محاكمة أول جندي روسي بشأن “جريمة حرب” في أوكرانيا

camera iconمحتجون في بولندا يحثون الناس على مقاطعة الشركات التي اختارت استمرار العمل مع روسيا- 7 من أيار 2022 (AP)

tag icon ع ع ع

من المقرر أن يمثل جندي روسي أمام المحكمة اليوم، الجمعة 13 من أيار، في قضية مقتل مدني أوكراني أعزل، وهي المرة الأولى منذ بدء “الغزو” الروسي لأوكرانيا في 24 من شباط الماضي، وسيحاكَم الجندي الروسي بتهمة ارتكاب جريمة حرب.

اتُهم الرقيب فاديم شيشيمارين بإطلاق النار على رأس رجل يبلغ من العمر 62 عامًا، من خلال نافذة سيارة مفتوحة في قرية تشوباخيفكا الشمالية الشرقية، ويواجه الجندي عقوبة تصل إلى السجن المؤبد بموجب العقوبات المنصوص عليها في قسم القانون الجنائي الأوكراني الذي يتناول قوانين وأعراف الحرب.

أقر محامي شيشيمارين، فيكتور أوفسيانيكوف، بأن القضية المرفوعة ضده قوية، لكنه قال إن القرار النهائي بشأن الأدلة التي يجب السماح بها ستتخذه المحكمة في كييف، بينما أوضح المحامي، الخميس 12 من أيار، أنه وموكله لم يقررا بعد كيف سيدافعان.

ويمثل الجندي شيشيمارين، وهو عضو أسير في وحدة دبابات يبلغ من العمر 21 عامًا، للمحاكمة بينما يجري المدعي العام الأوكراني عددًا متزايدًا من التحقيقات في مزاعم بأن القوات الروسية قتلت وعذبت وأساءت إلى المدنيين الأوكرانيين.

قال مكتب المدعية العامة، إيرينا فينيديكتوفا، إنه ينظر في أكثر من عشرة آلاف جريمة حرب محتملة تشمل أكثر من 600 مشتبه بهم، من بينهم جنود روس ومسؤولون حكوميون.

ظهرت العديد من الفظائع المزعومة إلى النور الشهر الماضي، بعد أن أنهت قوات موسكو محاولتها للاستيلاء على العاصمة كييف، وانسحبت من المناطق المحيطة، وفضحت المقابر الجماعية والشوارع والساحات المليئة بالجثث في مدن مثل بوتشا، جرائم الحرب في أوكرانيا.

قال المنسق بمركز الحريات المدنية في كييف، فولوديمير يافورسكي، (إحدى أكبر مجموعات حقوق الإنسان في أوكرانيا)، إن الناشطين سيراقبون محاكمة الجندي الروسي لضمان حماية حقوقه القانونية، وأضاف أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على حيادية إجراءات المحكمة في زمن الحرب.

وأكد يافورسكي أن الالتزام بقواعد المحاكمة “سيحدد كيفية التعامل مع القضايا المماثلة في المستقبل”.

وفقًا للمحلل السياسي المستقل المقيم في كييف فاديم كاراسيف، من المهم بالنسبة للسلطات الأوكرانية “إثبات أنه سيتم حل جرائم الحرب وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة بما يتماشى مع المعايير الدولية”.

على مدار الأسبوع الماضي، نشرت المدعية العامة فينيديكتوفا ومكتبها ودائرة الأمن الأوكرانية، وهي وكالة إنفاذ القانون في البلاد، بعض التفاصيل من التحقيق في تصرفات شيشيمارين، على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.

في 28 من شباط الماضي، بعد أربعة أيام من “غزو “روسيا لأوكرانيا، كان شيشيمارين ضمن مجموعة من القوات الروسية التي هُزمت على يد القوات الأوكرانية.

وفقًا لرواية فينيديكتوفا، وفي أثناء فرار الروس، أطلقوا النار على سيارة خاصة واستولوا عليها، ثم توجهوا بالسيارة إلى تشوباخيفكا، وهي قرية في منطقة سومي على بعد حوالي 321 كيلومترًا شرقي كييف.

قالت فينيديكتوفا، إن الجنود الروس رأوا في الطريق رجلًا يمشي على الرصيف ويتحدث في هاتفه، أطلق شيشيمارين النار من بندقيته “كلاشينكوف” عبر النافذة المفتوحة، وأصاب الضحية في رأسه حتى لا يتمكن من إبلاغ السلطات العسكرية الأوكرانية عنهم.

نشرت دائرة الأمن الأوكراني، المعروفة باسم إدارة أمن الدولة، تسجيلًا مصوّرًا قصيرًا، في 4 من أيار الحالي، لشيشيمارين يتحدث أمام الكاميرا ويصف بإيجاز كيف أطلق النار على الرجل، ووصفت إدارة أمن الدولة الفيديو بأنه “من أول اعترافات الغزاة الأعداء”.

وأنهى شيشيمارين، الذي كان مقنعًا ويرتدي قميصًا أزرق ورماديًا اعترافه قائلًا، “أطلقت عليه طلقة واحدة، سقط، وواصلنا المسير”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة