شكايات صحية شائعة في رمضان

شكايات صحية شائعة في رمضان
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

على الرغم من الفوائد الصحية العديدة للصيام، فإن بعض الناس يعانون من مشكلات صحية بسيطة لكنها مزعجة، وسنتحدث عن أشيَع هذه المشكلات وطرق الوقاية منها:

الصداع

صداع رمضان عرض شائع يصيب الكثيرين في شهر الصيام، وغالبًا ما يحدث في فترة ما بعد الظهر أو في المساء قبل الإفطار مباشرة، ويزداد الصداع بازدياد ساعات الصيام، ويكون الأشخاص الذين عادة ما يعانون من الصداع أو الشقيقة في حياتهم اليومية، أكثر عرضة لصداع الصيام، ولكن قد يعاني منه الأشخاص الأصحاء أيضًا في رمضان.

ولا يزال السبب المؤكد لصداع الصيام مجهولًا، إلا أن هناك عددًا من الأسباب التي يُعتقد أن لها دورًا في حدوثه، مثل الإفراط في تناول الشاي والقهوة، وتوقف المدخن عن التدخين لفترة تتجاوز 15 ساعة، وقلة ساعات النوم وعدم انتظامه، والجفاف، والإجهاد، ونقص سكر الدم، وانسحاب الكافيين عند المعتادين شرب القهوة والشاي بكثرة قبل رمضان.

وهناك نوع من صداع رمضان يسمى صداع الشبع، وهو يحدث بعد الإفطار، ويُعتقد أن سببه إرهاق الجهاز الهضمي، لأن ملء المعدة بالطعام يسبب اندفاع الدم إلى القناة الهضمية‏ فيقل الدم الواصل إلى المخ ما يسبب الصداع.

ويمكن الحد من حدوث صداع الصيام باتباع النصائح الآتية:

  • تناول كمية كافية من السوائل (1-1.5 ليتر) بين الإفطار والسحور، بمقدار كأس كبيرة كل ساعة أو ساعتين، وعدم الإفراط في شربه قبيل الفجر مباشرة، لأن ذلك يحفز الكلى على التخلص من الكمية الزائدة، ما يسبب اضطراب النوم والصداع والشعور بالتعب والإرهاق خلال الصيام.
  • الحد من شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
  • تقليل استهلاك الكافيين (قهوة، شاي، مشروبات غازية، شوكولا) قبل أسابيع من بدء رمضان، ثم شرب فنجان قهوة في اليوم الأول من الصوم.
  • تخفيف التدخين قبل أسابيع من بدء رمضان.
  • تنظيم أوقات النوم، والنوم لفترة كافية يوميًا.

الرائحة الكريهة من الفم (البخر الفموي)

يؤدي عدم الأكل أو الشرب في أثناء الصيام إلى تكوّن طبقة بيضاء على اللسان، وهذه الطبقة عبارة عن طبقة من اللعاب الهلامي الثقيل، يمكن للبكتيريا اللاهوائية أن تعيش وتتكاثر تحت هذه الطبقة البيضاء على اللسان مفرزة مادة الكبريت ذات الرائحة المقززة، ويفاقم الجفاف من مشكلة رائحة الفم الكريهة، فهو يؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب في الفم، وبالتالي إلى خسارة منافع اللعاب في تقليل رائحة الفم، إذ يؤدي توفر كميات كبيرة من اللعاب إلى الحد من نمو وتكاثر البكتيريا، ويقوم بإذابة المخلفات الكبريتية، وبالتالي تقليل أو إخفاء الرائحة الكريهة.

ويمكن التخفيف من رائحة الفم في أثناء الصيام بثلاث طرق:

  1. إزالة الطبقة البيضاء المتكوّنة على اللسان باستعمال فرشاة الأسنان على اللسان أو استعمال فرشاة خاصة.
  2. تناول كمية كافية من السوائل لزيادة إفراز اللعاب.
  3. المضمضة بغسول الفم.

الاضطرابات الهضمية

الإكثار من تناول الطعام على وجبة الإفطار بعد ساعات الصيام الطويلة، وكذلك تنوع أصناف الأطعمة وخاصة المأكولات الجاهزة وكثيرة البهارات، كل ذلك يؤدي إلى سوء الهضم وبعض الأعراض، كانتفاخ في المعدة والقولون وكثرة الغازات وتناوب الإمساك والإسهال ونوبات مغص متقطع.

ويؤدي الإفراط بشرب الماء على السحور إلى إنقاص تركيز العصارات الهاضمة، ما يؤدي إلى سوء الهضم وما يرافقه من إزعاجات.

كذلك قد يحدث الإمساك نتيجة ضعف حركة الأمعاء بسبب عدم الاهتمام بالأطعمة الحاوية على الألياف والتركيز على النشويات واللحوم، وكذلك قلة الماء في البراز بسبب قلة شرب الماء في فترة الإفطار.

ويمكن الوقاية من حدوث الاضطرابات الهضمية في رمضان عن طريق الالتزام بالعادات الغذائية الصحية في الإفطار والسحور، وأهمها:

  • تجنب الأغذية التي تحوي نسبة عالية من الأملاح والبهارات والتوابل، وتناول الخضار والفواكه الطازجة.
  • عدم التمادي في تناول المقبلات لتجنب نقص السوائل وسوء الهضم.
  • الاعتدال في كمية الطعام المتناوَلة لتجنب التخمة وسوء الهضم، وتناوله ببطء، والمضغ جيدًا، للوصول إلى الشعور بالشبع قبل تناول كميات كبيرة.
  • تجنب الإكثار من الأطعمة الجاهزة.
  • تجنب الإكثار من المشروبات ذات المحتوى العالي من السكريات واستبدال عصير الفواكه الطبيعي بها.
  • ممارسة رياضة المشي يوميًا بعد تناول الإفطار بساعتين، أو القيام لصلاة التراويح.
  • شرب كمية وافرة من الماء (ثمانية أكواب على الأقل) في الفترة بين الإفطار والسحور بمعدل كأس كل ساعة أو ساعتين.

آلام الأسنان في رمضان

من الملاحَظ أن آلام الأسنان تزداد في رمضان، ويعود ذلك لعدة أسباب:

  • قلة إفراز اللعاب في الفم، التي يسببها الامتناع عن الطعام والشراب لعدة ساعات، وهذا يتيح للجراثيم زيادة نشاطها في الفم.
  • كثرة وتنوع الأطباق الغذائية وبالأخص الحلويات بمختلف أنواعها، والتي من شأنها أن تزيد فرصة تكوّن طبقة البلاك (القلح) على الأسنان، ما يؤدي إلى حدوث التهاب في أنسجة اللثة المحيطة.
  • عدم تنظيف الأسنان بشكل دوري، وخاصة بعد السحور، ما يؤدي إلى بقاء القلح على الأسنان وتحوله إلى الجير، فالقلح عبارة عن غشاء غير مرئي ودبق يتشكّل أساسًا من الجراثيم التي تتكون على الأسنان عند تفاعل السكريات والنشويات الموجودة في الطعام مع الجراثيم الموجودة داخل الفم بشكل طبيعي، وإذا لم تتم إزالة القلح بشكل يومي فإنه يتصلّب ويتحول إلى جير، ويكون الجير طبقة واقية للجراثيم فيسبب التهيج على طول خط اللثة، وهذا يؤدي إلى الالتهاب، فتنتفخ لثة المريض وتنزف بسهولة، كما قد ينتج عن ذلك أيضًا تسوّس الأسنان.

ويمكن الوقاية من تفاقم مشكلات الأسنان في رمضان باتباع النصائح الآتية:

  • تنظيف الأسنان يوميًا بالمضمضة، واستخدام الفرشاة والمعجون أو السواك مرتين على الأقل يوميًا (بعد الإفطار وبعد السحور)، ويُنصح باستعمال معاجين الأسنان التي تحتوي على نترات البوتاسيوم، أما بالنسبة لاستعمال السواك فينصح أطباء الأسنان بقص الجزء المستعمل من السواك كل 24 ساعة، وذلك من أجل استمرار وجود المادة الفعالة فيه، وننوه إلى أن من الممكن استخدام الفرشاة والمعجون أو السواك في أثناء النهار، إذ تتفق مختلف المذاهب الفقهية الإسلامية على إباحة استخدام الفرشاة والمعجون والمضمضة والسواك في أثناء الصيام، بشرط ألا يتم ابتلاع شيء من المواد، فإن تم ذلك فهي مفطرة.
  • عدم الإكثار من الحلويات والسكريات والمشروبات المحلاة التي تزيد من تشكّل القلح.
  • التخفيف من تناول الأطعمة الحمضية لمنع حساسية الأسنان لمن يعانون من حساسية فيها.
  • تناول مشروب شاي الزعتر، فهو مفيد لعلاج اضطرابات الفم، ويحضّر بخلط الزعتر مع الشاي، ويُشرب كوب واحد بعد الإفطار وكوب قبل الإمساك لعلاج أفضل وأسرع، ومن المعروف أن الزعتر يقتل الجراثيم في الفم وينعش النفس، وفي الوقت نفسه يقلّل حساسية الأسنان.
  • معالجة أي مشكلات في الأسنان أو اللثة قبل شهر رمضان.

اضطراب المزاج والنزق وقلة التركيز والشعور بتشتّت الذهن

غالبًا ما تنتج هذه الأعراض عن اضطراب النوم، ويحدث اضطراب النوم في رمضان بسبب تغيّر نمط الحياة الذي يغيّر الساعة البيولوجية في الجسم، وذلك بسبب ما يأتي:

  • تغيّر عادات الطعام، كتناول الطعام بعد غروب الشمس، بالإضافة إلى وجبة السحور ما قبل أذان الفجر، والإكثار من المأكولات الدسمة والسكريات ثم النوم بعدها، ما يسبب التخمة وعسر الهضم والارتجاع المعدي المريئي، وكل ذلك يؤثر سلبًا على جودة النوم.
  • زيادة النشاطات الليلية، كأداء الواجبات الاجتماعية ولقاء الأقارب والأصدقاء في فترة المساء ولساعات متأخرة من الليل، ومشاهدة التلفاز بكثرة ومتابعة المسلسلات الرمضانية لساعات متأخرة من الليل، فينتج عن السهر نقص حاد في عدد ساعات النوم خلال الليل، ما قد يسبب الخمول والنعاس وتعكّر المزاج خلال النهار.
  • التعرض للإضاءة القوية في الليل نتيجة السهر مع الأصدقاء أو الجلوس أمام التلفاز والكمبيوتر، ما يقلّل من إفراز هرمون الميلاتونين (الذي يصل إلى قمة إفرازه ليلًا في الأحوال العادية بينما ينخفض كثيرًا نهارًا فيحافظ على الصحو) ما يسبّب الأرق.
  • النوم بشكل متكرر وغير منتظم في أثناء اليوم الواحد، كالتأخر في الخلود إلى النوم، ثم قطع النوم لتناول وجبة السحور، والتأخر في الاستيقاظ صباحًا، وبدء العمل في وقت متأخر من ساعات الصباح.

ويمكن الإقلال من الآثار السلبية لاضطراب النوم في رمضان باتباع النصائح الآتية:

  • الاعتدال بنظام الطعام، عن طريق عدم الإفراط بتناول الطعام، وتجنب تناول المشروبات المنبهة كالشاي والقهوة والكولا قبل النوم، وعدم النوم قبل مرور ثلاث ساعات تقريبًا على تناول الطعام، لتجنب الإصابة بالتخمة والارتداد المعدي المريئي الذي يؤثر على جودة النوم، وتجنب تناول الأطعمة التي من شأنها أن تؤدي إلى الأرق خلال وجبة السحور.
  • تنظيم أوقات النوم، من خلال محاولة الخلود إلى النوم في وقت مبكر ليتسنى النوم مدة 3-4 ساعات تقريبًا قبل السحور، ثم العودة للنوم مرة ثانية لمدة 3-4 ساعات أخرى، بحيث لا يقل عدد ساعات النوم عن 7 ساعات، وأخذ قيلولة بعد الرجوع من العمل بما لا يزيد على نصف ساعة أو ساعة واحدة على الأكثر.
  • العمل على تنظيم بيئة النوم من سرير وفراش مريح، بالإضافة إلى التأكد من أن تكون الغرفة معتمة، وهادئة، ودرجة حرارتها لطيفة، وعدم ممارسة أي نشاط بدني أو ذهني قبل ساعة من النوم تقريبًا.

القولنج الكلوي

تزداد آلام الكلى في رمضان وخاصة في فصل الصيف حيث الحر وساعات الصوم الطويلة، وينتج ذلك عن الجفاف الذي يؤدي إلى تشكّل حصوات بولية، ففي حالات الجفاف يزداد تركيز الأملاح في البول وتترسب على هيئة بلورات وحبيبات صغيرة، وتظل تتجمع وتزداد في الحجم نتيجة تكرار الترسيب عليها حتى تصل إلى حصوات.

ولتجنب ذلك يُنصح بتناول كميات وافرة من السوائل بين الإفطار والسحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني في أثناء النهار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة