إدلب.. عشر سنوات على مجزرة النظام في تفتناز

camera iconمقبرة جماعية لضحايا "مجزرة" مدينة تفتناز بريف إدلب الشرقي - نيسان 2012 (syriasy) 

tag icon ع ع ع

“بدنا إعدامك بشار”، هذا كان مطلب المتظاهرين أمام جنود النظام السوري ودباباته، على طريق تفتناز- سراقب، أواخر عام 2011.

بعد ثلاثة أشهر من هذه المظاهرة، التي انتشرت تسجيلاتها على نطاق واسع بسبب تحدي المتظاهرين للدبابات، نشرت قوات النظام السوري رائحة الدم في شوارع البلدة.

وتمر اليوم الذكرى العاشرة على شن قوات النظام السوري هجومًا جويًا وبريًا على البلدة راح ضحيته العشرات، لتكون المجزرة الأولى التي تشهدها تفتناز، بريف إدلب الشرقي، بعد اندلاع الثورة في 2011. 

بدأت المجزرة في صباح 3 من نيسان 2012 بقصف الدبابات من معمل “الويس للألبان” القريب من مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، والذي كان نقطة لتموضع قوات النظام، بالتزامن مع قصف للطيران لتفتناز، تلاها الاقتحام.

اقتحمت “الفرقة الأولى المدرعة- اللواء المدرّع 76” البلدة وبدأت المجزرة التي وثقتها عدة منظمات حقوقية، بالتنكيل بالأهالي، وإعدامات ميدانية وحرق للبيوت والمنازل وأصحابها فيها دون التمييز بين رجل أو امرأة أو طفل، ودهس لأشخاص بالدبابات.

منظمة “هيومن رايتس ووتش“، وثقت قتل قوات النظام للمدنيين في تفتناز من خلال فتح النار من أسلحة رشاشة ودبابات ومروحيات، من مسافات بلغت مئات الأمتار عن الأهداف، وقتل وإصابة مدنيين كانوا يحاولون الفرار من الهجمات، ولم يميز النظام بين المدنيين والمقاتلين. 

وقالت المنظمة، إن قوات النظام هاجمت تفتناز وتسببت بمقتل ما لا يقل عن 49 مدنيًا، وإحراق 490 منزلًا بشكل جزئي أو كلّي، وتدمير 150 منزلًا بشكل جزئي أو كلّي بالقصف المدفعي. 

وأضافت المنظمة حينها أن قوات النظام أعدمت 19 رجلًا وطفلًا من عائلة غزال وحدها في تفتناز.

وأكدت أنها استعملت الأرقام المنخفضة بما يتعلق بعدد الأشخاص الذين قُتلوا أو أعدموا، بسبب الاختلاف بين السكان المحليين والنشطاء والمقاتلين، والتعارض بين المصادر، في حين دفن الأهالي أكثر من 67 شخصًا، 65 منهم من عائلة آل غزال فقط.

مقبرة جماعية لضحايا “مجزرة” مدينة تفتناز بريف إدلب الشرقي – نيسان 2012 (syriasy)

وعود “سلام” خارجية.. ومجازر بالداخل

في منتصف آذار 2012، اقترح مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية حينها، كوفي عنان، خطة “سلام” تتكون من ست نقاط لوقف إطلاق النار والشروع في حوار سياسي في سوريا.

وفي الأسابيع التالية تفاوض كوفي عنان مع النظام السوري بشأن خطة “السلام”، وأعلن عنان أن رئيس النظام، بشار الأسد، قدّم ضمانات في 4 من نيسان 2012، وأنه سوف يشرع “فورًا” في سحب قواته وإنهاء عملية الانسحاب من المدن والمناطق السكنية بحلول 10 من نيسان، في العام نفسه. 

النظام السوري الذي كان يتفاوض حول “خطة السلام” ويُعلن دعمه لجهود كوفي عنان، كان يواصل هجومه على مدن ومناطق في محافظة إدلب، وفق “هيومن رايتس ووتش“. 

وفي فترة المفاوضات وإطلاق الوعود بين 22 من آذار و6 من نيسان 2012، هاجمت قوات النظام مدن سرمين، وسراقب، وتفتناز، وحزانو، وكللي، وقرابة ست قرى صغيرة.  

وكانت الهجمات تتبع نفس النمط في جميع القرى، وتبدأ بقصف الدبابات في الصباح الباكر، وأحيانًا يكون متزامنًا مع قصف تنفذه المروحيات، وبعد ذلك بساعات قليلة، تتقدم الدبابات وقوات المشاة إلى البلدات، وتبقى هناك لمدة تتراوح بين يوم واحد وثلاثة أيام، ثم تنسحب.  




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة