إضراب المعلمين يتوسع في شمال شرقي سوريا

camera iconمن مشاركة معلمي إحدى مدارس بلدة ذبيان شرقي دير الزور بالإضراب- 15 من آذار 2022 (المعلم الأسطوري/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

انتقلت إضرابات المعلمين في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمالي وشرقي سوريا لتشمل مناطق جديدة خارج حدود دير الزور، بينما أعلنت “الإدارة” أنها تدرس مطالب المُضربين من المعلمين.

وبدأ معلمون من مدينة الشدادي في ريف مدينة الحسكة الجنوبي، في 25 من آذار الحالي، إضرابًا عامًا، وأعلنوا عدة مطالب كان على رأسها زيادة الرواتب الشهرية التي يتقاضاها المعلمون.

وقال دحام النجر، وهو معلم في مدرسة “الرشيدية” الابتدائية بالشدادي، خلال اتصال هاتفي مع عنب بلدي، إن المعلمين طالبوا “الإدارة الذاتية” بزيادة رواتبهم لتخفيف الأعباء المعيشية التي يعيشونها بسبب الغلاء.

وأشار دحام إلى أن الإضراب شارك به نحو 200 معلم من مدراس الشدادي وريفها من أصل 1200 معلم يتوزعون على نحو 100 مدرسة، ونقلوا مطالبهم لـ”المجمع التربوي” في الشدادي خلال اجتماع عُقد في أول يوم من الإضراب.

وأضاف دحام أن المعلمين طالبوا بتحسين الواقع التعليمي من خلال تأمين الكتاب المدرسي للطلاب وأدوات التدريس والمستلزمات المدرسية.

ومنتصف آذار الحالي، أعلن معلمون في ريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إضرابًا عامًا عن العمل حتى إشعار آخر، بسبب تردي الواقع التعليمي، وانخفاض رواتبهم الشهرية.

وانضمت مناطق ريف دير الزور الخاضع لسيطرة “قسد” لإضراب المعلمين، وتشابهت المطالب حول زيادة الراتب بما يناسب الوضع المعيشي وربطه بالدولار الأمريكي، وتفعيل “دفتر الصحة” و”نقابة المعلمين” وإنشاء “صيدلية نقابية”.

ولا يزال الإضراب مستمرًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وعود بتلبية المطالب

وقال مسؤول في “مجلس دير الزور المدني” لعنب بلدي، تحفظ على ذكر اسمه بسبب عدم امتلاكه الإذن بالتصريح لوسائل الإعلام، إن “الإدارة الذاتية” وعدت المعلمين بدراسة مطالبهم وتلبيتها على قدر الإمكانيات المتوفرة.

ولم يستبعد المسؤول زيادة في رواتب المعلمين قد يُعلن عنها مستقبلًا، لكنه أشار إلى أنه ليس من الضروري أن تكون مُرضية بما فيه الكفاية لجميع المعلمين الذين يطالبون بتقاضي الرواتب بالدولار الأمريكي.

بينما نقلت وكالة “نورث برس” المحلية عن علي الجراد، مسؤول “لجنة اتحاد المعلمين” التابعة لـ”مجمع الشدادي التربوي”، إن “الإدارة العامة للمدارس” تعهدت برفع مطالب المدرّسين إلى “هيئة التربية والتعليم” في “إقليم الجزيرة” ومن ثم إلى “المجلس التنفيذي” التابع لـ”الإدارة الذاتية”.

وأشار المسؤول إلى أن ذلك جرى خلال اجتماع عُقد في “مجمع الشدادي التربوي” مع “إدارة المدارس العامة” في الحسكة، ونتج عن الاجتماع موافقة المعلمين على العودة للمدارس اعتبارًا من يوم الأحد 27 من آذار الحالي، بشرط تحقيق مطالبهم.

اعتقالات على طريقة النظام في الرقة

بعد اتساع رقعة الإضراب التي وصلت إلى محافظة الرقة شمال شرقي سوريا، ردت “قسد” على هذه الإضرابات بحملات أمنية اعتقلت خلالها معلمين ممن امتنعوا عن مزاولة عملهم، بحسب ما نقلته شبكات محلية.

وقالت شبكة “عين الفرات” المحلية، إن “قسد” داهمت خلال الأيام الماضية عدة قرى في ريف الرقة الغربي، واعتقلت عددًا من المعلمين على خلفية إضرابهم عن العمل احتجاجًا على تدني الرواتب، بينما فصلت “لجنة التربية” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” عددًا كبيرًا من المعلمين دون أي تبرير.

في حين جاءت المداهمات لمنازل المعلمين والعقاب بالفصل لبعض منهم بتهمة التحريض على “الإدارة الذاتية”، إذ أُحيل المعتقلون من المعلمين إلى سجن “عايد” الواقع جنوبي مدينة الطبقة غربي الرقة، بحسب الشبكة.

ويتقاضى المعلمون في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بشمال شرقي سوريا 260 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل نحو 65 دولارًا أمريكيًا)، بحسب ما قاله معلمون لعنب بلدي.

ويبلغ عدد الطلاب في المنطقة 865 ألف طالب موزعين على 4565 مدرسة يدرّسهم نحو 40 ألف معلم ويتلقون مناهج “يونيسف” ومنهاج “الإدارة الذاتية” ومنهاج وزارة التربية التابعة للنظام السوري في بعض المناطق مثل منبج ودير الزور.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي الرقة حسام العمر




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة