“لمسة شفاء”.. حملة تطوعية تقدم خدمات العلاج الفيزيائي مجانًا لأطفال إدلب

camera iconأحد المتطوعين في مبادرة "لمسة شفاء" خلال زيارة منزلية للأطفال من ذوي الإعاقة لتقديم العلاج الفيزيائي (فريق الإخاء التطوعي)

tag icon ع ع ع

إدلب – هدى الكليب 

أسباب عديدة منعت والد الطفلة غفران البكور (ثلاث سنوات) من تقديم العلاج الفيزيائي لها، بعد إصابتها بضمور في الدماغ، نظرًا إلى ضعف حالته المادية التي لا تتناسب مع غلاء جلسات العلاج الفيزيائي في إدلب، عدا عن بعده عن مراكز تقديم تلك الجلسات، وهو ما دفعه للاستعانة بفريق “لمسة شفاء”، الذي لبّى طلبه وزار الطفلة في المنزل، وبدأ بتقديم العلاج الفيزيائي الفوري لها.

وقال عبد الكريم البكور، والد الطفلة، لعنب بلدي، إنه لم يكن يعلم ما يفعله دون مساعدة الفريق الذي “جاء عمله التطوعي في محله”، حسب تعبيره، بعد عجزه عن تقديم العلاج لابنته في ظل الفقر والنزوح وقلة فرص العمل.

مدفوعًا برغبته بمساعدة الفئات الأكثر تهميشًا في إدلب، أطلق فريق “الإخاء” التطوعي، المؤلف من مجموعة من الشابات والشبان ذوي الخبرة، حملة “لمسة شفاء”، التي تختص بتقديم جلسات العلاج الفيزيائي للأطفال من ذوي الإعاقة، سواء الإعاقات الحربية أو الولادية، من أجل التخفيف من معاناة الأهالي، ومساعدتهم في علاج أبنائهم.

مدير الفريق، أحمد الأحمد، قال لعنب بلدي، إنهم أطلقوا الحملة في بداية العام الحالي، وما زالت مستمرة حتى اللحظة لتقديم العلاج الفيزيائي المجاني لأكبر عدد ممكن من الأطفال من ذوي الإعاقة، ورفع مستوى الخدمات الصحية في مجال العلاج الفيزيائي، والدعم النفسي والمعنوي للمرضى وذويهم، بعد أن لامسوا حاجة ضرورية لوجود مثل تلك الحملات المجانية في المنطقة التي تعاني نقصًا حادًا في الخدمات الطبية.

وأضاف الأحمد أن مدينة إدلب تحتوي على عدد كبير من السكان، ويوجد العديد من الحالات التي تحتاج إلى العلاج، ويسعى الفريق لتوسيع نشاطاته ليشمل المزيد من المنطقة الجغرافية في شمالي وشمال غربي سوريا، إن وُجد الدعم الكافي مستقبلًا.

وأشار إلى أن خدماتهم في العلاج الفيزيائي شملت الفئات العمرية تحت عمر 18 عامًا، ووصل عدد المستفيدين حتى الآن إلى أكثر من 50 حالة، تتم زيارتهم في منازلهم بشكل دوري، ومتابعتهم من قبل الفريق، حتى ظهور نتائج إيجابية عبر تحسن حالتهم الصحية.

 

بديل مجاني عن المراكز المختصة

يثني والد الطفل عبد الكريم العثمان على عمل الفريق الذي لبّى نداءه لمساعدة طفله المصاب بضمور دماغي، بسبب ارتخاء بعضلات جسده، على خلفية تعرضه لنقص في الأكسجين خلال الولادة.

وقال عبد الكريم لعنب بلدي، “نحن بحاجة لمثل هذه المبادرات في أيامنا هذه، نظرًا إلى صعوبة الحصول على الدعم والعلاج الفيزيائي المجاني في المراكز المختصة، ما يمنع شريحة واسعة من الأطفال من ذوي الإعاقة من الحصول على العلاج اللازم، في ظل عدم تمكّن معظم الأهالي من تأمين حتى قوت يومهم الذي بات صعب المنال”.

وأوضح الرجل في حديثه أنه تعرف إلى المبادرة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما اتصل بهم لمتابعة حالة طفله، ولم يتأخروا في الاستجابة، وزاروه في المنزل، وبدؤوا بتقديم ما يمكن من جلسات العلاج الفيزيائي لابنه، ما أسهم في تحسن حالته الصحية شيئًا فشيئًا.

ويعتمد فريق “لمسة شفاء” على إمكانيات بسيطة في ظل النقص الكبير في المعدات، وعلى خبرات الأعضاء المتطوعين، في محاولة صنع فارق بسيط للأطفال في المنطقة.

وتتفاقم معاناة الأطفال ذوي الإعاقة في إدلب، لا سيما في مخيمات النزوح، وسط عدم توفر الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية، وافتقارها لأدنى مقومات الحياة، ما يستدعي المزيد من تلك المبادرات التي من شأنها تغطية أكبر مساحة ممكنة من تلك المخيمات.

وبحسب فريق “منسقو استجابة سوريا”، فإن أعداد المدنيين من ذوي الإعاقة وصل شمال غربي سوريا خلال عام 2021 إلى أكثر من 200 ألف شخص، بين أطفال ونساء ورجال، وهم بأمس الحاجة للرعاية الطبية.

وأوضح الفريق أن الفجوة بين الدعم المقدم والحاجات المطلوبة لا تزال متسعة بالتزامن مع ازدياد أعداد المصابين عامًا تلو الآخر، مع استمرار الحرب والعمليات العسكرية ما تسبب بعجز كبير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة