ما الحُبسة الكلامية التي أبعدت بروس ويليس عن التمثيل

camera iconالممثل الأمريكي بروس ويليس في مشهد من فيلم صانع الحلقة 2012 (SONY PICTURES)

tag icon ع ع ع

أعلنت عائلة الممثل الأمريكي بروس ويليس، الأربعاء 30 من آذار، أن الممثل البالغ من العمر 67 عامًا، اعتزل التمثيل إثر تشخيص إصابته “بالحُبسة الكلامية”، وهي حالة تسبب فقدان القدرة على فهم الكلام أو التعبير عنه.

لم تقدم عائلة ويليس، أي تفاصيل حول سبب محتمل للإصابة بالحُبسة، بينما رفض أيضًا وكلاء الممثل التعليق.

والحُبسة حالة غير معروفة لها العديد من الأسباب، غالبًا ما تحدث بعد الإصابة بسكتة دماغية أو إصابة في الرأس، ويمكن أيضًا أن تتطور تدريجيًا بسبب ورم دماغي بطيء النمو أو مرض يسبب تلفًا تنكسيًا.

قالت زوجة ويليس، إيما ويليس، في بيانٍ عبر حسابها في “إنستغرام”، إ”لى محبي بروس الرائعين، كعائلة أردنا أن نشارك أن حبيبنا بروس يعاني من بعض المشكلات الصحية وقد تم تشخيصه مؤخرًا بالحُبسة الكلامية، مما يؤثر على قدراته المعرفية، نتيجة لهذا يبتعد بروس عن المهنة التي كانت تعني له الكثير.

وأوضحت أن “هذا وقت مليء بالتحديات لعائلتنا”، وأعربت عن تقديرها “بشدة”  لاستمرار حب وتعاطف ودعم الجمهور، وختمت بمقولة يرددها ويليس دائمًا “عِش حياتك”، وعقبت قائلة “ونحن نخطط معًا للقيام بذلك”.

قالت عالمة الإدراك بجامعة “جونز هوبكنز”، بريندا راب، والتي تعمل مع الأشخاص المصابين بهذه الحالة، إن الحبسة الكلامية يمكن أن تشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للممثل، اعتمادًا على مدى شدتها.

وأضافت أنه يمكنك أن تتخيل مدى الإحباط الذي تشعر به إذا لم تتمكن من العثور على الكلمات، وإذا لم تتمكن من تنظيم الكلمات في جمل، وجعل فمك يصدر الأصوات التي تريده أن ينتجها، “أنت لا تزال على طبيعتك، ولكن قد لا تبدو مثل نفسك”.

حصدت حياة ويليس المهنية التي دامت أربعة عقود أكثر من 5 مليارات دولار في شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم، وكان ويليس يعمل بثبات وبشكل متكرر، واشتهر بأفلام مثل: “Die Hard” و”Pulp Fiction” و”The Sixth Sense”، بحسب ما ذكرته ” أسوشيتد برس”.

في الآونة الأخيرة، لعب ويليس دور البطولة في فيلم “Gasoline Alley” و”يوم للموت” اللذان صدرا في أوائل شهر آذار، وصور ويليس ما لا يقل عن ستة أفلام أخرى على الأقل لعامي 2022 و2023، بما في ذلك “Die Like Lovers” و”Corrective Measures” و”المكان الخطأ”.

“الحُبسة الكلامية”

الحُبسة هي ضعف في اللغة، تؤثر على إنتاج أو فهم الكلام والقدرة على القراءة أو الكتابة، تنجم الحُبسة عن إصابة الدماغ (الأكثر شيوعًا) بسبب السكتة الدماغية، خاصة عند كبار السن، لكن إصابات الدماغ التي تؤدي إلى فقدان القدرة على الكلام قد تنشأ أيضًا من صدمة في الرأس، أو من أورام المخ، أو من الالتهابات.

يمكن أن يكون فقدان القدرة على الكلام شديدًا لدرجة يجعل التواصل مع المريض شبه مستحيل، أو يمكن أن يكون خفيفًا جدًا، وفقًا لـ”منظمة الحبسة العالمية“.

قد تؤثر الحُبسة بشكل أساسي على جانب واحد من استخدام اللغة، مثل القدرة على استرجاع أسماء الأشياء، أو القدرة على تجميع الكلمات في جمل، أو القدرة على القراءة.

وبشكل أكثر شيوعًا، يتم إعاقة جوانب متعددة من الاتصال، بينما تظل بعض القنوات متاحة لتبادل محدود للمعلومات.

وللحُبسة الكلامية عدة أنواع يختلف تأثيرها على القدرات الكلامية والإدراكية باختلاف أنواعها، ومنها: الحبسة العالمية، والحبسة بروكس، وفيرنيك، والحبسة الأولية التقدمية، والحبسة القشرية المختلطة.

تُظهر الخطوط الحمراء بـ(نعم) والرمادية بـ (لا) تأثر القدرات الكلامية والإدراكية بحسب نوع الحُبسة

علاج الحُبسة

إذا كان الضرر اللاحق بالدماغ بسيطًا، فقد يستعيد الشخص مهاراته اللغوية دون علاج، لكن معظم الأشخاص يخضعون لعلاج صعوبات اللغة والتخاطب لإعادة تأهيل مهاراتهم اللغوية ودعم خبراتهم في التواصل.

يدرس الباحثون حاليًا استخدام الأدوية، سواء بشكل منفصل أو مع علاج التخاطب لمساعدة الأشخاص المصابين بالحُبسة، وفقًا لموقع “مايو كلينيك“.

عادة ما تمضي استعادة المهارات اللغوية بوتيرة بطيئة نسبيًا، ورغم أن معظم الأشخاص يحرزون تقدمًا كبيرًا، فإن القليل منهم يستعيد مستويات الاتصال الكاملة التي كانت قبل الإصابة.

يهدف علاج النطق واللغة في حالة الحُبسة الكلامية إلى تحسين قدرة الشخص على التواصل من خلال استعادة أكبر قدر ممكن من الإمكانات اللغوية وتعليم كيفية تعويض المهارات اللغوية المفقودة وإيجاد طرق أخرى للتواصل.

تتم حاليًا دراسة تحفيز الدماغ لعلاج الحُبسة، وقد يساعد في تحسين القدرة على تسمية الأشياء، لكن لم يتم إجراء أي بحث طويل الأجل حتى الآن.

إحدى الوسائل العلاجية الأُخرى، هي التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، والثانية هي التحفيز المباشر للتيار عبر الجمجمة، وتهدف هذه الوسائل إلى تحفيز خلايا الدماغ التالفة، وكلتاهما غير جراحيتين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة