مرشح لمجلس الشعب وشقيق لواء معاقَب أمريكيًا.. النظام يعتقل أحد أبرز قادته في حماة

camera iconالقياديان في الميليشيات الموالية للنظام مصيب سلامة وعلاء الصالح بعد اعتقالهما من قبل الأمن الجنائي (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

اعتقلت قوات النظام السوري إحدى أذرعها في الريف الشرقي لمحافظة حماة والمرشح السابق لعضوية مجلس الشعب السوري مصيب سلامة، بتهم متعددة منها الخطف والقتل وتجارة السلاح.

وبحسب منشور تداولته شبكات محلية موالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 17 من آذار، ألقى فرع “الأمن الجنائي” في حماة القبض على شخصين من “أخطر المطلوبين بجرائم القتل والخطف والسلب” في مدينة سلمية شرقي حماة، هما مصيب سلامة وعلاء الصالح.

“الأمن الجنائي” صادر مسدسًا حربيًا في أثناء المداهمة التي نفذها بحق سلامة والصالح، بحسب الشبكات المحلية، التي أشارت إلى وجود أكثر من 40 “إذاعة بحث” بحق كل واحد منهما بجرائم متعددة.

من الجرائم المنسوبة إليهما تشكيل عصابة امتهنت القتل والخطف والسلب وطلب فدية، وممانعة دوريات والهجوم عليها وحجز سيارة الدورية، وسلب سيارات، وعمليات مشاجرة وإطلاق نار، والبيع والاتجار بالأسلحة، ومصادرة سيارات على الطريق العام وأخذ مبالغ من أصحابها، وخطف وسلب بقوة السلاح، وهجوم على دورية أمنية واحتجاز عناصرها.

وبعد التحقيق معهما اعترفا بأنهما المقصودان بالطلبات والأحكام المذكورة، إذ حكم عليهما بالسجن 20 سنة مع الأشغال الشاقة.

من هو مصيب سلامة

ينحدر مصيب سلامة من حي ضهر المغر الواقع جنوبي مدينة سلمية، وهو شقيق معاون مدير إدارة “المخابرات الجوية” في دمشق اللواء أديب سلامة، الذي ورد اسمه في العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام.

شكّل مصيب سلامة مع بداية الثورة السورية ميليشيات موالية للنظام السوري شرقي حماة، وشارك في الأعمال العسكرية بمناطق متفرقة من محافظتي حمص وحماة لغرض النهب والسرقة للمناطق التي تدخلها قوات النظام، بحسب معلومات تحققت منها عنب بلدي.

ويُشتهر مصيب في مدينة سلمية بأنه المسؤول عن عمليات القصف التي كانت تطال المناطق الموالية للنظام والتي اتهمت بها فصائل المعارضة، وأخرى اتُّهم بها تنظيم “الدولة الإسلامية” في أثناء سيطرته على الريف الشرقي للمدينة.

وبحسب تسجيل مصوّر لأحد القياديين في الميليشيات الموالية للنظام شرقي حماة محمود عفيفة، فإن مصيب سلامة ضالع بعمليات تجارة الأسلحة مع فصائل متطرفة كانت تتخذ من ريف حماة الشرقي نقاط تمركز لها.

ولمصيب سلامة باع طويل بعمليات الخطف، بحسب حديث لناشطين رصدته عنب بلدي في إحدى المجموعات المغلقة عبر موقع “فيس بوك”، إذ يُعتبر أول المتهمين في أي عملية خطف تحدث في مدينة سلمية وريفها، أو عمليات السلب والسرقة.

تصفيات في البيت الداخلي للميليشيات

من أبرز القتلى في الصفوف القيادية للميليشيات الموالية للنظام السوري القيادي في “اللجان الشعبية” (غير النظامية) وائل جاكيش، الذي قُتل عام 2017 في عمق المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، والذي صُوّر على أنه شهيد قُتل في معارك ضد فصائل المعارضة، إلا أنه لُقب بـ”شهيد الأغنام”.

ويعود هذا اللقب الذي يحملة جاكيش إلى الروايات التي يتناقلها أبناء سلمية عن أنه  قُتل بأمر من مصيب سلامة بعد خلاف دار بين الاثنين حول سرقة 300 رأس من الغنم تعود ملكيتها لأحد سكان ريف المدينة.

القيادي في ميليشيات “اللجان الشعبية” وائل جاكيش

وتكررت الروايات عن مقتل قياديين آخرين بالميليشيات غير النظامية الرديفة لقوات النظام السوري، منهم خالد وردة وقياديون آخرون أحدهم من آل رزوق ينحدر من أحياء مدينة سلمية الشرقية.

المرشح لمجلس الشعب.. راعي الجثث في آبار المدينة

مع بداية الأعمال العسكرية للنظام السوري ضد المدن السورية وتحوّل مسار الثورة إلى المُسلح، لعب موقع مدينة سلمية الجغرافي دورًا مهمًا في الثروة التي بناها مصيب سلامة خلال السنوات العشر الماضية.

وتتوسط مدينة سلمية الخارطة السورية، إذ يجب المرور بها أو بريفها أو ضواحيها في حال التنقل بين محافظات الجنوب والشمال، وهو ما استثمره آل سلامة على رأسهم مصيب لبناء حواجز السلب والنهب على طرقها الرئيسة، أشهرها “حاجز المليون” الذي لُقب بهذا الاسم بسبب جنيه مليون ليرة سورية يوميًا عبر أخذ الإتاوات من المارة.

ويشرف مصيب سلامة على عمل كبرى الميليشيات غير النظامية في مدينة سلمية وريفها بوصاية من شقيقه اللواء أديب، إذ تتبع أغلبية الحواجز بالمنطقة له وتعود “أرباحها المادية له”، بحسب ناشطين ينحدرون من المدينة قابلتهم عنب بلدي.

ناشط معارض ينحدر من مدينة سلمية ومقيم في ألمانيا، قال لعنب بلدي، إن أحد أكثر الأمور إثارة للجدل في عمليات آل سلامة في المدينة هو أنهم جعلوا من مياه الآبار في محيط المدينة غير صالحة للشرب عبر إلقائهم مئات الجثث فيها ممن اختطفوهم لغرض طلب الفدية.

وأضاف الناشط، الذي تحفظ على ذكر اسمه خوفًا من عمليات انتقامية من أسرته المقيمة في سلمية، أنه سبق أن اكتُشفت مقبرة جماعية في فناء منزل تعود ملكيته لفراس سلامة (ابن مصيب) اعتقل على إثرها، إلا أنه خرج من السجن بعد دفعه مبلغ 300 مليون ليرة سورية.

وكانت الصدمة الكبرى بالنسبة لأبناء المحافظة، بحسب الناشط، عندما عُلّقت لافتات في أرجاء المدينة تحمل اسم مصيب سلامة على أنه مرشح لعضوية مجلس الشعب السوري، إلا أنه لم يتخطَّ مرحلة الترشيح.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة