للدفاع عن قصر رستم غزالة”.

وفي 24 من نيسان 2015، قُتل غزالة في ظروف غامضة، بعد خلاف مع اللواء رفيق شحادة، وبعدما ظهر اسمه في التحقيقات بشأن مقتل رفيق الحريري.

ما قضية أطفال درعا؟

أواخر شباط 2011، اعتقلت أجهزة الأمن السورية تلاميذ من مدرسة “الأربعين” الابتدائية في مدينة درعا، بعد كتابتهم على سور المدرسة عبارات “إجاك الدور يا دكتور”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، تماشيًا مع شعارات الربيع العربي آنذاك.

رئيس “الأمن السياسي” حينها وابن خالة الأسد، عاطف نجيب، أوصى أهالي الأطفال بإنجاب غيرهم، وتعرضوا للتعذيب وقلع أظافرهم.

وقال عاطف نجيب حينها، إن رجاله في المخابرات يستطيعون مساعدة أهل درعا على إنجاب أطفال لهم، إن لم يكونوا قادرين على ذلك، وفق شهادات سكان المحافظة عن الواقعة.

وأشعلت هذه الحادثة الاحتجاجات في درعا، ومن خلفها عموم المحافظات السورية، لتتحول إلى ثورة تنادي بإسقاط النظام، قوبلت بالعنف، وانتقلت إلى العمل المسلح عام 2012.

تنصل دائم

ويعمد النظام إلى تكذيب اعتقال وتعذيب أطفال سوريين في بداية الثورة السورية، ويعتبرها فبركة إعلامية ضده.

وآخر هذه المواقف، استغلال صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، حادثة الطفل الذي ينحدر من مدينة درعا فواز قطيفان، الذي اختُطف وأُفرج عنه الشهر الماضي بعد دفع مبلغ فدية من قبل ذويه للخاطفين، لتتحدث عن الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب في درعا بشهادات ذويهم، مطلع الثورة السورية، لتقول إنها روايات كاذبة دون أي دليل أو إثبات يدل على حدوثها.

وقالت إن “عشرات التظاهرات تم ترتيبها عام 2011 مستندة إلى رواية تعذيب أطفال لا أساس لها، واستنفرت محطات تلفزة وشهود عيان، وأنفقت الملايين لترويج رواية لا دليل ولا صورة لها” بحسب الصحيفة.

الجرائم لم تتوقف عند أطفال المدينة

ولم تتوقف الاعتداءات على أطفال مدينة درعا، بل امتدت في المحافظة إلى ما بعد هذه الواقعة، ومن أبرز الضحايا الأطفال حمزة علي الخطيب، من مواليد بلدة الجيزة في محافظة درعا عام 1997.

خرج حمزة مع أهالي بلدته في مظاهرة هتفت لفك الحصار عن مدينة درعا، التي كانت شرارة الثورة السورية، في نيسان 2011.

اعتُقل حمزة من قبل عناصر “الأمن العسكري” في حاجز بلدة صيدا، في 29 من نيسان 2011، وسُلّم جثة هامدة لأهله في 25 من حزيران من العام ذاته، وبدت عليها آثار التعذيب والتشويه، بشكل غير مسبوق في سوريا آنذاك.

أحدث مقتل حمزة والتمثيل بجثته غضبًا في الشارع الحوراني، وخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، وطالبوا بإسقاط الأسد ونظامه، وتحدثت عنه عشرات الصحف ووسائل الإعلام العربية والعالمية، وندد سياسيون غربيون بالحادثة، ولا يزال اسمه محفورًا في ذاكرة السوريين حتى اليوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة