"الإدارة" تتحدث عن خطة دمج بحراسة مشددة

الرقة.. قاطنو المخيمات العشوائية ضحايا لحملات دهم مستمرة لـ”قسد”

camera iconعناصر من "قسد" في أثناء تنفيذهم حملة دهم واعتقال داخل مخيم "رطلة" بريف الرقة الجنوبي الشرقي - 6 أيار 2022 (الإعلام الحربي لقوات سوريا الديمقراطية/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

الرقة – حسام العمر

نفذت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) خلال الأيام الماضية، عمليات دهم طالت مخيمات عشوائية للنازحين بريف الرقة، وسط تصريحات لمسؤولين بـ”الإدارة الذاتية” عن مساعٍ لدمج هذه المخيمات.

وداهمت عناصر من “قسد” مخيم “رطلة” العشوائي في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، واعتقلت منه شخصين بتهمة “تمويل خلايا بالأسلحة الفردية والعبوات الناسفة”، وفق ما نشرته معرفات تابعة لـ”قسد” عبر “فيس بوك”.

كما نفذت عملية دهم واعتقال في مخيم “حويجة السوافي” العشوائي جنوبي مدينة الرقة، واعتقلت منه أربعة أشخاص بتهمة “تهريب أسلحة”.

حملات دهم متكررة

حسيبة المصلح (38 عامًا) من قاطني مخيم “اليوناني” العشوائي جنوبي الرقة، قالت إنها لم تستطع إسكات أطفالها بعد أن بدؤوا بالبكاء والصراخ، حال سماعهم أصوات تجهيز عناصر “قسد” أسلحتهم في أثناء عملية دهم نفذوها داخل المخيم أواخر نيسان الماضي.

وأضافت حسيبة لعنب بلدي، أن عناصر “قسد” داهموا المخيم ليلًا واعتقلوا أربعة شبان، بتهمة التعامل مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها عمليات دهم كهذه للمخيم.

ويقع قاطنو المخيمات العشوائية التي تتوزع على أرياف الرقة ضحية للمداهمات التي تنفذها “قسد” برفقة “قوى الأمن الداخلي” (أسايش)، يُعتقل خلالها الرجال من المخيم ويُطلق سراح معظمهم لاحقًا.

ويشتكي قاطنو المخيمات العشوائية من تكرار المداهمات الأمنية، مع كل توتر تشهده المنطقة التي تسيطر عليها “قسد” و”الإدارة الذاتية” في الرقة.

إجراءات لتلافي عمليات الدهم

شاهر الخالدي (36 عامًا)، وهو من قاطني مخيم “الحكومية” الذي يقع في بلدة حزيمة (25 كم) شمالي الرقة، جمع البطاقات الشخصية والأوراق الثبوتية للرجال القاطنين في المخيم، وسلّمها للمجلس المحلي في البلدة لتدقيقها.

وقال شاهر لعنب بلدي، إن المسؤولين المحليين طلبوا منه جمع الأوراق الثبوتية مع الكفالات وتقديمها للمجلس المحلي، للتأكد من الوضع الأمني للرجال القاطنين في المخيم، وعدم وجود أشخاص مطلوبين للجهات الأمنية، تلافيًا لوقوع المداهمات مستقبلًا، على حد قوله.

ويتوزع 58 مخيمًا عشوائيًا على أرياف مدينة الرقة، يسكنها نازحون ينحدر معظمهم من محافظات حمص وحماة ودير الزور، يُطبّق بحق أغلبهم نظام الكفالة الذي تفرضه “الإدارة الذاتية” في شمالي وشرقي سوريا على الوافدين إلى مناطقها من المناطق السورية الأخرى.

“أسايش”: حملات الدهم إجراء استباقي

قال مصدر أمني من “أسايش” لعنب بلدي، إن المداهمات الأمنية هي إجراءات استباقية تُتخذ لمنع حدوث أي خرق أمني في المنطقة، مع وجود عدد كبير من عناصر تنظيم “الدولة” المفرَج عنهم بين القاطنين في المخيمات العشوائية.

وأضاف المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن “الإدارة الذاتية” ستلجأ مستقبلًا لإزالة المخيمات العشوائية ودمجها في مخيمات رسمية توضع لها الحراسة المشددة، لمنع المطلوبين من الاختباء بين المدنيين من القاطنين في المخيمات.
وأقرّ المصدر بأن معظم الأشخاص الذين يتم القبض عليهم يُطلق سراحهم لاحقًا لبراءتهم وعدم ثبوت إدانتهم، لكن ذلك لا يمنع أن تُتخذ الإجراءات الأمنية المناسبة ومنها المداهمات، على حد قوله.

“الإدارة الذاتية” تطلق خطة لدمج المخيمات

في 8 من أيار الحالي، تحدث مسؤولون في “الإدارة الذاتية ” عن إطلاق خطة لدمج المخيمات العشوائية في الرقة، بحسب ما نُشر في موقع “الإدارة الذاتية“.

وقال منسق مكتب شؤون المخيمات والنازحين مع المنظمات الدولية والجمعيات المحلية في “الإدارة المدنية الديمقراطية”، عبد الناصر حمي، إن المكتب يسعى لدمج المخيمات العشوائية.

وأشار إلى أن الهدف من دمج المخيمات العشوائية هو تثبيت قاعدة بيانات حقيقية للنازحين القادمين من مناطق سيطرة النظام السوري، أو من المناطق التي “تحتلها” تركيا، على حد تعبيره.

وبحسب ما قاله حمي، يبلغ عدد المخيمات العشوائية في الرقة 58 مخيمًا تؤوي 16 ألفًا و150 عائلة تتوزع في الرقة وريفها.

وفي أواخر كانون الثاني الماضي، أعلنت “قسد” إلقاء القبض على 27 متهمًا بالانضمام لتنظيم “الدولة” في المخيمات العشوائية بريف الرقة الشرقي بعد حملة أمنية استهدفت المخيمات.

وقالت “قسد”، إن قواتها داهمت عددًا من النقاط التي كانت خلايا “الدولة” تستخدمها في الاختباء والتحضير لعمليات أمنية تنطلق من داخل هذه المخيمات.

لكن صفحات محلية من المنطقة اتهمت “قسد” بمداهمة مخيمات يقطنها مدنيون واعتقال أشخاص بينهم مسنون، بتهمة التعامل مع تنظيم “الدولة”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة