تلال من الركام.. “الباغوز” تدفع ضريبة ثانية للمعارك ضد “التنظيم”

camera iconمسن في بلدة الباغوز بعد عام من خروج تنظيم "الدولة الإسلامية" - 21 آذار 2020 (AFP)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – دير الزور

“أكثر ما يحزننا منظر الدمار الذي طال أغلب المنازل في بلدتنا”، هكذا وصف عبد الجبار الخالد (37 عامًا) حال الأغلبية من أبناء بلدة الباغوز بريف البوكمال الشرقي قرب الحدود السورية- العراقية، بعد ثلاثة أعوام على انتهاء المعارك التي شهدتها البلدة.

الشاب الثلاثيني أشار إلى الأبنية المدمرة التي لم يرمم أغلبها في البلدة، التي كانت آخر معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث شهدت معارك عنيفة خاضها مقاتلو “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ضد عناصر التنظيم الذين اتخذوا من البلدة حصنهم الأخير مطلع عام 2019.

بعد المعركة.. إهمال

أعلنت “قسد”، في 23 من آذار 2019، عن سيطرتها على الباغوز، بعد ستة أشهر من إعلانها عن إطلاق معركة ضد التنظيم، مدعومة بالتحالف الدولي للسيطرة على آخر معاقله.

لكن منذ ذلك الحين، لا تظهر في البلدة مظاهر لإعادة الإعمار أو إزالة الدمار الذي خلّفته المعارك، سوى بعض عمليات ترميم الطرق الرئيسة وإصلاحها، وافتتاح المجلس المحلي والبلدية والمستوصف ومحطة المياه، وترميم بعض المدارس.

قال سكان في الباغوز تواصلت معهم عنب بلدي، إن أغلب المباني التي دُمرت لا تزال على وضعها عندما انتهت المعارك، وإن الذي رُمم كان على نفقة أصحاب تلك المباني الخاصة، ولم تقم أي جهة بتعويض المتضررين، أو المساهمة في إعادة الإعمار.

مخاوف من التنظيم

يصف أحد مسؤولي المجلس المحلي لبلدة الباغوز في حديث إلى عنب بلدي، ما حصل للبلدة بأنه “دمار كلي”، تحولت بسببه معظم المنازل إلى تلال من الركام، وهُجر معظم السكان ونزحوا عن البلدة بسبب المعارك.

وقال مسؤول المجلس المحلي، الذي تحفظ على ذكر اسمه كونه لا يملك تصريحًا للتحدث إلى الإعلام، إن إعادة إعمار البلدة، أو على الأقل إزالة مظاهر الدمار وترحيل الأنقاض، يحتاج إلى خطة عمل دؤوبة وملايين الدولارات تعجز عن تأمينها السلطات المحلية حاليًا.

ومنذ بداية العام الحالي، كان هناك احتمال كبير لعودة نشاط التنظيم في منطقة شرق الفرات، حيث زادت الخلايا النائمة للتنظيم من نشاطها، مع جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، مستغلة انشغال العالم بهذا الوباء، ولذلك لم تشهد البلدة أي اهتمام ملحوظ في تأهيل المساحات السكنية فيها من قبل “قسد”، وفق ما قاله مسؤول المجلس المحلي.

اجتماعات دون جدوى

يجري شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة زيارات بشكل متواصل إلى قاعدة “حقل العمر” النفطي، حيث تتمركز قيادات من “قسد” والتحالف الدولي، تُعقد خلالها اجتماعات حول ضرورة تحسين الوضع العام في بلدة الباغوز وريف دير الزور.

وقال عبد الفتاح المقرن، وهو ناشط مدني من ريف دير الزور الشرقي، إن معظم ما قدمته “قسد” والتحالف الدولي لا يزال يندرج في خانة الوعود، وجميع الاجتماعات التي عُقدت بقيت دون أثر ودون تحقيق الآمال المعقودة عليها.

واضطر السكان إلى استخدام بعض منازل البلدة وتحويلها إلى مدارس للأطفال، بعد تعذر ترميم المدارس التي دُمرت بفعل العمليات القتالية والقصف الذي طال الباغوز، وفق حديث الناشط المدني إلى عنب بلدي.

ولا تزال آثار المعارك الأخيرة التي شهدتها بلدة الباغوز بين عناصر “قسد” ومقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” واضحة للعيان، ومنها ما يعرف بمخيم “الباغوز” وعدة مقابر جماعية لم يتم ترحيل الجثث من معظمها.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة