عدد المعرضين لخطر الجوع وصل إلى مستويات قياسية

“العمل ضد الجوع” العالمية توثق تدهور الوضع المعيشي في سوريا

camera iconرجل يدفع عربة على طول شارع في مدينة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة- 5 من كانون الأول 2021 (رويترز/خليل عشاوي)

tag icon ع ع ع

أصدرت منظمة “العمل ضد الجوع” العالمية تقريرًا حول الوضع المعيشي في سوريا، يوضح أن معظم الأسر السورية تنفق أكثر من 50% من دخلها الشهري لتلبية احتياجاتها اليومية.

وقال التقرير، الصادر الثلاثاء 15 من آذار، إن السوريين يشترون كميات أقل مما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة، مشيرًا إلى أن تكاليف السلع الضرورية مثل الماء والغذاء والوقود والكهرباء، صارت أكبر من قدرتهم الشرائية.

ووصل عدد السوريين المعرضين لخطر الجوع إلى مستويات قياسية عالية، وهو الأعلى منذ بدء مراقبة المنظمة للوضع الغذائي في سوريا، وفق التقرير.

وواجهت سوريا خلال العام الحالي أسوأ موجة جفاف منذ 70 عامًا، ما أسفر عن خلل في موسم الحصاد المتوقع، وانخفاض بإنتاج القمح.

كما أسهم “غزو” أوكرانيا بانخفاض إمدادات القمح، ودفع سوريا لتقنين احتياطياتها، إذ تعتبر روسيا وأوكرانيا من بين أهم مصدّري الحبوب في الشرق الأوسط، وفق التقرير.

وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود وساعات انقطاع الكهرباء الطويلة وغلاء أجور الشحن، تتجاوز تكلفة ري المحاصيل الزراعية ونقلها إلى السوق أرباح التجار.

وأفادت المنظمة أنها تعمل على الحد من الجوع والمخاطر الصحية بين المجتمعات الأكثر ضعفًا في سوريا منذ 2008، من خلال التدخلات الطارئة والدعم المستدام، إذ قدمت الدعم لنحو مليون و300 ألف شخص خلال عام 2021 في جميع أنحاء سوريا، لتعزيز الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.

ودعت المنظمة إلى حلول مستدامة في سوريا، تتمثل باستعادة البنية التحتية، وزيادة وصول المدنيين إلى الخدمات الأساسية، مثل شبكات المياه وخطوط الأنابيب وشبكات الري ومحطات الضخ، إلى جانب ترميم وصيانة مرافق التعليم والصحة العامة، وفق التقرير.

الوضع المعيشي.. مزيج كارثي

قال الرئيس والمدير التنفيذي لـ”لجنة الإنقاذ الدولية”، ديفيد ميليباند، إن السوريين في مزيج كارثي من العنف والجوع والفقر والعزلة، مشددًا على ضرورة التذكير بالوضع المعيشي في سوريا في ظل هيمنة أوكرانيا على عناوين الأخبار العالمية، وفق تقرير اللجنة الصادر أمس، الثلاثاء.

وبعد 11 عامًا من الصراع، استمرت الاحتياجات الإنسانية للسوريين في بلوغ مستويات قياسية في ظل الآثار الاقتصادية لفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والجفاف المدمر، واستمرار الصراع، وحالات النزوح المتكررة، كما يهدد “غزو” أوكرانيا بتداعيات مدمرة على أسعار الغذاء للأسر التي تعاني بالفعل من ضائقة مالية، وفق التقرير.

وارتفع سعر السلة الغذائية التي تحتاج إليها العائلة في سوريا بنسبة 97% منذ كانون الأول من 2020 إلى كانون الأول من 2021، ما يعني أنه بحلول نهاية العام، تنفق الأسرة 41% من دخلها على الغذاء لضمان بقاء الأسر، كما يعاني حوالي 12 مليون شخص، أي 55% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير منظمة “أنقذوا الطفولة” الصادر الثلاثاء 15 من آذار، بمناسبة الذكرى الـ11 للثورة السورية.

كما احتلت سوريا المرتبة التاسعة في قائمة “الإنقاذ الدولية” لمراقبة حالة الطوارئ خلال العام الحالي، وهي قائمة سنوية عالمية للأزمات الإنسانية، ومن المتوقع أن يتدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر خلال العام المقبل، وفق القائمة.

وارتفع عدد السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية خلال العام الحالي بنسبة 9% مقارنة بعام 2021، إذ بلغ عددهم نحو 14 مليونًا و600 شخص، وفق تقرير الأمم المتحدة الصادر في 23 من شباط الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة