"شريك المي خسران"..

هاربون من العتالة إلى بيع المشروبات الرمضانية بإدلب

بيع المشروبات الرمضانية في شوارع مدينة إدلب شمال غربي سوريا- 6 نيسان 2022 (عنب بلدي)

camera iconبيع المشروبات الرمضانية في شوارع مدينة إدلب شمال غربي سوريا- 6 من نيسان 2022 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

ينتظر وسيم السيد (34 عامًا) شهر رمضان لترك عمله اليومي في العتالة، والعمل على “بسطة” المشروبات الرمضانية التي يضعها في أحد شوارع مدينة إدلب شمال غربي سوريا.

وسيم، وهو من نازحي ريف دمشق المقيمين في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن العديد من العمّال والموظفين ينتظرون شهر رمضان للعمل على “بسطات” العصير والمشروبات التي “تدر أرباحًا لا بأس بها”، لكن الطلب هذا العام انخفض بشكل كبير بسبب الظروف المعيشية القاسية التي يعانيها السوريون اليوم.

هناك العديد من المشروبات التي تعتبر جزءًا من ثقافة السوريين في رمضان، وطقوسًا مهمة لا يستغني عنها الناس، ولذلك اعتاد بعض العمّال في الأعوام الماضية فتح “بسطة” مشروب العرقسوس والتمر الهندي وقمر الدين، من أجل تأمين ربح مادي، بالإضافة إلى مشروبات أخرى يميل الناس إلى شربها في رمضان، مثل “فيمتو”، فالمثل الشعبي يقول إن “شريك المي ما بيخسر”، بحسب ما قاله وسيم السيد.

إلا أن المثل الذي اقتبسه الشاب الثلاثيني تغيّر بتغيّر الحالة المعيشية بمدينة إدلب، والصعوبة التي تواجه الأهالي في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

أقل جهدًا

أغلب أصحاب “البسطات” الذين يبيعون المشروبات الرمضانية على أرصفة مدينة إدلب، هم من عمّال المياومة، بحسب ما قاله الشاب وسيم السيد، لأن بيع المشروبات “أخف تعبًا” من الناحية الجسدية بالمقارنة بالعمل في العتالة أو مجال البناء، وأكثر ربحًا من الناحية المادية.

“نتقاضى في العتالة حوالي 30 ليرة (ليرة تركية) في اليوم، وهذا المبلغ لا يكفي لتأمين وجبة كاملة لعائلات العمّال، وفي حالة الإصابة يبقى العامل في البيت، ولا يمكنه العمل لفترات طويلة”، وفق ما قاله وسيم السيد.

وثمة فرصة لأولئك العمّال كي يستريحوا من عناء العتالة خلال شهر رمضان، إلا أن “العتالة صارت مجدية أكثر من بيع المشروبات هذا العام، فبعض العمال خلال الأسبوع الأول من رمضان أغلق بسطته وعاد إلى العتالة، كونه لم يبع إلا خمسة ليترات من مشروب التمر الهندي”، وهذا الأمر بالنسبة للعامل خسارة قاسية كما وصفها وسيم.

يحتاج عامل المياومة في إدلب إلى 65 يومًا لكسب التكلفة الشهرية من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية، بحسب تقارير مبادرة “REACH” الإنسانية.

وتعتمد 85% من عائلات المناطق في شمال غربي سوريا في دخلها المادي على الأجور اليومية، وتعاني 94% من العائلات من عدم القدرة الشرائية على تأمين الاحتياجات الأساسية.

ومن إجمالي السكان، البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة في المدينة، يقدّر أن حوالي 2.7 مليون نازح يعتبرون أشخاصًا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بحسب تقارير مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR).

خسارة متوقعة

توقّع العامل خالد الجراح (43 عامًا) الخسارة في بيع المشروبات الرمضانية خلال الموسم الحالي، لأن “الناس قللوا كثيرًا مصروفاتهم اليومية كي يحصلوا على المواد الأساسية من إفطارهم، وهذه المشروبات غير أساسية على المائدة، وهي بإمكانها خلق جو من الألفة العائلية ليس إلا”.

عبر “بسطة” مشروباته التي يستقر بها على رصيف أحد شوارع إدلب، يبيع خالد ليتر التمر الهندي بعشر ليرات تركية، ويعتقد أنه “مهما كانت الخسارة، فيمكن تعويضها في الأشهر المقبلة، لكن العمل في العتالة أو نقل الرمل والبلوك خلال رمضان صعب جدًا مع الصيام، ومهما بعنا فهو خير”.

يعتمد بعض العمّال على حملات الإفطار الجماعية التي تنظمها الجمعيات الخيرية خلال رمضان يوميًا، وعلى توزيع السلال الغذائية من قبل المنظمات الغذائية، وهذا، بحسب العامل الأربعيني، يسهم في توفير جزء من المصروف الشهري للعامل.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة