صحيفة غربية تناقش تراجع نشاط “الجيش السوري الإلكتروني”

camera iconصورة من موقع جامعة "هارفارد" بعد اختراقه من "الجيش السوري الالكتروني"- 26 من أيلول 2011 (BBC)

tag icon ع ع ع

ناقش موقع “ناشونال إنترست” الأمريكي، تراجع نشاط مجموعة من القراصنة الإلكترونيين السوريين المؤيدين للنظام السوري، المعروفين باسم “الجيش السوري الإلكتروني”، الذين عملوا على نشر الدعاية المؤيدة لرئيس النظام، بشار الأسد، وتشويه المواقع الإلكترونية المعارضة لسياسته.

وأوضح التقرير، الصادر الثلاثاء 19 من نيسان، أنه منذ عام 2014، انخفض نشاط المجموعة، مشيرًا إلى عدم صدور أي تفاعل على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، إذ لم تُحدّث صفحة المجموعة على “تويتر” منذ عام 2015، في حين أن صفحتها على “يوتيوب” متوقفة عن النشر لأكثر من ثماني سنوات.

وأشار الموقع إلى أن التقارير الإخبارية التي نسبت للمجموعة السورية بعض الاختراقات للمواقع الإلكترونية، قليلة ومتباعدة في السنوات الأخيرة، وهو ما يثير “التساؤل” نظرًا إلى أن مجموعة القراصنة كانت تعتبر من مجموعات القراصنة الدوليين “الأكثر تطورًا”، والتي تُذكر بشكل مستمر في عناوين الأخبار الدولية.

ما أسباب التراجع؟

أرجع التقرير سبب تراجع نشاط المجموعة إلى نجاح حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في تفكيك المجموعة، ففي عام 2014، أُلقي القبض على سوري مقيم بألمانيا باسم بيتر رومار، بتهمة عضويته في المجموعة وتهم جناية تتعلق بنشاط إجرامي إلكتروني، وهو ما أقره في عام 2016، بعد أن جرى تسليمه ومحاكمته في أمريكا.

كما وضع مكتب التحقيقات الفيدرالي عضوين آخرين من المجموعة على قائمة المجرمين الإلكترونيين المطلوبين في عام 2016، وأكد مساعد المدعي العام الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون كارلين، أن الأعضاء ابتزّوا العديد من الأشخاص أيضًا لمحاولة ملء جيوبهم.

ويُعد التغير “الجيوسياسي” العالمي منذ عام 2014، من أهم الأسباب المؤدية لانخفاض نشاط المجموعة، إذ “لم تعد الحرب السورية في طليعة سياسات القوى العظمى”، كما ذكر التقرير.

ويُعتبر رامي مخلوف ابن خال الأسد، الداعم المالي الرئيس لجماعة القراصنة، إذ منح الأعضاء ما يصل إلى ألف دولار لكل هجوم إلكتروني ناجح على المؤسسات المالية والسياسية الغربية، لكن في ربيع 2020، اختلف مخلوف مع الأسد، وبدأ ينتقد النظام على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين انتشرت النظريات حول الانقسام في الأسرة الحاكمة في سوريا، وهو ما قد يكون سببًا آخر لانحلال المجموعة الإلكترونية.

واتهمت المجموعة بصلاتها مع الحكومتين الإيرانية والروسية، وقال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي السابق، مايكل هايدن، إن “الجيش السوري الإلكتروني امتداد للدولة الإيرانية”.

وأدى دخول طهران في محادثات متعددة الأطراف مع الحكومة الأمريكية بهدف تفعيل محادثات السلام بين الأطراف السورية في 2015، إلى “تهميش” نشاط المجموعة لضمان مقعد دائم في محادثات السلام السورية إلى جانب ممثلين عن روسيا والسعودية وأمريكا وتركيا، وفقًا للتقرير.

وبالإضافة إلى إيران، فقد تلقت المجموعة أيضًا مساعدة من روسيا حليف النظام السوري، إذ تقع خوادم المجموعة في روسيا، وفي تقرير لجريدة “الجارديان” في 2013، أشارت إلى تلقي المجموعة مساعدة فنية متفرقة من روسيا.

وبحسب التقرير، فإن تركيز موسكو على أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، دفع سوريا بعيدًا عن اهتمامات السياسة الخارجية الروسية، ومن غير المرجح أن تستأنف الأجهزة الأمنية الروسية المساعدة التقنية للقراصنة الموالين للنظام السوري.

ويتوقع التقرير ظهور مجموعة إلكترونية أخرى موالية للنظام السوري في المستقبل القريب، مع توقف دعم أو تطوير مجموعة القراصنة الأصلية، وفي ظل التوترات الأخيرة بين أمريكا وإيران، قد تلجأ الأخيرة إلى مواليها من “حزب الله” المتخصصين بالاختراق الإلكتروني الأمني، لاستئناف العمليات الإلكترونية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية.

ما أبرز نشاطات المجموعة

في نيسان 2013، اخترقت المجموعة حساب “تويتر” الخاص بوكالة “أسوشيتد برس”، وغردت عن انفجار مزيف في البيت الأبيض، يُفترض أنه أصاب الرئيس الأمريكي وقتها، باراك أوباما، ما أدى إلى تراجع سوق الأسهم الأمريكية مؤقتًا بمقدار 136 مليار دولار.

وفي أيلول 2013، اخترق القراصنة الموقع الإلكتروني لمشاة البحرية الأمريكية، ودعوا أفراد مشاة البحرية في رسالة نُشرت على الموقع إلى عدم الامتثال لأوامر القيادة العسكرية الأمريكية، والتخلي عن المشاركة في ضربة عسكرية يُحتمل أن توجه إلى سوريا.

وأغلقت المجموعة موقع صحيفة “نيويورك تايمز” على الإنترنت لساعات، في آب 2013، واستهدفت الموقع الإلكتروني لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى جانب حساب المنظمة الرسمي على “تويتر”، كرد على تقارير المنظمة الإنسانية حول سوريا.

كما نفذت المجموعة العديد من الاختراقات مستهدفة وسائل الإعلام الغربية والعربية ووكالات الأنباء، في محاولة لنشر أخبار كاذبة، أو كهجمات انتقامية ردًا على التغطية الصحفية المنافية لتوجهات النظام السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة