منظمة توثّق بدء عمليات نقل مقاتلين سوريين من ليبيا إلى روسيا

عناصر من مجموعات "صائدو داعش" في البادية السورية وتحولت لاحقًا إلى شركة "الصياد" لخدمات الحراسة والحماية (Almasdarnews)

camera iconعناصر من مجموعات "صائدو داعش" في البادية السورية وتحولت لاحقًا إلى شركة "الصياد" لخدمات الحراسة والحماية (Almasdarnews)

tag icon ع ع ع

قالت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، إنها حصلت على معلومات تؤكد قيام شركة أمنية سورية تعمل كطرف وسيط لمصلحة شركة “فاغنر” الروسية، بنقل مقاتلين سوريين موجودين في ليبيا إلى سوريا، من أجل نقلهم إلى روسيا.

وجاء في تقرير للمنظمة، الاثنين 21 من آذار، أن هؤلاء السوريين موجودون في مدينة بنغازي الليبية، وسيُنقلون إلى روسيا للمشاركة في المعارك الدائرة في أوكرانيا كـ”مرتزقة” إلى جانب القوات الروسية.

كما رصدت المنظمة أوامر روسية من أجل تجهيز “دفعة جديدة” من المقاتلين الموجودين في ليبيا حاليًا تمهيدًا لنقلهم إلى روسيا ومن ثم إلى أوكرانيا.

واستندت المنظمة في تقريرها إلى شهادات “ذات مصداقية”، وإلى تتبع حركة الطيران الخارجة من الأراضي الليبية.

النقل عبر طائرات مدنية

نقلت المنظمة الحقوقية عن مقاتل في بنغازي (تحفظ عن نشر هويته لأسباب أمنية) كان يعمل على حراسة منشأة نفطية قرب المدينة، مع وجود عناصر من شركة “فاغنر” في نفس المنطقة، أن الضابط الروسي المسؤول عنهم أخبرهم بأن سيُنقلون إلى مكان آخر دون تحديده.

وبحسب رواية المقاتل، فإنه تواصل مع صديقه المغادر قبل ساعتين، ليؤكد له وجوده في مطار “بنغازي” مع 150 عنصرًا آخرين، بهدف نقلهم إلى روسيا كما بُلغوا، قبل أن ينقطع الاتصال معه.

وأوضح المصدر أنه وصديقه كانا قد وقّعا عقدًا لمدة ستة أشهر لحراسة المنشآت مع شركة “صائدو الدواعش” السورية، وأنهما نُقلا إلى ليبيا وعملا تحت إمرة ضباط روس، وعندما انتهى العقد الأول عادا إلى سوريا وبقيا 45 يومًا، ليحصلا على عقد جديد، ذهبا وفقه إلى ليبيا، حيث مضى على وجودهما ثلاثة أشهر قبل أن يُنقل صديقه إلى روسيا.

وحددت المنظمة رحلة انطلقت من مدينة بنغازي، في 13 من آذار الحالي، باتجاه العاصمة السورية دمشق، بعد ساعات من إشارة المصدر الأول إلى اقتراب موعد رحلة صديقه.

إحدى الرحلات التي تعتقد “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بأنّها أقلّت مقاتلين سوريين من ليبيا وذلك على متن الخطوط الجوية السورية، لطائرة مخصصة لنقل العتاد والأفراد (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة)

كما رصدت المنظمة رحلة أخرى أقلعت من مطار “بنغازي” في 14 من آذار الحالي، بواسطة شركة طيران “أجنحة الشام” السورية، وتعتقد المنظمة بإمكانية استخدام هذه الرحلة أيضًا لإيصال المقاتلين إلى سوريا ومنها إلى روسيا.

رحلة خاصة بشركة “أجنحة الشام” تحمل رقم “6Q352” متوجهة من بنغازي إلى دمشق وتستطيع حمل 220 راكبًا (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة)

ونقلت المنظمة الحقوقية عن أحد السماسرة في سوريا، الذي عمل على تجنيد مقاتلين في ليبيا لمصلحة روسيا، قوله، “بشكل دائم يتواصل معي الشبان الذين ساعدتهم على العمل في ليبيا، أخبرني معظمهم أنهم متخوفون من نقلهم للقتال في أوكرانيا، ليس فقط بسبب المعارك، إنما بسبب إمكانية عدم حصولهم على تعويض مالي من قبل الروس”.

والسبب أن المقاتلين خلال وجودهم في ليبيا يحصلون على رواتبهم من حكومة حفتر، ولم يوضح الضباط الروس هناك أو أي مسؤول عنهم الوضع المالي في حال نُقلوا إلى أوكرانيا، بحسب المصدر.

وذكر عنصر حراسة موجود في بنغازي، أن عناصر الحراسة السوريين الموجودين في ليبيا، يقدّر عددهم بنحو ألفي عنصر متوزعين على معسكرات وقواعد عسكرية ومنشآت نفطية، ويشرف عليهم بشكل مباشر ضباط روس من شركة “فاغنر” يتولون الإشراف العسكري والتدريبات ومراقبة المهام.

أما الأمور الإدارية واللوجستية فيشرف عليها ضباط روس يتبعون للحكومة الروسية وليس لشركات أمنية، كما جاء في التقرير.

ألف دولار شهري لكل “مرتزق”

نقل باحثون ميدانيون لدى “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” رصدهم لتزايد وتيرة عمليات تسجيل مقاتلين سوريين للقتال في أوكرانيا، في محافظات حمص ودرعا والسويداء.

ويسجل الأشخاص سماسرة مرتبطين بأجهزة الأمن، أو بشكل مباشر في مبنى جهاز الأمن كما في حمص، وذكرت المصادر أن معظم الأشخاص الذين أقدموا على التسجيل هم من المتطوعين ضمن مجموعات مرتبطة بالأجهزة الأمنية، أو من عناصر انخرطوا في عمليات “التسوية”، أو من المتطوعين السابقين في “ميليشيات محلية”.

ونقل باحث ميداني عن أحد الشبان مقابلته مع أحد السماسرة في السويداء، للتسجيل على القتال في أوكرانيا، قوله إن السمسار طلب 200 دولار أمريكي كأجرة للتسجيل، وفي حال جلب شبان آخرين، سوف يُسجل مقابل 100 دولار، ويُعطى مبلغ 50 ألف ليرة سورية لقاء كل شخص يجلبه.

أما بخصوص الراتب، فيبلغ سبعة آلاف دولار لمدة سبعة أشهر، أي ألف دولار لكل شهر، بحسب التقرير.

وكانت المنظمة نشرت تقريرًا يتحدث عن مشاركة سوريين في الحرب الروسية على أوكرانيا، المستمرة منذ 24 من شباط الماضي.

وبحسب، التقرير المنشور في 4 من آذار الحالي، وردت أنباء تفيد بقيام أجهزة أمنية تابعة لحكومة النظام السوري المدعومة روسيًا، وعدد من فصائل المعارضة المسلحة السورية المدعومة من تركيا، بفتح باب التسجيل للمقاتلين الراغبين بالقتال في أوكرانيا إلى جانب كل من طرفي النزاع هناك.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة