ورق “العريش”.. مصدر دخل ومؤونة لا غنى عنها في درعا

camera iconمؤونة ورق العنب في إحدى بيوت ريف درعا جنوبي سوريا- 7 من أيار 2022 (عنب بلدي\ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- درعا

يعتبر موسم قطاف أوراق عرائش العنب من المواسم المهمة في محافظة درعا، جنوبي سوريا، فبعض الأهالي يعتمدون على قطافها وبيعها كمصدر رزق، وبعضهم الآخر يكتفون بقطاف عرائش البيت أو الدّوالي لمؤونة العائلة فقط.

سيدات البيوت كن يقمن بتجميد هذه الأوراق لطهوها في فصل الشتاء، ومع تدهور حالة الكهرباء وانقطاعها، لجأت النساء إلى ابتكار وسائل وأفكار جديدة لتخزين أوراق العنب، وهي تُستخدم في أكلات شعبية أساسية، منها “اليبرق” و”اليالنجي”.

سلمى (33 عامًا)، وكثير من نساء المحافظة الجنوبية، اتجهن إلى فكرة حفظ أوراق العنب في عبوات مملوءة بالماء وبعض الملح.

قالت سلمى، وهي ربة منزل من حوران، إنه في حالة الانقطاع الطويل للكهرباء الحكومية، تعد البطاريات (المدخرات) البدائل الأساسية، ولكن الغلاء ألقى بظلاله حتى على تلك البدائل، ما صعّب من مهمة ربات البيوت في تأمين مؤونة الخضار المجمدة، ومنها ورق “العريش” (العنب).

وخلال فصل الصيف، تجهد ربات البيوت في درعا، وعموم سوريا، في إعداد مؤونة الشتاء، تسبق هذه العملية أسابيع طويلة من التحضير وخطوات كثيرة.

موسم للتخزين والبيع

تخزين مؤونة ورق العنب من الأساسيات لأغلب العائلات في درعا، رغم تكلفته المادية.

فمع بداية شهر أيار من كل عام، تبدأ سلمى مثل كثيرات من ربات البيوت، بقطف أوراق العنب من عرائش منزلها لتجميعها وتخزينها لفصل الشتاء، وتختار الورقات المتوسطة الحجم، وبعد جمع الكميات، تقلّمها من الأغصان الصغيرة لتخزينها في علب “الكولا”، حيث تحفظ بالماء والملح.

قالت سلمى لعنب بلدي، “من فوهة العلبة أدخل الورقات كل ورقة على حدة، ثم أحاول ملء العلبة التي تتسع لكيلوغرام تقريبًا، ويجب ملؤها بشكل كامل لضمان إفراغها من الهواء ثم تُغلق بشكل جيد، وتُحفظ في مكان فيه ظل”.

تخزّن سلمى ما يقارب عشرة كيلوغرامات لطبخة “اليبرق”، التي تعد من المأكولات المحببة لأسرتها، كما أن التخزين بهذه الطريقة “صحي لا يحتاج إلى مواد حافظة، ولا إلى تبريد”، وخاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي.

ويخضع سكان درعا لتقنين كهربائي يعتمد على ساعة تشغيل للتيار مقابل خمس ساعات قطع، وهذا التقنين كان سببًا كافيًا لإلغاء فكرة تخزين المؤونة المجمدة، بحسب سلمى.

ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من ورق العنب إلى حوالي ثمانية آلاف ليرة سورية، وقد استعانت بعض العائلات بزراعة العرائش على مداخل البيوت، بعد تضرر المزارع وتراجع زراعة الأشجار ومنها العنب في درعا.

ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية إلى 3970 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.

ورق العنب مصدر رزق

تجني “أم حسن” (40 عامًا) أوراق العنب من مزرعتها وهي بمساحة عشرة دونمات، وتبيع المنتج للعائلات بعد توصية مسبقة.

قالت “أم حسن” لعنب بلدي، “أجني ما يعادل 20 كيلوغرامًا باليوم، وجميع الكميات تباع للتخزين، أو للطبخ مباشرة”.

وتراعي “أم حسن” ضرورة انتقاء الورقات بما لا يؤثر على إنتاج الشجرة، إذ يؤمّن الورق غذاء للثمر، كما يحمي الثمر من أشعة الشمس المباشرة.

وقطف الورقات يجب أن يكون بحذر وخبرة، لأن المبالغة في قطفها قد يؤثر على الثمر.

تراجع زراعة العنب

تراجعت زراعة العنب في درعا خلال الأعوام الماضية بعد نقص مياه الري، حيث تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه بحسب المزارع “أبو حسن” (63 عامًا)، الذي يملك مزرعة في ريف درعا الغربي.

“شح المياه أدى إلى تقزّم الأشجار، ما سبب تراجع الإنتاج تدريجيًا، وأدى ذلك إلى تحطيب عرائش العنب واستبدال الزيتون والرمان بها”.

هذا التراجع بزراعة العنب في المحافظة، أدى إلى ارتفاع أسعار ورق العنب بالسوق المحلية، وفي كل عام تتناقص مزارع العنب لحساب مزارع الرمان والزيتون، ما يعني أن من المحتمل أن تصير عرائش العنب نادرة في حال استمرار هذه الحالة، لذلك تعتمد بعض العائلات على زرع عرائش عنبها في مدخل منازلها.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة