صناعة تواجه صعوبات في الإنتاج والنقل

الحجر الحلبي بضاعة مطلوبة في الخارج

camera iconشاحنات تحمل حمولات الحجر الحلبي على طريق أرمناز شمالي سوريا- 23 من حزيران 2021 (صفحة "الوليد للحجر الحلبي" عبر "فيس بوك")

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حلب

يصل قتيبة (43 عامًا) إلى منشرة الحجر قرب قرية كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي، حيث يعمل فيها من أجل تأمين معيشته، ويحقّق عائدًا يوميًا لا يتجاوز 20 ألف ليرة سورية (قرابة خمسة دولارات).

تعتمد ساعات العمل على المولدة الكهربائية المشغلة على المازوت التجاري، ولكن نفاد المازوت أحيانًا، وتعرض المنشرة للسرقة أحيانًا أخرى، “يجعلني أتعطل عن العمل لأيام متتالية”، قال قتيبة الذي فضّل التعريف عن نفسه بالاسم الأول فقط.

تُجلب الحجارة الكبيرة من المقالع في ريف حلب وخاصة الريف الشمالي، “نقطعها وننشرها لقياسات محددة لاستخدامها في واجهات الأبنية السكنية ضمن الأحياء الراقية، أو تُستخدم لكسوة الفيلات والمزارع في أغلب الأحيان”.

تابع قتيبة، “خلال اليوم الواحد نعمل أنا وعامل آخر بتجهيز حوالي 50 إلى 60 مترًا مربعًا”، ويخضع الحجر للتنقية والتحليل، إذ تُنقل هذه الحجارة المقطّعة إلى المستودعات، وبعضها يتم شحنه إلى خارج الأراضي السورية.

وبحسب ما قاله هشام (40 عامًا) لعنب بلدي، وهو أحد العمال ضمن منشرة للحجر قرب منطقة المسلمية قرب المدينة الصناعية بحلب، فإن بعض المناشر عادت للتصدير بعد ازدياد الطلب على الحجر الحلبي بسبب جودته.

وأضاف هشام، الذي فضّل هو الآخر عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، مقالع حلب ومناشرها توفر ثلاثة ألوان من الحجر الحلبي، وهي الأبيض والزهري والأصفر، و”تخضع للجلي والتلميع لعكس أشعة الشمس، وليحافظ الحجر الحلبي على رونقه بعد غسله، فهو لا يتشرب الماء، ويخلو من التجاويف أو التحفّرات”.

لماذا يرتفع سعر الحجر

تعتمد مناشر الحجر الحلبي على المولدات الكهربائية المشغلة على المازوت التجاري، ولكن بسبب ارتفاع المازوت وعدم توفره، يضطر أصحاب مناشر الحجر لشرائه من السوق السوداء، حيث يصل سعر البرميل أحيانًا إلى 900 ألف ليرة سورية (ما يزيد على 225 دولارًا أمريكيًا)، بالإضافة إلى غلاء قطع المناشر التي تتعرض للتلف.

أمين، وهو صاحب منشرة للحجر والرخام في منطقة كفر حمرة بمدينة حلب، يبلغ من العمر 51 عامًا، أشار لعنب بلدي إلى تعرض المناشر للسرقات، إذ تسرق قطع القص والتلميع غالية الثمن، مثل “الدسكات” و”شفرات الحزازات”.

وبحسب أمين، يصل سعر المتر المربع من الحجر الزهري إلى 64 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر الحجر الأبيض 71 ألف ليرة وسطيًا.

وتتقلّب الأسعار ويتذبذب الإنتاج مع فقدان مادة المازوت، وبينما تستمر بعض مناشر الحجر في العمل، توقفت أخرى بسبب السرقات المتكررة أو التكاليف الباهظة التي تزيد عليها أجور النقل.

ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 3885 ليرة، في 23 من نيسان الحالي، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.

إتاوات لمرور الحمولات

بعد عودة الطلب على الحجر الحلبي وتصديره، صارت الحواجز التابعة للنظام السوري تفرض الإتاوات على السيارات المحملة به، حتى وصلت الإتاوة المفروضة على حمولة السيارة الواحدة إلى أكثر من مليون و700 ألف ليرة، وقد تزيد قيمة الإتاوة حسب الحمولة التي يتراوح وزنها بين 18 و30 طنًا، وتأتي الزيادة تبعًا للحواجز التي تمر منها السيارات المحمّلة بالحجارة المستخرجة من المقالع، بحسب ما قاله نجم (39 عامًا)، الذي يعمل ضمن مقالع الحجر قرب المدينة الصناعية بحلب.

وقال نجم لعنب بلدي، “يتم وضع الحجارة الكبيرة بالشاحنات من خلال رفعها بالتركسات والرافعات”، مشيرًا إلى ارتفاع أجورها، “سائق الرافعة يتقاضى أجرًا يوميًا يصل إلى حوالي 45 ألف ليرة، وبعضهم يتقاضى 60 ألف ليرة، ودائمًا يقومون بحساب الأعطال بالرافعات، بسبب جهد العمل، أو تعرض مضخات الهيدروليك بالرافعة للتلف”، ولذلك صار سعر الحمولة يتضاعف، وخلال مرور الشاحنات على الحواجز “تمنع من مواصلة طريقها إذا لم تدفع الإتاوة”، ولهذا فإن من المتوقع أن ترتفع الأسعار، إضافة إلى ارتفاع أجور الشحن إلى خارج الأراضي السورية.

وعادت بعض مناشر الحجر الحلبي للتصدير بعد ازدياد الطلب على الحجر لجودته، وكانت غرفة الصناعة والتجارة في المجلس المحلي لمدينة الراعي شمال شرقي حلب، أعلنت، في تشرين الثاني 2021، الموافقة على تصدير الحجر السوري الطبيعي، أو ما يُعرف بـ”الحجر الحلبي” (تلبيس واجهات) إلى السوق الداخلية التركية.

وقال المجلس في بيان، في 17 من تشرين الثاني 2021، إن الحجر الحلبي أُضيف إلى قائمة البضائع المستوردة من سوريا إلى تركيا التي تُمنح خدمات جمركية، بدءًا من 15 من الشهر نفسه.

وتمنح تركيا شهادة منشأ للبضائع السورية، كما تسهل” ترفيقها” إلى مواني التصدير.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة