الوجهة إلى إفريقيا.. بريطانيا ترحّل طالبي اللجوء الذين تقدموا إليها منذ بداية 2022

camera iconبوريس جونسون يزور غرفة القيادة في مركز تنسيق الإنقاذ البحري في دوفر (دان كيتوود)

tag icon ع ع ع

قررت الحكومة البريطانية ترحيل طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا بموجب تطبيق قانون الهجرة البريطاني الجديد.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن عشرات الآلاف من المهاجرين غير المصرح لهم الذين يبحثون عن ملاذ في المملكة المتحدة، سيتم نقلهم جوًا لمسافة تزيد على 4000 ميل إلى رواندا بموجب مجموعة جديدة من سياسات الهجرة الجديدة”،  بحسب ما نقلته صحيفة “The Guardian” البريطانية، الخميس 14 من نيسان،

وسيركّز البرنامج التجريبي على الرجال غير المتزوجين الذين يصلون على متن قوارب أو شاحنات.

أصر رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي على أن الدولة الإفريقية، التي انتقدتها المملكة المتحدة عام 2021 لسجلها في مجال حقوق الإنسان، كانت واحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم.

كما أعلن أن البحرية الملكية ستتولى القيام بدوريات في القناة (التي يستغلها المهاجرون القادمون من فرنسا) لاعتراض القوارب الصغيرة.

وأكد مطلعون في وزارة الداخلية للصحيفة، أن الخطة كانت تهدف إلى منح طالبي اللجوء المحتجزين “تذكرة ذهاب فقط” إلى البلاد، و”تشجيعهم” على إقامة حياة جديدة هناك.

زارت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، العاصمة الرواندية كيغالي أمس، الخميس، للتوقيع على ما أطلق عليه البلدان “شراكة التنمية الاقتصادية”.

ويرى جونسون أن المخطط ضروري “لإنقاذ أرواح لا تعد ولا تحصى” من الاتجار بالبشر، على حد قوله.

وأضاف، “ستكون رواندا قادرة على إعادة توطين عشرات الآلاف من الأشخاص في السنوات المقبلة، ولنكن واضحين، رواندا هي واحدة من أكثر البلدان أمانًا في العالم، معترف بها عالميًا لسجلها في الترحيب بالمهاجرين ودمجهم”.

ولدى سؤاله عن سجل رواندا السيئ في مجال حقوق الإنسان، وتسجيل جماعات حقوق الإنسان انتهاكان لتعذيب المحتجزين، قال جونسون، “لقد تغيرت رواندا بالكامل على مدار العقود القليلة الماضية، تحولت تمامًا عما كانت عليه”.

وقال جونسون، إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات لمنع “مهربي البشر الحقيرين” من تحويل المحيط إلى “مقبرة مائية” مع وضع خطة لكسر نموذج أعمالهم.

وتابع أن تعاطف المملكة المتحدة غير محدود، لكن قدرتها على مساعدة الناس ليست كذلك، قائلًا، “لا يمكننا أن نطلب من دافع الضرائب البريطاني كتابة شيك على بياض لتغطية تكاليف أي شخص قد يرغب في المجيء والعيش هنا”.

ووصلت ميزانية النظام الجديد إلى 120 مليون جنيه إسترليني.

انتقادات للنظام الجديد

وانتقدت منظمات اللاجئين الخطة ووصفتها بأنها قاسية، وشككت في تكلفة الخطة وتأثيرها وتخوفت من سجل رواندا في مجال حقوق الإنسان.

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن معارضة شديدة ومخاوف بشأن خطة المملكة المتحدة لنقل التزاماتها الخاصة باللجوء، وحثت المملكة المتحدة على الامتناع عن نقل طالبي اللجوء واللاجئين إلى رواندا لمعالجة طلبات اللجوء.

وقالت مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية، جيليان تريجز، في بيان، إن “مثل هذه الترتيبات تقوم ببساطة بتغيير مسؤوليات اللجوء، والتهرب من الالتزامات الدولية، وتتعارض مع نص وروح اتفاقية اللاجئين”.

وحثت المفوضية كلا البلدين على إعادة التفكير في الخطط الحالية، كما حذرت من أنه بدلًا من ردع اللاجئين عن اللجوء إلى الرحلات المحفوفة بالمخاطر، ستؤدي إلى بحث اللاجئين عن طرق بديلة، وتفاقم الضغوط على دول المواجهة.

وقالت المديرة التنفيذية لـ”الصليب الأحمر البريطاني”، زوي أبرامز، لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إن الشبكة الإنسانية “قلقة للغاية” بشأن المخطط، معتبرة أن “التكلفة المالية والبشرية ستكون كبيرة”.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، إنور سولومون، إن المؤسسة الخيرية فزعت من قرار الحكومة “القاسي والبغيض”، الذي لن يفعل شيئًا يُذكر لردع الناس عن القدوم إلى المملكة المتحدة.

كما قالت المحامية المتخصصة في قانون الهجرة ميراندا بتلر، إن هناك “أسئلة جدية حول المخاطر التي يواجهها المهاجرون في ظل هذه العملية العاجلة”.

ومنذ نهاية 2018، تزايدت عمليات عبور قناة بحر “المانش” باتجاه بريطانيا، رغم التحذيرات المتكررة من خطورة هذا النوع من الهجرة، نظرًا إلى كثافة حركة المرور، والتيارات القوية، وحرارة المياه المنخفضة.

وبحسب بيانات الحكومة الفرنسية، فقد حاول نحو 15 ألفًا و400 مهاجر عبور “المانش” في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، بينهم ثلاثة آلاف و500 كانوا يعانون من مصاعب حين أُنقذوا وأُعيدوا إلى السواحل الفرنسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة