عضو في خلية “قاطعي الرؤوس” أمام القضاء الأمريكي.. ما التفاصيل؟

camera iconالشافعي الشيخ خلال وجوده في سوريا- 9 من شباط 2018 (رويترز)

tag icon ع ع ع

أدلى رهائن سابقون، وعائلات ضحايا قُتلوا على يد خلية “قاطعي الرؤوس” المنتمية إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بشهاداتهم خلال محاكمة أحد أعضاء الخلية، بينهم والدة عاملة الإغاثة الأمريكية المقتولة على يد الخلية كايلا مولر، التي أدلت بشهادتها حول المناشدات اليائسة للإفراج عن ابنتها والمفاوضات التي عُقدت مع الخلية المسؤولة عن خطفها وقتلها، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” اليوم، الأربعاء 6 من نيسان.

يأتي ذلك خلال الجلسة الخامسة من محاكمة الشافعي الشيخ (33 عامًا)، أحد أعضاء خلية “قاطعي الرؤوس” الضالعين بعمليات اغتيال وتصفية صحفيين وعمال إغاثة أجانب كانوا مختطفين في سوريا، بعد أيام من بدء الجلسة الأولى من المحاكمة، في 29 من آذار الماضي.

قبض تنظيم “الدولة الإسلامية” على كايلا مولر، في آب 2013، خلال مرافقتها الشاب السوري رضوان سفرجلاني، فق الوكالة.

وأجرت والدتها العديد من المراسلات الإلكترونية مع خاطفي ابنتها، الذين طالبوا بفدية قدرها خمسة ملايين يورو أو إطلاق سراح عافية صديقي، وهي باكستانية مسجونة في الولايات المتحدة بتهمة محاولة قتل جنود أمريكيين، ثم أضافوا إلى مطالبهم، في أيلول 2014، وقف الأنشطة العسكرية الأمريكية ضد التنظيم، مقابل الإفراج عن كايلا مولر.

وقال الخاطفون في بريد إلكتروني في أيار 2014، “لا نريد أن نؤذيها، إنها مثل الضيفة معنا في الوقت الحالي”، بينما حذروا من أنه في حال عدم تلبية مطالبهم، سيحكمون على ابنتها بالسجن مدى الحياة، كما حُكم على عافية صديقي.

من جهتها، أبلغت الحكومة الأمريكية أسرة مولر بأن الخاطفين لن يؤذوا ابنتهم، كما قرروا توجيه نداء شخصي إلى زعيم التنظيم حينها “أبو بكر البغدادي” للمطالبة بالإفراج عنها.

وظهرت ادّعاءات بأن مولر جرى تسليمها لـ”البغدادي”، وتعرّضت للاغتصاب من قبله، بينما لم تُذكر هذه المعلومات خلال جلسة المحكمة، وفق الوكالة.

ولم تتلقَّ الأسرة أي رد على العديد من رسائل البريد الإلكتروني اللاحقة، كما زعم تنظيم “الدولة الإسلامية”، في شباط 2015، أن مولر قُتلت في غارة جوية شنّتها طائرات حربية أردنية.

الشهادات تدين.. المتهم يعترض

وقدّم أحد رهائن الخلية، عامل الإغاثة البريطاني الذي احتُجز لمدة 14 شهرًا، فيديريكو موتكا، شهادته أمام المحكمة، متحدثًا عن تفاصيل المعاملة “الوحشية” التي تعرض لها خلال فترة احتجازه.

وقال موتكا، إنه اختُطف مع زميله ديفيد هينز، في أثناء قيامهما بإجراء تقييم للمساعدات في شمالي سوريا، في آذار 2013، بعد أن حاصرهم ثمانية رجال ملثمين، مضيفًا أنه وصديقه توصلا إلى أن ثلاثة من بين الخاطفين بريطانيون.

وتابع موتكا، “بدأنا نطلق عليهم لقب البريطانيين”، ثم أشار المختطفون إلى البريطانيين الثلاثة بلقب “البيتلز”، خوفًا من الوقوع في مشكلة، كما  أطلقوا عليهم الألقاب الفردية التي عُرفوا من خلالها وهي: “رينغو”، و”جون”، و”جورج”، وهو الشافعي الشيخ، الذي يمثل أمام المحكمة.

وتعرّض موتكا وصديقه إلى جانب رهائن آخرين للضرب والإهانة والتهديد المستمر بالقتل من قبل أعضاء الخلية، وفق شهادته.

كما استمعت المحكمة إلى مايكل فولي، الأخ الأصغر للصحفي جيمس الذي قُتل على يد الخلية، حيث تحدّث مايكل عن المرة الأخيرة التي رأى فيها شقيقه في تشرين الأول 2012، قبل بدء رحلته إلى سوريا.

واختُطف جيمس فولي في شمال شرقي سوريا مع زميله الصحفي جون كانتلي، وطالب الخاطفون الأسرة بالضغط على حكومة الولايات المتحدة للإفراج عن “السجناء المسلمين”، أو دفع فدية قدرها عشرة ملايين يورو مقابل الإفراج عن جيمس، وفق شهادة أخيه.

تزامن ذلك مع استمرار المتهم الشيخ ومحاميه بنفي التهم الموجهة إليه، مدّعين أن اعتقاله هو قضية “خطأ في الهوية”.

كما ادعى المحامون أن الاعتراف السابق للشيخ خلال مقابلات أُجريت معه خلال فترة وجوده في سوريا، كانت تحت تهديد السلاح من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وفق قولهم.

من هو الشيخ؟

الشاب البريطاني من أصول سودانية الشافعي الشيخ (33 عامًا)، عرفته وسائل الإعلام باسم “الجهادي جورج”، بينما كُشف خلال جلسات المحاكمة، أن الأسماء التي أطلقتها وسائل الإعلام على أعضاء الخلية تختلف عن الأسماء التي أطلقها الرهائن، إذ عرّف الرهائن السابقون عن الشيخ باسم “رينغو”.

وينتمي الشاب لمجموعة “رباعية” معروفة باسم “البيتلز”، من بينهم الشاب محمد أموازي، المعروف باسم “الجهادي جون”، الذي قُتل جراء غارة بطائرة من دون طيار عام 2015، بينما أجرى بقية أعضاء المجموعة مفاوضات للحصول على فدية مقابل أسرى أجانب.

كما أدين أحدهم، وهو آيدن ديفيس، في محكمة تركية، بينما سلّمت “الإدارة الذاتية” الشيخ وصديقه أليكساندا كوتي في 2018 إلى السلطات الأمريكية.

وانضم حوالي 800 بريطاني على الأقل إلى الأعمال القتالية في كل من سوريا والعراق، ضمن صفوف تنظيم “الدولة”، قُتل منهم 130.

ومن أشهر المقاتلين البريطانيين المعتقلين في سوريا خلية “البيتلز”، نسبة إلى الفريق الغنائي البريطاني الشهير.

وعُرفت الخلية بـ”خلية الإعدام” جراء إعدام أكثر من رهينة غربية في العام 2015، كما أنها عذبت عددًا أكبر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة