دلالات تسيير دوريات روسية في الجولان.. هل تخشى إسرائيل ضربة إيرانية؟

وحدات عسكرية روسية تقوم بدوريات في مرتفعات الجولان- 13 من آذار 2022 (روسيا اليوم)

camera iconوحدات عسكرية روسية تقوم بدوريات في مرتفعات الجولان- 13 من آذار 2022 (روسيا اليوم)

tag icon ع ع ع

نشرت وسائل إعلام روسية مقطعًا مصوّرًا، يظهر تسيير الشرطة العسكرية الروسية دورية عند الخط الفاصل بين سوريا والجولان المحتل، دون توضيح أسباب وأهداف هذه الخطوة.

وتشهد الحدود السورية- الإسرائيلية حالة من التأهب، بعد التهديدات الإيرانية بالرد على مقتل اثنين من عناصر “الحرس الثوري الإيراني” جراء الضربة الإسرائيلية الأخيرة.

هل تجرؤ إيران  

بدأت التحذيرات من ضربة إيرانية متوقعة لإسرائيل بعد قصف الأخيرة بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، نُفّذ من اتجاه جنوب بيروت وأدى إلى مقتل شخصين، وفق مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 7 من آذار الحالي.

تبعه إعلان “الحرس الثوري الإيراني” في اليوم التالي (8 من آذار)، مقتل اثنين من مقاتليه في الضربة الإسرائيلية، مهددًا إسرائيل “بدفع الثمن”، بحسب ما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية.

ولا تتبنى إسرائيل عادة الهجمات الصاروخية على سوريا، لكنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، توّعد في وقت سابق بعدم الاكتفاء بالجلوس وانتظار “الإرهاب الإيراني الموجه ضد الإسرائيليين”.

وتلا إعلان “الحرس الثوري” استنفار وحالة تأهب غير معتادة للقوات الإسرائيلية على  الشريط الحدودي السوري مع هضبة الجولان المحتل، بحسب ما أكده مراسل عنب بلدي بالقنيطرة، في 9 من آذار الحالي.

ورافق الاستنفار الإسرائيلي محاولة لتخفيف حدة التصعيد الإيراني، إذ تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن أن إسرائيل لم تكن تنوي في القصف الأخير تصفية ضباط في “الحرس الثوري الإيراني”.

وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، في 10 من آذار الحالي، أن “الهجوم المنسوب لسلاح الجو الإسرائيلي على ضواحي دمشق، لم يكن القصد منه اغتيال ضباط (الحرس الثوري الإيراني)، وإنما الهدف يتعلق ببرنامج إيران للصواريخ الدقيقة في سوريا”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، “إن الرد على الجريمة التي يرتكبها الكيان الصهيوني العنصري سيكون من أهداف محور المقاومة في المنطقة”، بحسب ما نقلته الصحيفة.

الرد جاء في مدينة أربيل العراقية عبر قصف بصواريخ باليستية لحي مجاور للقنصلية الأمريكية، في 13 من آذار الحالي، بحسب ما أعلنه “الحرس الثوري” في تبنيه للعملية، واصفًا ما استُهدف بـ”المركز الاستراتيجي للأعمال الصهیونية”.

رئيس مركز “رصد للدراسات الاستراتيجية”، الدكتور عبد الله الأسعد، قال لعنب بلدي، إن تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية على الحدود مع الجولان هو أمر روتيني، لأن إيران لا تملك الجرأة على استهداف إسرائيل من جهة الجولان.

وأوضح الأسعد أن إسرائيل بثقتها “المطلقة” بروسيا، أرادت وجود عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب السوري، ليصبح “حديقة خلفية” آمنة بالنسبة لإسرائيل، وأن تصبح مدينة القنيطرة منطقة آمنة بالنسبة لها.

العصا الروسية  

يُشبّه الأسعد الدور الروسي في سوريا بين إسرائيل وإيران بـ”العصا فوق رأس إيران”، مستشهدًا بالدوريات الروسية في الساحل السوري، التي بدأ تسييرها بعد تخوّف إسرائيل من استخدام إيران الساحل السوري في نقل الأسلحة والمعدات إلى لبنان.

وفي مطلع تشرين الثاني 2021، تحدثت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن توافق روسي- إسرائيلي على إخراج إيران من المشهد السوري، في ظل مصلحة روسيّة باستهداف إسرائيل مواقع إيرانية في سوريا، انطلاقًا من رغبتها في إخراج إيران.

وبحسب دراسة أجراها مركز “جسور للدراسات”، في 24 من شباط الماضي، فإن الضربات الإسرائيلية تستهدف مستودعات أسلحة ورؤوس صواريخ ومنظومات دفاع جوي تابعة لإيران، قبل نقلها إلى لبنان، إضافة إلى نقاط رصد متقدمة لـ”حزب الله”.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي ردًا على استمرار قدرة إيران على تأمين خطوط إمداد ونقل الأسلحة ولوازم التصنيع اللوجستية إلى سوريا ولبنان، في إطار مساعيها لتحويلهما إلى “قاعدة عمليات متقدمة” ضد إسرائيل، بحسب المركز.

وكانت الشرطة الروسية بدأت بتسيير دوريات في مرتفعات الجولان بعد خروج فصائل المعارضة السورية من جميع مناطق الجنوب السوري، في أيلول 2018، لمراقبة منطقة فض الاشتباك الفاصلة مع إسرائيل، بحسب تصريحات روسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة