تقرير يحذر من عنف واعتداءات على النساء والأطفال في مخيمات بشمالي سوريا

camera iconسوريات ينتظرن توزيع مساعدات غذائية في مخيم للاجئين بدعم من "الهلال الأحمر التركي" في منطقة سرمدا شمال مدينة إدلب- 25 من تشرين الثاني 2021 (AP)

tag icon ع ع ع

وثّق تقرير منظمة غير حكومية شهادات لنساء في مخيمات شمال غربي سوريا، حول حوادث جنسية في المخيم بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري.

وجاء في تقرير منظمة “الرؤية العالمية” (World Vision)، المنشور في 11 من نيسان الحالي، أن النساء والأطفال الذين يعيشون في بعض المخيمات شمال غربي سوريا، يواجهون مستويات “مزمنة ومرتفعة” من العنف والاكتئاب.

ومن بين ألف و300 مخيم للنازحين في شمال غربي سوريا، يوجد 46 مخيمًا تُعرف بما يسمى “مخيمات الأرامل” تستضيف عشرات الآلاف من الأرامل والمطلقات.

أُجريت الدراسة بين كانون الثاني وشباط الماضيين، واعتمدت على مقابلات مع نساء وأطفال يعيشون في 28 مخيمًا فقط من “مخيمات الأرامل” في إدلب وحلب، بالإضافة إلى مقابلات مع المنظمات المحلية لفهم احتياجات الحماية في تلك المخيمات، كما وضح التقرير.

وتحدثت المنظمة مع 200 امرأة، و139 قاصرًا (أعمارهم بين 11 و18 سنة)، و80 طفلًا (بين ست وعشر سنوات)، معظمهم أمضوا سنوات في “مخيمات الأرامل”.

وأوضحت المنظمة أنه بسبب الاختلافات بين المخيمات من حيث الحجم والإدارة والإعداد، فإن نتائج الدراسة لا تمثّل كل السكان الذين يعيشون في “مخيمات الأرامل” عبر شمال غربي سوريا، وإنما تعكس وضع المشاركين في الدراسة فترة التقييم.

وبررت المنظمة قلة عدد المشاركين في الدراسة، بالوصول المحدود لـ”مخيمات الأرامل” المقتصر على المنظمات غير الحكومية المحلية، وعدد قليل من المنظمات المتخصصة في الحماية أو الصحة النفسية، المتضمنة بعض شركاء المنظمة المحليين.

وتنتقل الأمهات إلى “مخيمات الأرامل” طلبًا للأمان، وبسبب عدم وجود مكان آخر يذهبن إليه، ومع ذلك فإن 16% من النساء و26% من الأطفال الذين تحدثت إليهم المنظمة لا يشعرون بالأمان داخل المخيمات، بسبب التحرش الجنسي وإساءة معاملة الأطفال، بحسب التقرير.

وتُعد عمالة الأطفال (61%)، وزواج الأطفال المبكر (60%)، وإهمال الأطفال (56%)، والاعتداء اللفظي (53%)، من الأشكال الرئيسة للعنف ضد الأطفال، بحسب ما شهدته نساء المخيم، بينما أخبر 35% من الأطفال أنهم تعرضوا لواحد أو أكثر من أشكال العنف.

وأرجع التقرير تعرض النساء للاعتداء الجنسي إلى عزلتهن في المخيمات، وعدم وجود دخل مادي أو أي وسائل أخرى لتحسين ظروفهن.

وصرحت حوالي 25% من النساء بأنهن شهدن على حوادث جنسية في المخيم بشكل يومي أو اسبوعي أو شهري، بينما أبلغت 9% من النساء والفتيات عن تعرضهن لاعتداءات جنسية، كما جاء في التقرير.

وأبلغت نسبة كبيرة النساء (91%)، اللاتي تحدثت إليهن المنظمة، عن شعورهن بمشاعر سلبية، و95% تحدثن عن إحساسهن بالحزن أو اليأس، بينما كان ربعهن (25%) محرومات من النوم في الأسبوعين الماضيين، لأنهن عايشن حوادث عنف.

ولا تتمتع النساء بإمكانية الوصول إلى اختصاصيي الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، إذ إن 1.4% فقط من النساء تمكنّ من الوصول إلى طبيب نفسي، و88% من النساء قلن إنهن لا يتلقين رعاية صحية كافية.

ويوجد طبيبان نفسيان فقط لما يقرب من أربعة ملايين شخص في شمال غربي سوريا، وهناك مركزان فقط مجهزان لإدارة حالات الصحة العقلية، وفقًا للتقرير.

ويوجد نحو سبعة ملايين نازح داخل سوريا، ويعيش حوالي 2.8 مليون شخص فيما يقدر بنحو ألف و300 مخيم للنازحين في شمال غربي البلاد، بحسب منظمة الأمم المتحدة، في كانون الثاني 2021.

وأحصى فريق “منسقو استجابة سوريا” حوالي 4.3 مليون شخص يعيشون في شمال غربي سوريا، منهم مليونان من النازحين نهاية عام 2021، وبلغ عدد الأطفال الأيتام نحو 203 آلاف طفل، بينما وصل عدد النساء الأرامل دون معيل إلى نحو 47 ألفًا و700 امرأة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة